
خبراء يدعون دول أوروبا لموقف حقيقي تجاه ميليشيا "حزب الله" بلبنان
انتقد وزيرا خارجية سابقان في بولندا عدم وجود نهج جماعي للاتحاد الأوروبي تجاه حزب الله وممارساته، وطالبا بتعزيز دور قوات الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) لمراقبة المواقع المشبوهة في لبنان بشكل فعال.
وفي تحليل مطول لوزيرا الخارجية البولنديين السابقين راديك سيكورسكي، ولوسيندا كريتون، بالإضافة إلى هانز جاكوب شندلر، مدير مشروع مكافحة التطرف، وهي مؤسسة غير ربحية، حذروا من أن يصبح لبنان "تهديدا للقيم الغربية وقاعدة أمامية لإيران على البحر المتوسط، إذا تم السماح لاستمرار نمو حزب الله".
ووفقا لوكالات الاستخبارات الغربية، تمول إيران حزب الله بما مقداره 200 مليون إلى 300 مليون دولار سنويا على شكل نفقات نقدية وحدها، وتوفر ترسانة من الأسلحة والخدمات اللوجستية التي تقدر قيمتها بأكثر من 700 مليون دولار.
وأشاد التحليل بتجديد مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضي، تفويض قوات اليونيفيل لسنة واحدة، لكنه دعا الدول الأوروبية إلى "إعادة تقييم الدور الحالي الذي تلعبه القوة في المنطقة، (..)، "وكذلك استراتيجيتها تجاه حزب الله الإرهابي"، ويقول كتاب التحليل إن قوة اليونيفيل رغم وجودها لم تكن قادرة على وقف تهريب الأسلحة إلى حزب الله وإنشاءه الأنفاق على طول الحدود مع الأراضي المحتلة.
ودعا نص قرار مجلس الأمن الجمعة الماضي بشأن تمديد مهمة قوة اليونيفيل "حكومة لبنان إلى تسهيل الوصول السريع والكامل لليونيفيل إلى المواقع التي تريد القوّة التحقيق فيها، بما في ذلك كلّ الأماكن الواقعة شمال الخط الأزرق (الذي يفصل لبنان عن إسرائيل) والمتّصلة باكتشاف أنفاق" تسمح بعمليّات توغّل في الأراضي الإسرائيليّة.
ويؤكد التحليل أهمية تعزيز مهمة قوة اليونيل لتقوم بتفتيش المواقع التي يشتبه في حدوث انتهاكات لقرار مجلس الأمن 1706، مشيرا إلى أن ذلك قد يساعد في إيقاف نفوذ حزب الله، كما وأشاد كتاب التحليل بخطوة ألمانيا بإعلانها حزب الله منظمة إرهابية، مشيرين إلى أنه "حان الوقت لكي تحذو الدول الأوروبية حذو ألمانيا وتعلن بحزب الله منظمة إرهابية".
فمن الضروري أيضا أن تتخذ دول الاتحاد الأوروبي إجراءاتها الخاصة ضد إرهابيي حزب الله، ولا يزال الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي متمسكا بالافتراض الخاطئ بأن التمييز الحقيقي بين الجناحين السياسي والعسكري للجماعة يمكن مصنوع.
ولا تتماشى السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ولا تفويض اليونيفيل مع الوضع الحالي في لبنان، حيث يواصل حزب الله، المدعوم من إيران، استغلال لبنان لأغراضه الشائنة وتدخله في المجال السياسي، وفق التحليل.
وتزامن نشر التحليل مع زيارة يقوم بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للبنان وهي الثانية منذ انفجار بيروت، حيث صرح بأن حزب الله جزء من المنظومة السياسية اللبنانية وهو منتخب، ما يشير إلى تراخي الموقف الفرنسي تجاه تجاوزات الحزب في لبنان.