
بعملية استقطاب ممنهجة ... "تحرير الشام" تجري اجتماعا مع نشطاء إعلاميين بإدلب وهذه مخرجاته
تداولت مصادر إعلامية ما قالت إنها مخرجات اجتماع جرى بين قيادة "هيئة تحرير الشام" العسكرية من جهة وبين عدد من النشطاء الإعلاميين من جهة أخرى، تضمنت تفاصيل معلنة عن ما دار في الاجتماع الذي بات متكرراً فيما جرى معظمها دون الكشف عنها إعلامياً.
ووفق ماروجت حسابات مناصرة للهيئة وأخرى من النشطاء الذين حضروا الاجتماع، فإن اللقاء كان مع قائد الجناح العسكري في الهيئة ويدعى "أبو الحسن الحموي" وشخصيات قيادية أخرى، مع ثلة من نشطاء ريف إدلب، تمت دعوتهم مسبقاً لحضور الاجتماع لتدارس الوضع العسكري في المنطقة.
ومن مخرجات الاجتماع وفق منشور تم تداوله ظهر أنه معد مسبقاً وطلب ممن حضر نشره، أن قام بتوصيف إدارة إدلب العسكرية والمدنية المتمثلة بتحرير الشام وحكومة الإنقاذ من سلطات أمر واقع إلى "إدارة خرجت من رحم الثورة"، وهذا ما أثار ردود فعل رافضة لهذا التوصيف.
وقالت المصادر إن الاجتماع جرى لبحث كافة الأصعدة عسكريا واجتماعيا وإعلاميا ومؤسساتيا إلى جانب بحيث مناطق سيطرة النظام وأشار إلى أن القوة العسكرية تمنح القوة للعمل السياسي، وبدونها ترتهن الثورات للخارج وتٌرتبط بأجندات الغير، حسب وصفها.
وأوضحت "تحرير الشام" وفق ما أعلن عنه في اجتماعها الأخير بأنها تعمل على استعادة المناطق المغتصبة ولا يتم إلّا بالإعداد على كافة الصعد، مستشهدة بتاريخ الدفاع عن المكتسبات بالحاجة للقوة، والتاريخ يثبت هذا من الصين وكوبا مرورا بالفلبين والفيتنام وصولا إلى أفغانستان، فلا بد للحق من قوة تحميه، وفق تعبيرها.
وأشارت إلى أنّ الدوريات الروسية، لم ثؤثر ولم تحقق ما أُريد بها، فعموم الشعب رافض لها، وعمدت الدوريات لتحقيق الهزيمة الثورة وخاصة معنويا، إلا أن جميع هذه المحاولات فشلت مع استمرار المشهد الثوري ولم يؤثر البتة عليها بسبب وعي الشعب بما يحاك له من مؤامرات، حسب وصفها.
وتوجهت خلال الاجتماع بشكر النشطاء الإعلاميين على دورهم الفعّال في نقل معاناة الشعب وتوثيق شجاعة الأبطال على الجبهات، وعلى جهودهم في مواجهة الحرب المعنوية التي يشنها العدو على المناطق المحررة، كما لم تضييع الفرصة في الترويج بأنها دولة سواء اعترف بها أم لا، لها سلطة ومؤسسات.
هذا ودعت قيادة "هيئة تحرير الشام"، لاجتماعات سابقة لعدد من الإعلاميين دون سواهم حيث تعمد وفق مراقبون بتسويق مشروعها إعلامياً، وتكررت تلك الاجتماعات تزامناً مع التطورات السياسية والاقتصادية والعسكرية محاولةً إضفاء الشرعية على مؤسساتها الإقصائية التي يعتبرها السكان سلطة أمر واقع استحوذت على إدارة المنطقة بقوة السلاح.
وفي تقرير سابق نشرته شبكة شام بعنوان ""تحرير الشام" وأداتها "الإنقاذ" تواصلان التضييق على العمل الإعلامي بإدلب وهذه وسائلها"، لفت إلى أن "الهيئة والإنقاذ" تحاول عبر العلاقات الإعلامية، استقطاب النشطاء في ريف إدلب لصفها، من خلال عقد العديد من الاجتماعات ودعوتهم لحضورها منها مع "الجولاني" قائد الهيئة، بدعوى مشاورتهم في واقع الإعلام ومحاولة استقطاب مواقفهم لصفها في الخطوات التي تتخذها بدعوى تنظيم العمل الإعلامي.
ولايقف الأمر عند الاجتماعات الدورية واللقاءات الفردية والجماعية، بل تعمل الهيئة على دفع الكثير من النشطاء العاملين معها سراً أو علانية، عبر المؤسسات الإعلامية الرسمية التابعة لها كـ "أنباء الشام أو إباء" أو الرديفة ولها أسماء كثيرة منها وكالات وصفحات ومواقع وكروبات عبر تطبيقات تلجرام، لتمرير ماتريده الهيئة ودعم مواقفها ودعمها وحتى شن حملات التشويه ضد بعض الوكالات والنشطاء.
وفي الطرف المقابل، تحاول الهيئة وحكومتها "الإنقاذ" تسويق صورة جميلة لها دولياً، من خلال استقبال الوفود الإعلامية للوكالات التركية والغربية عبر معبر باب الهوى، ومرافقتهم في تغطياتهم ضمن مناطق شمال غرب سوريا، خلافاً لسياستها القديمة القائمة على اعتقال وإخفاء الصحفيين الأجانب، في وقت بات الضحية الناشط الإعلامي الثوري العامل في الداخل المحرر، والذي يخضع لسلطة الأمر الواقع وقوانينها.