"عبدي": "قسد" مستعدة للانخراط في الجيش الجديد والخلافات حول الآلية والتوقيت
قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، إن قواته أبدت استعدادها للانخراط في الجيش السوري الجديد، إلا أنه أشار إلى وجود خلافات حول الآلية والتوقيت لذلك، وأكد أن المقاتلين الأكراد لن يسمحوا بالسيطرة على سد تشرين أو الوصول إلى مناطقهم في شرق الفرات.
وفي مقابلة مع وكالة "هاوار"، أوضح عبدي أن "قسد" قامت بزيارة إلى دمشق حيث عقدت اجتماعاً مطولاً مع القائد العام للإدارة السياسية الجديدة، أحمد الشرع، وأكد أن اللقاء أظهر نقاطاً مشتركة بين الجانبين وتم الاتفاق على العديد من النقاط، التي تتعلق بمستقبل "قسد" وطبيعتها ضمن الجيش السوري المستقبلي، كما تم التأكيد على رفض التقسيم وأهمية تفعيل الحوار والحل السياسي.
ولفت "عبدي" إلى أن "قسد" ليس لديها أي نية انفصالية أو رغبة في بناء جيشين في سوريا أو إنشاء دولة داخل دولة، كما يروج البعض، مؤكداً أنه لا يوجد خلاف مع الإدارة الجديدة حول هذه المبادئ أو الخطوط الأساسية.
خلافات حول آلية الدمج وتوقيت تشكيل الجيش الجديد
وأشار عبدي إلى وجود خلافات بين الجانبين حول كيفية وآلية دمج "قسد" ضمن وزارة الدفاع السورية، وأضاف أن النقاشات ما زالت مستمرة، ولفت إلى أن بناء جيش جديد يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا.
وأضح أن هناك خلافًا حول التوقيت بين "قسد" والإدارة الجديدة بشأن الفترة التي يجب فيها تشكيل هذا الجيش. كما أثيرت نقاط خلاف أخرى حول كيفية تفعيل المعابر المغلقة ضمن مناطق الإدارة الذاتية، وأكد عبدي أن اللقاءات بين الطرفين ستستمر للوصول إلى تفاهمات عملية في هذا الصدد.
مفاوضات مستمرة مع الإدارة الجديدة
وفيما يخص المطالب المتبادلة بين "قسد" والإدارة السورية الجديدة، كشف عبدي عن لقاءات جرت بين الجانبين في الأيام الأخيرة، حيث قدمت الإدارة الجديدة مطالبها بينما قدمت "قسد" مطالبها أيضًا.
وأوضح أن بعض النقاط تم توضيحها، مشيرًا إلى أنه من المحتمل أن يتم عقد اجتماعات على مستوى القيادة العامة في المستقبل لمتابعة تنفيذ بعض الخطوات العملية، لكنه رفض الكشف عن تفاصيل مطالب "قسد"، مؤكداً أنها ما زالت في مرحلة النقاشات.
التصدي للهجمات على سد تشرين
في سياق آخر، أشار عبدي إلى أن تركيا والفصائل المعارضة المدعومة من قبلها مصرون على تنفيذ هجمات للسيطرة على سد تشرين وجسر قرقوزاق جنوب منبج في ريف حلب. لكنه شدد على أن "قسد" لن تسمح بتنفيذ هذا المخطط أو بالوصول بالقوة إلى مناطقها في شرق الفرات.
وأضاف أن "قسد" قدمت عدة مبادرات إيجابية لوقف الهجمات، مثلما حدث في عين العرب/ كوباني، عبر وسطاء من بينهم الولايات المتحدة، لكن الطرف الآخر لا يستجيب، وطالب عبدي الإدارة السورية الجديدة باتخاذ موقف واضح ضد هذه الهجمات ووقفها، مشيرًا إلى أن سوريا دخلت مرحلة جديدة ولن تعود إلى مرحلة الصراع الداخلي.
مرحلة جديدة في سوريا
وأكد عبدي أن جميع الأطراف، بدءاً من الشعب السوري وصولاً إلى القوى الإقليمية والدولية، لا ترغب في أن تشهد سوريا حرباً أهلية أو أي اضطرابات جديدة. وشدد على أن الجميع يتطلع إلى الاستقرار في البلاد بعد سنوات من النزاع.
فرنسا تدعو "المجلس الوطني وقسد" لتوحيد الموقف الكردي في سوريا
وكانت دعت "وزارة الخارجية الفرنسية"، كلاً من المجلس الوطني الكردي (ENKS) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى التوصل إلى اتفاق شامل يفضي إلى تشكيل وفد موحد يمثل مطالب الكورد في سوريا الجديدة.
وذكرت مصادر إعلامية كردية أن فرنسا تعمل بنشاط لدعم الجهود الهادفة إلى توحيد الموقف السياسي الكردي في سوريا، ولفتت إلى أن ممثل الخارجية الفرنسية، ريمي دروين، التقى برئيس (ENKS) وقائد (قسد)، مظلوم عبدي، في لقاءين منفصلين لبحث كيفية التغلب على الخلافات الداخلية والتوافق على رؤية مشتركة تخص الكورد في سوريا.
دروين شدد خلال اللقاءات على ضرورة التحرك العاجل لتجاوز الانقسامات الداخلية ووضع خارطة طريق لمعالجة القضايا العالقة بين (ENKS) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، مؤكدًا أن توحيد الصف الكردي هو ضرورة استراتيجية لتأمين مشاركة فاعلة للكرد في المفاوضات الخاصة بمستقبل سوريا.
موقف "الشرع" من التفاوض مع "قسد" ووجود المسلحين الأجانب
من جانبه، أكد رئيس الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، أن إدارته لن تقبل بتقسيم سوريا أو وجود مجموعات مسلحة خارج سيطرة الدولة، وأضاف أن إدارته مستعدة للتفاوض مع "قسد" إلا أنها لن تسمح بوجود أي مجموعات مسلحة تهدد الأمن السوري، ولا سيما العناصر الأجنبية داخل "وحدات حماية الشعب" (الذراع العسكري لـ"قسد").
وقال الشرع، في مقابلة مع قناة "إيه خبر" التركية، إن "حزب العمال الكردستاني" (وحدات حماية الشعب) يستغل تنظيم "داعش" لابتزاز المجتمع الدولي، وأكد الشرع أن إداراته لا تمانع في التفاوض مع "قسد" شريطة أن "يعود الذين تركوا بلدانهم وجاؤوا إلى سوريا إلى بلدانهم، وأن كل الأسلحة يجب أن تكون في يد الدولة السورية".
وأعرب "الشرع" عن استعداد الإدارة السورية الجديدة لإيجاد حل وسط مع الأكراد الذين تعرضوا لظلم كبير في عهد نظام الأسد، مؤكداً أنهم جزء مهم من المجتمع السوري.
وفيما يتعلق بالمجموعات المسلحة الأجنبية، شدد الشرع على أن "إدارته لن تقبل بأي مجموعات تهدد استقرار سوريا"، مشيراً إلى أن القتال ضد هذه المجموعات أمر واجب. كما تحدث عن العلاقات المستقبلية مع تركيا، مؤكداً أن زيارته الخارجية الأولى ستكون إلى السعودية أو تركيا، وتمنى أن تُسهم هذه الزيارة في تحقيق استقرار المنطقة.
وكان قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إن الأكراد في سوريا تعرضوا للظلم خلال فترة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، وتعهد بالعمل مع جميع الأطراف لبناء بلد يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة.
وفي منشور له عبر حسابه على منصة "إكس" اليوم الأربعاء، قال الشيباني: "يضيف الأكراد في سوريا جمالاً وتألقاً لتنوع الشعب السوري، وقد تعرض المجتمع الكردي في سوريا للظلم على يد نظام الأسد". وأضاف: "سنعمل سويا على بناء بلد يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة".
هذه التغريدة جاءت بالتوازي مع مفاوضات مستمرة بمشاركة أطراف دولية بين قوات سوريا الديمقراطية التي تزعم تمثيلها للمكون الكردي في سوريا، وتحاول تبني قضيته، وبين الإدارة السورية الجديدة التي أكدت في أكثر من موقف أهمية دور المكون الكردي الأكراد في سوريا الجديدة، والسعي لتحقيق مصالحهم السياسية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وسط تطلعات لبناء دولة تسود فيها العدالة والمساواة.