رسالة “قيصر” بعد قرار إلغاء العقوبات: بداية انفراج ينتظرها السوريون
رسالة “قيصر” بعد قرار إلغاء العقوبات: بداية انفراج ينتظرها السوريون
● أخبار سورية ١١ ديسمبر ٢٠٢٥

رسالة “قيصر” بعد قرار إلغاء العقوبات: بداية انفراج ينتظرها السوريون

قال فريد المذهان، المعروف بلقب “قيصر”، في رسالة وجهها إلى أهله وأحبته في سوريا، إن اللحظة الراهنة تحمل طابعاً تاريخياً استثنائياً، مع صدور قرار الكونغرس الأميركي بإلغاء قانون قيصر، بانتظار التصويت عليه في مجلس الشيوخ وتوقيعه لاحقاً من قبل الرئيس دونالد ترامب ليصبح –بإذن الله– من الماضي.

وأوضح المذهان أن هذا التطور أشاع في نفسه شعوراً عميقاً بالفرح والأمل، بعد سنوات طويلة شاقّة مرت على السوريين وخلّفت جراحاً ومعاناة ثقيلة، مؤكداً أن صبر الشعب وثباته كانا مصدر قوة وإلهام في أصعب المراحل.

وأضاف أن السوريين اليوم يخطون خطوة طال انتظارها نحو انفراج يخفف من المعاناة ويطوي صفحات مريرة أثقلت كاهل الجميع، راجياً أن تكون هذه المرحلة بداية لأيام تحمل خيراً وسلاماً، ولِفُرص حقيقية أمام شباب وشابات الوطن الساعين إلى مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً.

وختم المذهان رسالته بالدعاء أن يحمل هذا التطور بوادر لمّ شملٍ طال انتظاره، وشفاءً لجراح كل أب وأم أنهكتهم سنوات الألم والغياب.

المذهان ينال الجائزة الفرنسية الألمانية لحقوق الإنسان وسيادة القانون في باريس
تسلّم فريد المذهان، المعروف عالمياً بالاسم الرمزي “قيصر”، اليوم الأربعاء في العاصمة الفرنسية باريس، الجائزة الفرنسية الألمانية لحقوق الإنسان وسيادة القانون، تقديراً لدوره في توثيق جرائم التعذيب والانتهاكات الجسيمة التي ارتُكبت في السجون السورية.

وعلق فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان على الحدث قائلاً: يستحق كل من عمل على ملف قيصر الشكر والتقدير دون أي انتقاص، ولكن الأصل هو قيصر هو فريد، هذا رأيي منذ عملنا على ملف قيصر في عام ٢٠١٤. فريد هو قيصر، وهو الأصل، بدون فريد لم يكن هناك صور قصير. كثيرون عملوا في هذا الملف، مجددا شكرا لكل من ساهم.

وأضاف: "هنا لابد أن أذكر وأشيد بجهود منظمة كارتر روك التي حللت الصور وتأكدت من موثوقيتها. ومن جهود هيومن رايتس ووتش التي عملنا معها لاحقا وأصدرت تقريرا غاية في الأهمية تحت عنوان لو تكلم الموتى. برأيي هذه أبرز الجهود واحترم جميع الآراء الأخرى".

والمذهان هو ضابط سوري سابق برتبة مساعد أول، شغل منصب رئيس قلم الأدلة القضائية في الشرطة العسكرية بدمشق، وعمل مصوراً في وحدة التوثيق التابعة لها. وبعد آذار 2011، تحولت مهمته إلى توثيق آلاف الجثث لمعتقلين ومدنيين قضوا تحت التعذيب في مراكز الاحتجاز.

وخلال الفترة الممتدة بين عامي 2011 و2013، خاطر المذهان بحياته لتهريب أكثر من 50 ألف صورة، وثقت، وفق تقديرات حقوقية، جثث ما يقارب 11 ألف ضحية قضوا تحت التعذيب. وعقب هروبه عام 2013، أصبحت هذه الصور، التي عُرفت باسم “ملف قيصر”، دليلاً محورياً في ملفات الإدانة المقدمة ضد النظام السوري أمام محاكم أوروبية، ولا تزال تُستخدم في قضايا تتعلق بجرائم ضد الإنسانية.

ولم يقتصر أثر هذه الوثائق على الجانب القضائي فحسب، إذ شكّلت الأساس لإقرار “قانون حماية المدنيين السوريين” المعروف بـ”قانون قيصر” في الولايات المتحدة عام 2019، والذي فرض عقوبات واسعة على النظام السوري وحلفائه.

وكان “قيصر” قد كشف عن هويته الحقيقية للمرة الأولى بعد سنوات طويلة من العمل تحت أسماء مستعارة، وذلك عقب سقوط النظام، منهياً مرحلة من السرية فرضتها طبيعة الخطر الذي كان يواجهه.

ويأتي منح الجائزة متزامناً مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، في دلالة رمزية على أهمية العدالة والمساءلة الدولية. وتُعدّ الجائزة الفرنسية الألمانية لحقوق الإنسان وسيادة القانون جائزة سنوية تُمنح للمدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم تقديراً لشجاعتهم والتزامهم بحماية الحقوق الأساسية، ولا سيما في البيئات عالية المخاطر

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ