"الشرع" يعزّي "ترامب" ويؤكد رفض الإرهاب والتمسك بالاستقرار السوري
بعث الرئيس أحمد الشرع برقية تعزية إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، أعرب فيها عن بالغ أسفه لمقتل جنود أمريكيين في ريف حمص، مشددًا على تضامن الجمهورية العربية السورية مع عائلات الضحايا، ورفضها المطلق لمثل هذه الأعمال الإجرامية.
وأكد الرئيس الشرع إدانته الشديدة لهذا الهجوم الإرهابي، مشيرًا إلى تمسك سوريا بالحفاظ على الأمن والسلامة، والعمل على تعزيز الاستقرار في سوريا والمنطقة ككل.
ترامب: الهجوم نفذه تنظيم الدولة والرئيس الشرع يقاتل إلى جانبنا ضد الإرهاب
بدوره، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الهجوم الذي استهدف القوات الأمريكية في سوريا نُفّذ من قبل تنظيم "داعش"، وليس من قبل الحكومة السورية، مشيدًا بموقف الرئيس أحمد الشرع الذي يقاتل إلى جانب القوات الأمريكية ضد الإرهاب، ومتوعدًا بملاحقة منفّذي الهجوم ومحاسبتهم.
براك: الهجوم لن يمر دون ردّ والمواجهة مستمرة ضد داعش
صرّح المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم براك، أن الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني هو "اعتداء جبان"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة سترد عليه. وقال براك إن بلاده تقف اليوم "ثابتة في حزنها، وحازمة في عزمها"، مشددًا على أن ما جرى يعيد تسليط الضوء على الخطر المستمر الذي يشكّله تنظيم داعش، ليس فقط على سوريا، بل على الأمن القومي الأمريكي والدولي.
واشنطن تدعم شركاء سوريين وتؤكد استمرار العمل ضد الإرهاب
أوضح براك أن الاستراتيجية الأمريكية ترتكز على دعم شركاء سوريين مؤهلين، مع تقديم دعم عملياتي أمريكي محدود، بما يضمن ملاحقة شبكات داعش، وحرمانها من الملاذات الآمنة، ومنع عودتها. واعتبر أن هذا النهج يحصّن الداخل الأمريكي، ويجنّبه الانخراط في صراعات إقليمية واسعة.
وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية باتت تستهدف القوات الأمريكية بسبب الضغوط التي تتعرض لها من شركاء سوريين مدعومين أمريكيًا، بمن فيهم الجيش السوري، مؤكداً أن التحقيقات الجارية ستكشف المزيد من التفاصيل.
الوجود الأمريكي في سوريا خط دفاع ضد الإرهاب العابر للحدود
شدّد براك على أهمية الوجود الأمريكي المحدود في سوريا، معتبرًا إياه خط دفاع فعّالاً يمنع تهديدات أكبر، ويسهم في قطع الطريق أمام تدفقات إرهابية قد تصل إلى أوروبا أو حتى الأراضي الأمريكية.
وأكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، لن يسمحوا بمرور هذا الهجوم دون رد، مشيرًا إلى أن التعاون الوثيق ضمن التحالف الدولي، بما يشمل دعم الدول المتحالفة مع الحكومة السورية الجديدة، سيعزز من جهود التصدي لتنظيم داعش.
توسيع سيطرة الحكومة السورية جزء من جهود مكافحة الإرهاب
وكانت كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، أن واشنطن تعتبر توسيع سيطرة الحكومة السورية على أراضيها خطوة أساسية في مواجهة فلول تنظيم داعش، مشيرة إلى أن قادة عسكريين أمريكيين يعملون على تسهيل عملية دمج "قوات سوريا الديمقراطية" ضمن هيكلية الجيش السوري الجديد.
الداخلية السورية: هجوم تدمر محاولة لإفشال التعاون الدولي ضد داعش
أدانت وزارة الداخلية السورية في بيان رسمي الهجوم الإرهابي الذي استهدف اجتماعًا أمنيًا مشتركًا في منطقة تدمر، واعتبرته محاولة يائسة من تنظيم داعش لعرقلة التنسيق الأمني السوري الدولي، وتقويض جهود مكافحة الإرهاب.
وكشف البيان أن الهجوم وقع خلال اجتماع بين قيادة أمن البادية ووفد من قوات التحالف الدولي، حيث تسلل أحد عناصر التنظيم الإرهابي إلى موقع الاجتماع وأطلق النار، ما أدى إلى مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني، وإصابة اثنين آخرين.
تحقيقات فورية وتعهد بمواصلة مكافحة الإرهاب
أكدت وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية باشرت التحقيقات على الفور، واتخذت الإجراءات اللازمة لتعقب الجناة، مشددة على أن هذا الهجوم لن يثني الدولة السورية عن أداء واجبها في محاربة الإرهاب وحماية المواطنين.
كما نوّهت الوزارة إلى أن سوريا كانت قد حذرت مرارًا من تزايد تهديدات داعش، داعية إلى رفع مستوى الجاهزية وتعزيز التنسيق الأمني مع الشركاء الدوليين.
اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية السوري والأمريكي لبحث تداعيات الهجوم
وفي السياق، أجرى وزير الخارجية والمغتربين أحمد حسن الشيبان اتصالًا هاتفيًا بنظيره الأمريكي ماركو روبيو، بحثا خلاله تداعيات الهجوم الإرهابي وعددًا من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وتبادل الطرفان التعازي، مؤكدين أن الاعتداء يمثل محاولة لإفشال مسار التعاون السياسي الوليد بين دمشق وواشنطن، كما شددا على ضرورة تفعيل الملفات الثنائية في ضوء التطورات.
واشنطن تؤكد دعم الحكومة السورية الجديدة وتعزيز التعاون الأمني
ثمّن الوزير الأمريكي مواقف الرئيس أحمد الشرع، وأكد دعم بلاده للعملية السياسية برعاية أممية، مجددًا التزام الولايات المتحدة بدعم الحكومة السورية الجديدة، لا سيما في ملفات مكافحة الإرهاب، والتعافي المبكر، والعودة الآمنة للاجئين، وتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بما يخدم استقرار سوريا والمنطقة.