
خبراء يعتبرون الضربة الأمريكية "رسالة تأديبية" لنظام الأسد و تحول في قواعد اللعبة
وصف المفكر العربي، عزمي بشارة، الضربة الأمريكية لنظام الأسد بـ"الرسالة التأديبية"، معربا عن اعتقاده أن حل الأوضاع في سوريا بات بيد موسكو وواشنطن وأن الأخيرة "لا تريد إسقاط بشار الأسد بدون اتفاق على البدائل".
ونفذت الولايات المتحدة، فجر الأمس، هجوما بصواريخ عابرة من طراز "توماهوك"، استهدفت مطار "الشعيرات" بريف حمص، ردا على قصف الأخير "خان شيخون" بالأسلحة الكيميائية.
وقال بشارة، في تدوينة على صفحته بموقع "فيسبوك"، إن "النظام السوري أُبلغ بالقصف قبل ساعات من وقوعه بواسطة روسيا، وهذا يعني أن الرسالة استعراضية وتأديبية في الوقت ذاته".
وأضاف أن الرسالة الأمريكية "مفادها لا تحرجونا أكثر باستخدام السلاح الكيميائية، فلا يمكن انتقاد (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما على تقصيره والسير على خطاه حذو النعل بالنعل".
وحول نتائج الضربة الأمريكية، تابع المفكر العربي "أثرها الرئيسي أن الفاعلين الرئيسيين أصبحوا أمريكا وروسيا، وبينهما سوف تدور المفاوضات المقبلة (..) موسكو ظهرت عاجزة وأنها فاعلة فقط نتيجة امتناع أمريكا عن الفعل".
وقال "لو أرادت الإدارة الأميركية إسقاط الأسد لكان لها ذلك بسهولة، باختلاف عنوان القصف ومدته، لكنها لا تريد إسقاط الأسد بدون اتفاق على البدائل".
وفي قراءته لمستقبل المرحلة المقبلة، أضاف "المرحلة القادمة تتوقف على رغبة الولايات المتحدة وروسيا بوقف التوتر بينهما والتوصل إلى حل في سوريا، أو مواصلة تسجيل نقاط حتى التوصل إلى حل”.\
فيما اعتبر خبيران عسكريان مصريان، الهجوم الأمريكي بأنه "تحول في قواعد اللعبة" بسوريا، فيما رآه خبير ثالث "انتهازا" أمريكيا لفرصة الرد على جريمة قديمة لنظام الأسد.
اللواء المتقاعد، عادل سليمان، رئيس منتدى الحوار الاستراتيجي لدراسات الدفاع والعلاقات المدنية العسكرية (غير حكومي/ القاهرة)، قال إن الهجوم الصاروخي الأمريكي على مطار الشعيرات ، تحول خطير و"تغير في قواعد اللعبة" في سوريا بعدما كانت روسيا وإيران تهيمنان على الأوضاع.
وأضاف سليمان، للأناضول، أن الهدف الرئيسي هو توجيه ضربة للبنية الرئيسية لنظام الأسد وإعلان أن النظام وتنظيم "داعش" "وجهان لعملة واحدة"؛ لأن الشعيرات هي القاعدة الرئيسية التي يستخدمها الأسد للانطلاق لضرب معارضيه.
واعتبر أن الضربة العسكرية "بداية لخروج نظام الأسد من المعادلة السورية"، كما أنها تحمل رسالة قوية لروسيا لتحجيم دورها وإظهار عجزها، وأن أمريكا لا تزال هي القوة الأولى في العالم وأن اهتماماتها بمنطقة الشرق الأوسط لم تتغير.
وتابع: "ورسالة أخرى لحزب الله وإيران بأنهما ليسا بعيدين عن العقاب، فضلا عن تقوية التحالف مع تركيا والخليج في المنطقة".
وفي رأي العميد المتقاعد، صفوت الزيات، والخبير العسكري والاستراتيجي، أن الرسالة الأهم هي وضع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على نحو خاص في وضع "العاجز" عن حماية النظام السوري؛ لأن صلب المهمة الروسية هي الحفاظ على بقاء النظام وتأمينه عسكريا وسياسيا ودبلوماسيًا.
وأضاف الزيات للأناضول: "أمريكا تقول للعالم لن ننتظر تأكيدا على أن النظام متهم باستخدام الغازات الكيمياوية، ولا توجد جدوى للجان تحقيق، فالاتهام تأكد والعقاب تم”