
رئيس حكومة الإنقاذ يستغل ذكرى الثورة في ظلِّ غياب علمها عن كلمته المسجلة
بثت ما يُسمى بـ "حكومة الإنقاذ السوريّة"، كلمة مرئية لرئيس حكومة الإنقاذ "علي كده" قالت إنها بمناسبة الذكرى التاسعة للثورة السورية ضد نظام اﻷسد.
وكالة أنباء "الإنقاذ"، الرسمية بدورها بثت الإعلان عن الكلمة قبيل نشرها بما يقارب الـ 5 ساعات من انتظار معرفات ووكالات الأنباء التابعة لـ "حكومة الإنقاذ"، التي قامت بدورها بتناقل كلمة "كده".
يأتي ذلك في ظلِّ وصف عدد من الناشطين للمشهد بأنه استغلالي إذ يسعى "كده" إلى تمرير عدة تصريحات من خلال ظهوره الإعلامي الأخير محاولاً استقطاب الأهالي القاطنين في الشمال السوري المحرر ممن ذاقوا مرارة النزوح إلى جانب مضايقات حكومة الإنقاذ.
وفي ثوب الداعية الديني هذه المرة خرج رئيس حكومة الإنقاذ في كلمته المسجلة محفزاً المتابعين على مواصلة الصمود ضدّ النظام في الثورة السورية التي دخلت عامها العاشر، موجهاً تحية لمن همم تناطح الجوزاء، حسب تعبيره.
واستهل "كده" خطابه الأخير مستذكراً تاريخ الثورة التي قارعت المحتلين على مر السنين الماضية ولم يحضر منها الذراع المدني اـ "تحرير الشام" سوى ما يقارب العامين إذ اقتصر دورها على مزاعم الإدارة والتنظيم للشمال المحرر، فيما يعرف عن دورها البارز في التضييق على المدنيين من خلال القرارات المثيرة للجدل والتي تلامس حياة السكان بشكل مباشر.
وظهر جلياً استغلال وترويج متزعم "الإنقاذ" من خلال كلمته عن دور حكومته في الثورة السورية إذ قال: "وكجزء من ثورة العزة والكرامة ستستمر "حكومة الإنقاذ السورية"، ومن قلب الأراضي المحررة في العمل على خدمة شعبنا والتواصل مع كل الفعاليات الشعبية بمختلف توجهاتها والتعاون معها"، حسبما ذكر في كلمته المسجلة.
الأمر الذي آثار الكثير من ردود الفعل من قبل متابعين الكلمة المسجلة التي لم تقتصر على انتقاد عدم وجود علم الثورة الذي يشكل رمزية كبيرة لدى السوريين، بل وصلت إلى تداعيات إدعاء حكومة الإنقاذ تواصلها وتعاونها من الفعاليات المحلية في وقت بات يعرف دورها في الإقصاء والتفرد بالنفوذ، وعدم تقديم أي من الخدمات الأساسية لسكان الشمال السوري.
مشيراً إلى أنّ سوريا خاضت مختلف التجارب على كل الأصعده العسكرية والسياسية حتى تمايزت الصفوف وعرف العدو من الصديق وبرقت عزيمة هذا الشعب الصابر المرابط وتجلت بطولة ثواره في مختلف المجالات وبسالة مجاهديه في ساحات المعارك رغم الضباب الذي شاب المسيرة الناصعة، حسب وصفه.
واستطرد قائلاً: "التاريخ اليوم ينتظر كلماتكم فلا تخيبوا آمال اليتامى والثكالى والأرامل الذين اُستشهد ذويهم وهم يدقون باب التحرر بايديهم المدرجة فأناروا الدرب بدمائهم الطاهرة"، متناسياً أنّ حكومته قامت على دماء الشهداء في عام 2017 أي ستة سنوات من عمرها وهي تواجه نظام الأسد الإجرامي وحلفاءه.
هذا ويعرف عن "علي عبد الرحمن كده"، الذي ينحدر من قرية حربنوش بريف إدلب الغربي ويبلغ من العمر سبعة وأربعون عاماً، عمله السابق أمني في فيلق الشام، وعمل في الشرطة الحرة وفي إدارة المجالس المحلية، ليشغل لاحقاً منصب معاون لوزير الداخلية في الحكومة لترأسها فيما بعد من خلال التزكية والقوانين الخاصة بالـ "الإنقاذ".
يشار إلى أنّ هيئة تحرير الشام التي يتزعمها "أبو محمد الجولاني"، عملت على تأسيس كيانها الخاص المسمى بـ "حكومة الإنقاذ" ليشكل لاحقاً ذراعها المدني الذي قام على حساب الفعاليات الثورية عقب سلسلة من الهجمات الداخلية التي شنتها تحرير الشام ضد السكان والثوار بهدف فرض نفوذها وسلطتها على عموم الشمال السوري.