شبَّه "بشار" بـ"خليفة المسلمين".. وريث أوقاف الأسد "يُكوع": دعوة إلى "التسامح" من رجل خدم الاستبداد
شبَّه "بشار" بـ"خليفة المسلمين".. وريث أوقاف الأسد "يُكوع": دعوة إلى "التسامح" من رجل خدم الاستبداد
● أخبار سورية ١٥ أبريل ٢٠٢٥

شبَّه "بشار" بـ"خليفة المسلمين".. وريث أوقاف الأسد "يُكوع": دعوة إلى "التسامح" من رجل خدم الاستبداد

في تحول لافت بمواقفه، ظهر وزير أوقاف نظام الأسد البائد، محمد عبد الستار السيد، في مقطع مصور يدعو فيه إلى التعاون مع الإدارة السورية الجديدة، بعد سنوات طويلة من الاصطفاف والتشبيح إلى جانب النظام المخلوع، واصفاً الحقبة الجديدة بمرحلة "التسامح والسلم الأهلي". 

ويُعرف السيد، الذي يعد من أبرز المقربين من رأس النظام الهارب بشار الأسد، بخطاباته الممجدة للسلطة البائدة، حيث كرّس المنابر الدينية ووسائل الإعلام لتبرير سياسات النظام القمعية على مدى سنوات الحرب.

دعوة إلى "التسامح" من رجل خدم الاستبداد
في ظهوره الجديد، بدأ السيد خطابه بتلاوة آيات وأحاديث تدعو إلى التآلف والعفو والتسامح، مطالباً رجال الدين والمؤسسات الروحية الإسلامية والمسيحية بالتوحد والتعاون مع الإدارة الجديدة، في موقف يعكس انقلابًا حادًا على مواقفه السابقة، التي طالما جسدت الغطاء الديني لجرائم الأسد.

سبق للسيد أن صرّح بأن وزارته كانت تُعدّ من "المؤسسات الرديفة للجيش"، وهو توصيف ردده مراراً لتأكيد دور المؤسسة الدينية في دعم المجهود الحربي للنظام، زاعماً أنها "حاربت التطرف ومنعت الفتنة".

سجل حافل في تلميع النظام.. وتشبيهات بالخلفاء
منذ تعيينه وزيراً للأوقاف في عام 2007، استغل محمد عبد الستار السيد منصبه لتلميع صورة الأسد، وذهب بعيداً في استخدام الخطاب الديني لتبرير المجازر. في إحدى خطبه الشهيرة من جامع المرابط بدمشق، خاطب الأسد قائلاً: "بك انتصرت سوريا وبك انتصر الإسلام"، مشبهاً إياه بالخليفة عمر بن الخطاب، في مشهد اعتُبر آنذاك أحد أسوأ نماذج التوظيف السياسي للدين.

النشأة والمسيرة الدينية
وُلد محمد عبد الستار السيد في طرطوس عام 1958 لعائلة سنية، وهو حاصل على إجازة في الاقتصاد من جامعة دمشق عام 1983، وعلى شهادتي ماجستير ودكتوراه من "جامعة الدراسات الإسلامية". شغل منصب مدير أوقاف طرطوس ومفتي المحافظة، قبل أن يُعيّن معاوناً لوزير الأوقاف عام 2002، ثم وزيراً عام 2007.

ينحدر السيد من عائلة لها باع طويل في وزارة الأوقاف، إذ شغل والده المنصب ذاته في سبعينيات عهد حافظ الأسد.

توسيع النفوذ وتحويل الوزارة إلى مؤسسة أمنية دينية
تمكّن السيد من انتزاع صلاحيات واسعة لوزارته، حيث هيمن على المنصب الديني الأرفع في البلاد، المفتي العام، بعدما نجح في الإطاحة بالمفتي أحمد حسون عام 2021، وأصدر الأسد حينها مرسوماً ألغى منصب المفتي، وأحال صلاحياته إلى "المجلس العلمي الفقهي" برئاسة السيد، الذي أصبح المرجعية الدينية العليا في البلاد.

وسبق ذلك صراع خفي بينه وبين حسون، انتهى بتصفية الأخير مؤسسياً على خلفية تفسير مثير للجدل لآية قرآنية، استُخدم كذريعة لإلغاء المنصب الديني التاريخي.

شطحات دينية.. ومزج الدين بالسياسة
لم يكن السيد أقل تطرفاً في خطابه من زميله حسون، إذ دعا عام 2018 إلى تفسير معاصر للقرآن "وفق مرتكزات بشار الأسد في الإصلاح الديني"، في خطوة أثارت موجة سخرية واسعة. وكانت معظم خطبه، ولا سيما خطب الجمعة، منبراً سياسياً يروّج لسياسات النظام، ويعلق الأزمات على العقوبات الخارجية.

علاقة وثيقة بطهران.. وفتح الباب للمد الشيعي
برز السيد كلاعب محوري في تسهيل التغلغل الديني والثقافي الإيراني في سوريا. ففي عام 2018، أعلن تأسيس كلية للمذاهب الإسلامية بالتعاون مع "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية" الإيراني. كما زار طهران عدة مرات، والتقى مرشد الثورة علي خامنئي، وساهم في تأسيس مؤسسات لنشر الفكر الشيعي الإيراني.

وتتهمه الأوساط الدينية في سوريا بأنه مهّد الطريق لتعيين شخصيات دينية شيعية في مناصب رسمية، مستفيداً من صلاحياته الواسعة التي تسمح له بتعيين رجال دين حتى من غير السوريين.

تقييد الخطباء.. وتصفية الخطاب التقليدي
في عام 2018، بدأ السيد حملة لتقييد خطباء المساجد، وفرض خطاب موحد يتجنب مرجعيات مثل ابن تيمية، ويحذر من "الفكر الوهابي" والإخوان المسلمين. وفرض رقابة صارمة على المساجد، في إطار سعيه لتطويعها بالكامل للمنظومة السياسية والأمنية.

زيارات خارجية.. وخطاب مزدوج
تعددت زيارات السيد إلى عواصم محسوبة على محور الأسد، بينها موسكو وطهران، كما زار القاهرة عام 2021، والتقى مفتي مصر وقيادات برلمانية. وتُظهر وثائق رسمية أن هذه الزيارات هدفت لتعزيز صورة النظام خارجياً، عبر تفعيل الدور "الروحي" لوزارة الأوقاف وتقديمها كجسر لمكافحة التطرف.

إعداد وريث ديني.. وتمكين الابن من مفاصل الوزارة قبل سقوط الأسد
يتهم السيد بمحاولة تحويل وزارة الأوقاف إلى "خلافة دينية عائلية"، حيث دفع بابنه عبد الله لتسلم منصب مدير أوقاف طرطوس، إضافة إلى رئاسته للفريق الديني الشبابي وعضويته في لجنة مناقشة الدستور. وتؤكد مصادر أنه يسعى لتأهيله لوراثة منصب الوزير، عبر تمكينه تدريجياً داخل هياكل الوزارة، إلا أن سقوط نظام الأسد حال دون ذلك.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ