تحذيرات إسرائيلية وتثبيت لـ"منطقة عازلة"… كاتس يشدد على بقاء الجيش قبالة جنوب لبنان والجولان
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على ضرورة إبقاء الجيش الإسرائيلي متمركزاً في المناطق الحدودية المقابلة لجنوب لبنان والجولان السوري، واصفاً هذه المناطق بأنها يجب أن تبقى بمثابة "منطقة عازلة" لحماية الجليل والجولان.
وخلال جولة ميدانية أجراها صباح يوم الثلاثاء في مقرّ القيادة الشمالية، أثنى كاتس على ما وصفه بـ"النشاط الهجومي" الذي تنفّذه القوات الإسرائيلية في مختلف جبهات المواجهة، مؤكداً أن بقاء القوات في تلك المناطق ضرورة استراتيجية تمنع، بحسب تعبيره، "اقتراب الأعداء الجهاديين من سكان الجليل والجولان"، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ورافق كاتس في الجولة نائب رئيس الأركان اللواء تامير يدعي، وقائد القيادة الشمالية اللواء رافي ميلو، إلى جانب عدد من الضباط، حيث تلقّى عرضاً استخباراتياً وعملياتياً حول الوضع المستجد على الحدود، في ظل تصاعد التوتر عبر الخط الأزرق وتحوّل المنطقة إلى واحدة من أكثر الجبهات سخونة بعد حرب غزة.
وفي تصريحات سابقة أواخر تشرين الثاني الماضي، قال كاتس إن "إسرائيل وسوريا ليستا في طريقهما إلى السلام"، مدّعياً وجود قوى داخل الأراضي السورية "تسعى لاقتحام الجولان"، بينها جماعات مرتبطة بالحوثيين، على حد زعمه، كما تحدث عن "خطة للدفاع عن الدروز في السويداء إذا تعرضوا لهجوم".
وتأتي تصريحاته في سياق توسع إسرائيلي واضح في جنوب سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024؛ إذ استولت القوات الإسرائيلية على مواقع جديدة شرقي المنطقة العازلة التي تشرف عليها الأمم المتحدة، ونشر مكتب رئيس الوزراء صوراً تظهر بنيامين نتنياهو وهو يتفقد القوات داخل الأراضي السورية مرتدياً سترة واقية وخوذة.
وقالت الحكومة السورية إن جولة نتنياهو تشكل "انتهاكاً خطيراً لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، ومحاولة لفرض أمر واقع"، مؤكدة أن دمشق تطالب بعودة إسرائيل إلى خطوط الفصل المعتمدة قبل الاحتلال.
وسبق أن نفت رئاسة وزراء الكيان الإسرائيلي بصورة قاطعة صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التوقيع على اتفاق أمني مع سوريا خلال شهر أيلول الماضي. وأكد مكتب نتنياهو، في بيان رسمي، أن "الأمور لم تصل في أي مرحلة إلى مستوى اتفاقات أو تفاهمات مع سوريا"، وفق ما نقلته عدة وسائل إعلام.
وجاء هذا النفي رداً على تقارير صحفية، أبرزها تقرير لوكالة "رويترز"، التي أشارت إلى أنّ محادثات غير معلنة بين سوريا وإسرائيل كانت تهدف لصياغة تفاهمات أمنية جديدة، لكنها وصلت إلى طريق مسدود. وذكرت تلك التقارير أن المفاوضات توقفت منذ سبتمبر، وأن الخلاف الأبرز تمحور حول طلب إسرائيلي بفتح "ممر إنساني" يصل إلى محافظة السويداء جنوب سوريا.
وأكد بيان رئاسة الوزراء أن اتصالات ولقاءات جرت بالفعل بين الطرفين تحت رعاية أميركية، غير أنها لم تُفضِ إلى أي اتفاق أو نتائج ملموسة. وتشير المعلومات المتداولة إلى أن ست جولات من المحادثات عُقدت بين مسؤولين من الجانبين، بهدف تهدئة الوضع في المناطق الحدودية وتعزيز الاستقرار، لكن جميعها انتهت دون تحقيق الهدف المعلن.
وعلى الجانب السوري، كان الرئيس أحمد الشرع قد جدد قبل أيام رفضه القاطع لمطلب إسرائيل إقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا، معتبراً أن ذلك يشكل تهديداً مباشراً لأمن البلاد. كما اتهم تل أبيب بمحاولة تصدير أزماتها الإقليمية بعد حرب غزة، لافتاً إلى أن القوات الإسرائيلية نفذت منذ سقوط النظام السابق في 8 كانون الأول الماضي أكثر من ألف غارة و400 توغّل بري داخل الأراضي السورية.
وتتشبث دمشق باتفاقية فكّ الاشتباك لعام 1974 كأساس لأي تفاوض مستقبلي، وتصرّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها بعد 8 كانون الأول 2024، معتبرة ذلك شرطاً لا يمكن تجاوزه في أي إطار تفاوضي جديد.