رئيس الحكومة اللبنانية يصل دمشق لبحث ملفات الحدود والنازحين والتعاون الاقتصادي
رئيس الحكومة اللبنانية يصل دمشق لبحث ملفات الحدود والنازحين والتعاون الاقتصادي
● أخبار سورية ١٤ أبريل ٢٠٢٥

رئيس الحكومة اللبنانية يصل دمشق لبحث ملفات الحدود والنازحين والتعاون الاقتصادي

وصل رئيس الحكومة نواف سلام، اليوم الاثنين 14 نيسان، إلى العاصمة السورية دمشق على رأس وفد وزاري رفيع، في زيارة رسمية تهدف إلى مناقشة عدد من الملفات الشائكة، في مقدّمتها ملف ترسيم الحدود، وقضية النازحين، وسلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

ويضم الوفد المرافق لرئيس الحكومة كلاً من وزير الخارجية يوسف رجي، ووزير الدفاع ميشال منسى، ووزير الداخلية أحمد الحجار، في زيارة تحمل طابعًا سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا في آنٍ معًا.

لقاء تنسيقي مع أبو الغيط قبيل التوجّه إلى دمشق
وقبيل مغادرته بيروت باتجاه دمشق، عقد سلام لقاءً صباحيًا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الذي يزور لبنان للمشاركة في المنتدى العربي للتنمية المستدامة، والمقرر افتتاحه اليوم برعاية رئيس الجمهورية جوزاف عون.

وبحسب البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، تناول اللقاء تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، مع تأكيد الجانبين على عمق علاقات لبنان بالدول العربية، والدور المحوري للأشقاء العرب في دعم لبنان لتجاوز أزماته المتراكمة، في إطار التزامه بتنفيذ برنامج الإصلاحات، وتعزيز سلطته السيادية على كامل أراضيه، بما في ذلك الضغط لتحقيق انسحاب إسرائيلي كامل من جنوب البلاد، وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية.

كما بحث الطرفان تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة، وشددا على ضرورة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، وضرورة مواصلة التحركات العربية والدولية للدفع باتجاه الالتزام بمبادرة السلام العربية التي أُقرت في قمة بيروت عام 2002، والتي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل.

لقاء مرتقب مع الموفد السعودي
ومن المنتظر أن يعقد سلام اجتماعًا مع موفد المملكة العربية السعودية، الأمير يزيد بن فرحان، الذي وصل إلى بيروت خلال الساعات القليلة الماضية، حيث التقى صباح اليوم رئيس الجمهورية جوزاف عون.
وتأتي هذه اللقاءات في سياق تنسيق عربي متزايد حول الملفات الإقليمية، وسط تصاعد التحديات في المنطقة، وتكثيف الجهود الثنائية والمتعددة الأطراف لتعزيز الاستقرار، وتحقيق تفاهمات سياسية وأمنية تخدم المصالح المشتركة.

لبنان وسوريا نحو مرحلة جديدة من التعاون.. ووعود سورية باحترام السيادة وحل ملف النزوح
كشف وزير الخارجية اللبناني "يوسف رجي" عن تلق بلاده تعهدات رسمية من الجانب السوري بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، واحترام كامل لسيادة الدولة اللبنانية، مؤكداً أن ملف النزوح السوري بات يشكل تهديداً وجودياً للبنان ويحتاج إلى حلول عاجلة.

وأوضح رجي، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط"، أنه سيشارك في الزيارة المرتقبة التي سيجريها رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إلى دمشق الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن الزيارة ستتناول ملفات ثنائية عالقة، من بينها النزوح السوري، والحدود المشتركة، والمفقودين اللبنانيين في سوريا.

لبنان يطلب مقاربة جديدة لملف النزوح
أكد وزير الخارجية اللبناني أن حكومة بلاده ستطرح خلال المباحثات مع الجانب السوري رؤية جديدة لمعالجة أزمة النزوح، تقوم على تقديم المساعدات للاجئين داخل سوريا بدلاً من دعمهم أثناء وجودهم في لبنان، معتبراً أن "العودة الآمنة والمنظمة للسوريين يجب أن تبدأ فوراً، لا سيما أن الحياة باتت طبيعية في كثير من المناطق السورية".

كما شدد على أهمية إطلاق عملية إعادة الإعمار ورفع العقوبات الدولية تدريجياً، بهدف تحسين الظروف الاقتصادية في سوريا وتشجيع اللاجئين على العودة، لافتاً إلى أن هذا الملف يحتل أولوية قصوى لدى الحكومة اللبنانية.

منسي: تفاهمات جديدة بعد لقاء جدة لحل ملف الحدود والتهريب
بدوره، كان أشار وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى إلى أن لقاءه بنظيره السوري مرهف أبو قصرة في جدة مثّل نقطة انطلاق لمسار جديد في العلاقات بين البلدين، خصوصاً في ما يتعلق بضبط الحدود ومكافحة التهريب، الذي اعتبره السبب الجوهري للتوترات الحدودية.

وأوضح منسى، خلال مؤتمر صحفي، أن المباحثات تطرقت إلى وضع آليات تنسيق مشترك وشامل لمكافحة المعابر غير الشرعية، معرباً عن أمله في أن تُترجم التفاهمات إلى إجراءات عملية على الأرض تسهم في استقرار الشريط الحدودي وتعزيز الأمن المشترك.

زيارة سلام إلى دمشق.. تأكيد على أولوية الملفات المشتركة
وسبق أن أعلن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أنه سيتوجه قريباً إلى العاصمة السورية على رأس وفد وزاري وأمني، للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع وبحث مجموعة من القضايا الثنائية، من بينها ما تم الاتفاق عليه في لقاء جدة، إلى جانب ملف الترانزيت وترسيم الحدود، والتعاون الاقتصادي.

وأشار سلام إلى أن التنسيق مع دمشق في الملفات الأمنية والاقتصادية ضرورة وطنية، مؤكداً أن اللقاءات المنتظرة ستساهم في ترسيخ أطر التعاون المشترك، وتعزيز استقرار المنطقة.

اتصال بين سلام والشرع: تهنئة بعيد الفطر وبحث العلاقات الثنائية
وفي خطوة لافتة، أجرى رئيس الحكومة اللبنانية اتصالاً هاتفياً بالرئيس السوري أحمد الشرع قدّم خلاله التهنئة بمناسبة عيد الفطر وتشكيل الحكومة الجديدة، وأكد أهمية مواصلة التعاون بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين السوري واللبناني.

وبحسب بيان صادر عن الرئاسة السورية، تناول الاتصال سبل دعم العلاقات في مختلف المجالات، حيث عبّر سلام عن أمله بأن تساهم الحكومة السورية الجديدة في تحقيق الاستقرار وتعزيز مسار التنمية.

الرئيس اللبناني: العلاقات مع سوريا بدأت تأخذ منحى إيجابياً
من جانبه، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن العلاقة مع سوريا تسير في اتجاه إيجابي، مشدداً على أهمية التنسيق لحل الملفات المشتركة، خصوصاً مع الانفتاح العربي المتزايد على دمشق، معرباً عن أمله في استثمار هذه الفرصة لصالح البلدين.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ