تقرير شام الاقتصادي 19-01-2025
شهدت الليرة السورية انخفاضًا طفيفًا في قيمتها مقابل الدولار الأمريكي، مما يعكس استمرار التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد.
ويظهر هذا التراجع في أسعار الصرف ضمن مختلف المحافظات السورية، حيث تتفاوت الأسعار قليلاً بحسب المنطقة.
وتراوح سعر صرف الدولار الأميركي 12,100 ليرة سورية للدولار الواحد للمبيع، وسعر الشراء 11,900 ليرة سورية، فيما يبقي المصرف المركزي سعر الصرف عند 13 ألف ليرة سورية.
ويعد استقرار سعر الصرف أحد أبرز الأولويات للحكومة في الوقت الراهن لضمان تأمين احتياجات المواطنين الأساسية وتحفيز الاقتصاد المحلي.
من المتوقع أن تستمر التقلبات في سعر الصرف مع استمرار التحديات السياسية والاقتصادية، مما يفرض على الأسواق المحلية حالة من الترقب وعدم الاستقرار.
بالمقابل قال "مصرف سورية المركزي" إن معدل التضخم السنوي تباطأ خلال عام 2024، حيث سجل 67.4%، مشيراً إلى انخفاض الدخل وارتفاع الأسعار بشكل كبير.
وأظهر بيان للمصرف أن هناك تباطؤ في التضخم السنوي في سوريا إلى مستويات 67.4% خلال 2024، ببيانات حتى شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، من مستويات 117.3% في 2023.
وبلغ معدل التضخم العام في سوريا خلال الفترة من كانون الأول (ديسمبر) 2023 وحتى تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، 67.4%.
وبحسب البيان بلغ معدل التضخم السنوى لشهر تشرين الثاني، 28.8%، وهو أدنى من المعدل المسجل لنفس الفترة من عام 2023، والبالغ 146.9%، وسط تراجع في الطلب المحلي بسبب انخفاض الدخل وارتفاع الأسعار بشكل كبير.
وفي شهر أيار (مايو) الماضي، أظهرت بيانات "المكتب المركزي للإحصاء" إن التضخم في الاقتصاد السوري يرتفع سنوياً بنسبة 40% بشكل وسطي، في حين لم تتجاوز الزيادة الدورية على الرواتب نسبة الـ32% بشكل اسمي.
وتشير بيانات "المكتب المركزي للإحصاء"، إلى أن التضخم المستمر سمة ظاهرة في الاقتصاد السوري خلال الفترة ما بين 2015- 2023، والارتفاع الأكبر في معدل التضخم كان خلال العام 2021 بنحو 119%، أي يرتفع التضخم بشكل وسطي سنوياً بنحو 40% ويعتبر من أعلى معدلات التضخم في المنطقة العربية.
واحتلت سورية مرتبة متقدمة ضمن قائمة أكثر اقتصادات العالم تضخماً، مع ارتفاع بنسبة التضخم في عام 2022 إلى أكثر من 130% بحسب تقرير نشره موقع الاقتصادي "تريندينغ إيكونوميك".
وانخفضت أسعار الألبان والأجبان في دمشق بنسبة تراوحت ما بين 30 - 50 بالمئة منذ بداية العام الحالي، مدفوعة بتحسن سعر صرف الليرة السورية بحسب تفسير بعض المواقع الإعلامية.
بينما أكد تجار بأن التحسن مصدره زيادة العرض في الأسواق جراء دخول منتجات جديدة قادمة من المناطق التي كانت سابقاً خارج سيطرة النظام في إدلب وريف حلب، بالإضافة إلى تراجع أسعار الأعلاف في الأسواق.
وذكر أن سعر كيلو الحليب انخفض من 11 ألف ليرة إلى 6 آلاف ليرة بينما وصل سعر كيلو اللبن إلى 7500 ليرة سورية بعد ما كان بنحو 12 ألف ليرة في بداية العام الحالي.
وفيما يخص اللبنة المدعبلة فقد وصل سعر الكيلو منها إلى نحو 60 ألف ليرة سورية، بينما لم يتجاوز كيلو اللبنة العادية الـ 20 ألف ليرة سورية، أما الأجبان فقد تراجع سعر كيلو الجبنة البيضاء من 90 ألف ليرة سورية وحتى 40 ألف.
والجبنة المسنرة وصل سعر الكيلو لـ 50 ألف ليرة، والشلل إلى 60 ألف ليرة بعد أن كان سعرها 100 ألف ليرة مع بداية العام الحالي، ووصل سعر كيلو الجبنة المطبوخة إلى 25 ألف ليرة سورية (فرط) وليس المعبأة.
هذا ويعد تحسن الليرة السورية تحولاً كبيراً في الاقتصاد السوري والليرة السورية، حيث لطالما كان سعر السوق السوداء يتفوق على السعر الرسمي المعلن من قبل مصرف سوريا المركزي.
يشار أن خلال الأسبوعين الماضين أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.