"جيليك" يؤكد جاهزية الجيش التركي لبدء عملية عسكرية في وسوريا وزعيم المعارضة يرد
قال "عمر جيليك" المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، أن الجيش التركي مستعد لبدء عملية عسكرية برية ضد قوات سوريا الديمقراطية شمالي سوريا، بمجرد صدور الأوامر، مؤكداٍ أن أنقرة تعتبر الحفاظ على أمن المنطقة بعمق 30 كيلومتراً من الحدود، "مسألة حساسة ومهمة".
وقال جيليك خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع الهيئة العليا للحزب برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، في أنقرة: "لا نريد أن نرى أي تنظيم إرهابي في سوريا والعراق على عمق 30 كيلومتراً من الحدود التركية".
وأضاف المتحدث: "إذا حصل مثل هذا النشاط فإننا نعتبره تهديداً من الدرجة الأولى ويتم اتخاذ الإجراء اللازم ضده"، واعتبر أن العمليات التركية السابقة في المنطقة، حالت دون "وجود التنظيمات الإرهابية كدويلات بحكم الأمر الواقع" عند الحدود التركية، خاصة في المنطقة التي يبلغ عمقها 30 كيلومتراً، مضيفاً: "وهذا ما يدفعنا إلى مراقبتها عن كثب".
في السياق، قال زعيم حزب "الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، أوزغور أوزيل، إن العملية العسكرية المحتملة ضد قوات "قسد"، سينفذها "الجيش الوطني السوري" وليس القوات التركية، متهماً "تحالف الشعب" الذي يضم حزبي "العدالة والتنمية" الحاكم و"الحركة القومية"، بممارسة "الألاعيب على دماء الجنود الأتراك".
واعتبر "أوزيل" أن اعتراضات تركيا أدت إلى إلغاء الانتخابات المحلية في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" الكردية شمال وشرقي سوريا، رغم دعم الولايات المتحدة، لكن "تحالف الشعب" يمارس "لعبة أخرى الآن"، عبر توجيه دعوة إلى زعيم حزب "العمال الكردستاني"، عبد الله أوجلان، للحديث في البرلمان، وإعلان حل الحزب وانتهاء "الإرهاب" في تركيا.
وأشار إلى أنه "إذا جاء أوجلان إلى البرلمان، فسوف يوزعون بطاقات الانتخابات في شمال سوريا، وستطلب الحكومة التركية من الجيش الوطني السوري أن ينفذ العملية العسكرية وليس القوات التركية"، وفق تعبيره.
وكان أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها خلال فعالية في العاصمة أنقرة، بمناسبة ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية، مصطفى كمال أتاتورك، الذي وافته المنية في 10 نوفمبر 1938، بأن تركيا عازمة على استكمال الحلقات الناقصة من الحزام الأمني على حدودها الجنوبية في الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن تركيا استطاعت إلى حد كبير إحباط محاولات تطويقها من الجنوب عبر سلسلة من العمليات العسكرية والمناطق الآمنة التي تم إنشاؤها. وقال: “أحبطنا بقدر كبير محاولة تطويق بلادنا من حدودها الجنوبية من خلال العمليات التي نفذناها والمناطق الآمنة التي أنشأناها”.
وأوضح الرئيس التركي، أن استكمال هذه المنطقة الآمنة سيقطع أي صلة بين التنظيمات الإرهابية والحدود التركية. وأضاف: “سنكمل في الفترة المقبلة الحلقات الناقصة للمنطقة الآمنة التي أنشأناها على طول حدودنا”.
وأشار أردوغان إلى أن هذه الخطوات تهدف إلى تعطيل مؤامرات مستمرة منذ 40 عامًا تُمارسها القوى الإمبريالية وعملاؤها الذين يسعون للتحكم بالخارطة السياسية والاقتصادية لتركيا من خلال استغلال التنظيمات الإرهابية.
وتجدر الإشارة إلى أن تركيا، بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، نفذت عمليات عسكرية متعددة شمالي سوريا، من أبرزها “درع الفرات” عام 2016، و”غصن الزيتون” عام 2018، و”نبع السلام” عام 2019، استهدفت فيها تنظيمي “داعش” و”بي كي كي/ واي بي جي” الإرهابيين.