الذكرى الأولى للتحرير: السوريون يحتفلون بحريةٍ صنعوها بأيديهم
الذكرى الأولى للتحرير: السوريون يحتفلون بحريةٍ صنعوها بأيديهم
● أخبار سورية ٩ ديسمبر ٢٠٢٥

الذكرى الأولى للتحرير: السوريون يحتفلون بحريةٍ صنعوها بأيديهم

صادف يوم أمس الاثنين مرور الذكرى السنوية الأولى على سقوط النظام البائد وتحرير سوريا، فغصّت الساحات في القرى والبلدات والمدن بالآلاف من السوريين الذين خرجوا ليحتفلوا بحدثٍ يرونه تتويجاً لـ14 عاماً من الصمود والنضال والتضحيات. وقد عبّر المحتفلون عن فرحتهم برفع أعلام الحرية والهتاف للوطن والشهداء، في مشهدٍ لم تعرفه البلاد منذ عقود.

وعلى امتداد البلاد، نظّم الأهالي مظاهرات واحتفالات حملت طابعاً جديداً كلياً، فالأصوات كانت حرة، والمشاعر صادقة، والجموع مجتمعة بإرادتها لا بإملاءٍ من أحد. ورُصدت خلال الفعاليات مشاركة واسعة لمختلف الفئات العمرية والاجتماعية؛ من الشباب والأطفال والنساء، إلى كبار السن الذين حضر بعضهم مستنداً إلى عكازة أو على كرسي متحرك، بينما حملت أمهات وزوجات صور الشهداء اللواتي كان لهن نصيب كبير من التأثر في هذا اليوم.

وشهدت الاحتفالات فارقاً صارخاً بين مشهدها الجديد وما كان يُفرض على السوريين في عهد الأسد؛ إذ كانت مظاهرات النظام سابقاً قائمة على الإجبار والتهديد، يرتادها الناس خوفاً من الفصل أو السجن. وكانت تُقام غالباً في المدن فقط، وتستمر لساعات قصيرة، مفعمة بالولاء الإجباري، حيث تُرفع صور الأسد وتحضر شعارات التمجيد والتطبيل، ويُطلب من المشاركين الهتاف بحياته وتقديم "الروح والدم" فداءً له، في مشاهد تفتقر إلى أي معنى حقيقي للكرامة أو الوطنية.

أما أمس، فلم تُرفع صورة واحدة للرئيس الحالي أحمد الشرع، ولم يُهتف باسمه، ولم يطلب أحد ذلك. فقد كان الهتاف للوطن وحده؛ للحرية، للكرامة، وللشهداء الذين صنعوا هذا اليوم. ولم تُرفع شعارات مصطنعة أو رنانة، بل مشاعر حقيقية عبّر كل شخص عنها كما يريد: بالهتاف، بالتصوير، أو بإطلاق الزغاريد.

ووصلت مشاهد الاحتفالات إلى السوريين في الخارج أيضاً؛ إذ نظّم المغتربون تجمعات في الدول التي يقيمون فيها، وشاركوا عبر الشاشات هاتفين لسوريا الحرة، مؤكدين انتماءهم وارتباطهم بوطنهم رغم المسافات.

وهكذا برز الفارق جلياً بين مشاهد التحرير ومظاهر الحقبة السابقة؛ فاحتفالات الأمس خرجت من قلب السوريين ومن إرادتهم الحرة، فيما كانت مظاهرات عهد الأسد مصمَّمة له لا للوطن. وما شهدته الساحات هذا العام يُعدّ واحداً من أبرز وجوه الحرية التي حلم بها السوريون، وناضلوا لأجلها حتى تحققت.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ