وزير الطاقة يبحث مع محافظ حلب تطوير المنظومة الكهربائية وتعزيز الطاقة البديلة
بحث وزير الطاقة في الحكومة السورية المهندس "محمد البشير"، اليوم الأحد، مع محافظ حلب المهندس "عزّام الغريب"، في مبنى المحافظة، آليات تطوير المنظومة الكهربائية في المحافظة، وتعزيز مشاريع الطاقة البديلة، بما ينعكس على تحسين مستوى الخدمات المقدّمة للمواطنين.
وركز الاجتماع على استعراض خطط إعادة تأهيل الشبكات ومحطات التحويل المتضررة، ولا سيما في الأحياء التي تعرّضت للقصف سابقاً مثل حي السكري، وذلك بهدف تعزيز استقرار التيار الكهربائي ورفع موثوقيته في مختلف مناطق المحافظة.
كما ناقش الجانبان آثار تنظيم قطاع الكهرباء ورفع التعرفة الكهربائية، والدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الإجراءات في الحدّ من الهدر وتعزيز ثقافة ترشيد الاستهلاك، إلى جانب تكريس مفاهيم المسؤولية المجتمعية في التعامل مع موارد الطاقة.
من جانبه، أكد المحافظ التزام المحافظة بتقديم التسهيلات اللازمة لدعم جهود وزارة الطاقة وتسريع تنفيذ المشاريع الخدمية، مشدداً على أهمية التنسيق بين الجهات المعنية لضمان استمرارية التغذية الكهربائية وتحسين جودتها بما يلبي احتياجات السكان ومتطلبات القطاعات الحيوية في المدينة.
وحضر الاجتماع نائب المحافظ فواز هلال، إلى جانب عدد من المعنيين في قطاع الكهرباء والخدمات العامة، في إطار مساعٍ رسمية لإيجاد حلول عملية ومستدامة للبنية الكهربائية في المحافظة.
وشهدت مدينة حلب خلال الأيام الماضية تحسناً واضحاً في مستوى الخدمات الأساسية، لاسيما في قطاع الكهرباء، وذلك بعد سنوات طويلة من التراجع الحاد الذي عانت منه المدينة.
وقالت مصادر محلية إن عدداً من أحياء المدينة حصلت على تغذية كهربائية متواصلة استمرت لأكثر من 20 ساعة، في سابقة هي الأولى منذ أكثر من 14 عاماً.
وأكد محافظ حلب المهندس "عزام الغريب"، في تصريح رسمي يوم السبت 4 تشرين الأول/ أكتوبر، أن واقع الكهرباء في المحافظة ما زال يشكّل تحدياً يومياً للأهالي، مشيراً إلى أن الجهات المعنية تواصل العمل على معالجة أسبابه والسعي لتحقيق استقرار تدريجي في التغذية الكهربائية.
وأوضح أن عدداً من محطات التوليد لم تتمكن خلال الفترة الماضية من الاستفادة الكاملة من الغاز الأذربيجاني بسبب الأضرار التي طالت شبكة الأنابيب الداخلية وفقدان كميات كبيرة منه جراء الاهتراء والتخريب المستمر على مدى سنوات.
وأضاف أن محافظة حلب تشهد عودة متزايدة للأهالي ونشاطاً متنامياً في القطاع الصناعي، إلى جانب تنفيذ أعمال إصلاح الإنارة الطرقية، ما أدى إلى زيادة الطلب والضغط على الشبكة.
هذا وختم المحافظ بالتأكيد على أن حجم التحدي كبير، لكن العمل جارٍ بخطوات عملية وواضحة، مضيفاً: "لن نعدكم بالوعود بل بالنتائج، ولن نكون معكم بالشعارات بل بالتفاصيل والعمل الملموس".
وسبق أن أوضح مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، المهندس "خالد أبو دي"، أن عدم ملاحظة تحسن فوري في ساعات التغذية الكهربائية بعد بدء ضخ الغاز الأذري إلى سوريا، يعود إلى اعتماد خطة ضخ تدريجية عبر الشبكة التركية، تهدف إلى ضمان الاستقرار الفني واستمرارية التوريد.
وأشار إلى أن عملية ضخ الغاز بدأت السبت الماضي بكمية أولية تبلغ 750 ألف متر مكعب يومياً، ومن المقرر أن تستمر هذه المرحلة لمدة ستة أيام عبر شبكة معزولة في محافظة حلب، بهدف مراقبة استقرار الضغط وتوازن الأحمال.
وتابع أن "المرحلة الحالية تقتصر على اختبار الضغط ومطابقته مع المعايير الفنية للشبكة التركية، وبعد التأكد من التوافق سيتم رفع الضغط تدريجياً وضخ الغاز عبر خط توينان الاستراتيجي باتجاه المنطقة الوسطى والجنوبية، لتغذية محطات التوليد الكهربائية العاملة هناك".
وتوقّع أن يسفر استقرار التوريد عن رفع القدرة التوليدية بنسبة تتراوح بين 25% و35% من إجمالي الإنتاج المحلي، ما سينعكس بشكل مباشر على زيادة ساعات التغذية اليومية بمعدل خمس ساعات إضافية، ليصبح إجمالي التغذية الكهربائية ما بين 8 و10 ساعات يومياً.
وفي السياق ذاته، أكد مدير الشركة السورية للغاز، المهندس يوسف اليوسف، أن الوزارة أنهت إعادة تأهيل شبكة خطوط الغاز المحلية، بما يمكّنها من استقبال وضخ ما يصل إلى 6 ملايين متر مكعب يومياً، في إطار الاستعدادات اللوجستية لدعم محطات التوليد وتعزيز الاستفادة من مصادر الغاز المستوردة.
ويأتي هذا التطور في إطار مساعٍ حكومية لتقليص العجز الكهربائي، واستثمار الاتفاقيات الجديدة في مجال الطاقة، وسط آمال بتحسّن تدريجي في واقع التيار الكهربائي خلال الأسابيع المقبلة.