"الخارجية السورية" ترفض دعوات "الحماية الدولية": سيادتنا ليست محل تفاوض
"الخارجية السورية" ترفض دعوات "الحماية الدولية": سيادتنا ليست محل تفاوض
● أخبار سورية ٣٠ أبريل ٢٠٢٥

"الخارجية السورية": دمشق ترفض دعوات "الحماية الدولية": سيادتنا ليست محل تفاوض

جدّدت الجمهورية العربية السورية، رفضها القاطع لكافة أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، مؤكدة أن ما يُثار من دعوات "لحماية دولية" من قبل جهات خارجة عن القانون هو تصعيد خطير ومحاولة مرفوضة لتدويل قضايا داخلية يجب أن تُعالج ضمن مؤسسات الدولة حصراً.

جاء ذلك في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين اليوم، على خلفية ما وصفته بـ"مناشدات غير شرعية" أطلقتها أطراف ضالعة في أحداث عنف على الأراضي السورية، وادعت تمثيل مطالب شعبية بدعوات لاستقدام تدخل خارجي.

وأكد البيان أن هذه التحركات تهدف إلى تقويض السيادة الوطنية، وتشكّل تهديداً مباشراً لوحدة سوريا أرضاً وشعباً، كما تعرقل الجهود الوطنية التي تبذلها الحكومة من أجل استعادة الاستقرار في كافة المناطق السورية.

وشدّد البيان على أن القضايا الوطنية تُعالج حصراً عبر الآليات الوطنية، وأن دمشق لن تقبل بأي إملاءات أو تدخلات أجنبية تحت أي عنوان، معتبرة أن السيادة السورية "ليست موضع نقاش أو تفاوض".

وفي سياق متصل، جدّدت الخارجية السورية التزام الحكومة الكامل بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية، الذين وصفتهم بأنهم "جزء أصيل من النسيج الوطني"، وأشادت في الوقت نفسه بالمواقف المسؤولة التي عبّر عنها العديد من مشايخ وعقلاء الطائفة، ودورهم في إخماد الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي في هذه المرحلة الحساسة.

واختتم البيان بالتأكيد على أن سوريا التي صمدت طيلة سنوات الحرب، ستبقى حريصة على وحدتها واستقلال قرارها، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزاً متزايداً على ترسيخ الاستقرار الداخلي عبر أدوات الدولة ومؤسساتها وحدها، دون الانجرار إلى أي أجندات خارجية أو طروحات تمس الثوابت الوطنية.

اتفاق بين ممثلي الطائفة الدرزية ومسؤولي الحكومة لإنهاء التوتر في صحنايا وتعزيز الأمن 
توصل وفد من وجهاء ومشايخ محافظة السويداء، اليوم الأربعاء 30 نيسان، إلى اتفاق مع مسؤولي الحكومة السورية في دمشق ضم محافظي "ريف دمشق والسويداء والقنيطرة"، خلال اجتماع عقد في مدينة داريا في ريف دمشق لنزع فتيل التوتر المتصاعد في صحنايا وأشرفية صحنايا، بعد أيام من التصعيد الدموي.


وضم الوفد كلاً من محافظ السويداء مصطفى البكور، وشيخي عقل الطائفة الدرزية الشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع، إلى جانب الشيخ يحيى الحجار، قائد "حركة رجال الكرامة"، والشيخ ليث البلعوس، حيث أجروا اجتماعًا مع مسؤولين في الإدارة السورية في محاولة لاحتواء الأزمة.

ويقضي الاتفاق بوقف التصعيد وفرض الأمن في المنطقة، ودخول قوى الأمن العام لملاحقة الفصائل والعناصر الخارجة عن القانون والتي سببت التوتر وروعت الأهالي، وعقب الاتفاق وصل الوفد المشترك بين مشايخ الطائفة الدرزية من السويداء ومسؤولي الحكومة السورية إلى مضافة الشيخ "أبو ربيع أنيس الحاج علي" في مدينة أشرفية صحنايا.

وقام محافظو (القنيطرة وريف دمشق والسويداء) بزيارة إلى أشرفية صحنايا، وذلك في أعقاب التوصل إلى اتفاق مع شيوخ العقل ووجهاء المنطقة، يقضي بدخول قوى الأمن العام بشكل كامل إلى منطقتي صحنايا وأشرفية صحنايا وانتشارها فيهما، مع التأكيد على حصر السلاح بيد الدولة فقط، بما يضمن تعزيز الأمن.


في السياق، أعلن مدير أمن ريف دمشق، المقدم حسام الطحان، أن قوات الأمن العام دخلت جميع أحياء أشرفية صحنايا، وبدأت تنفيذ عمليات تمشيط لضمان استقرار المنطقة، مشيرًا إلى أن الوضع بات تحت السيطرة مع استمرار العمليات ضد المجموعات المسلحة.


مفتي الجمهورية "الرفاعي" يوجّه نداءً لحقن الدماء: لا تتركوا الفتنة تحرق ما تبقّى من الوطن
وجّه مفتي الجمهورية، الشيخ أسامة الرفاعي، نداءً وطنيًا شاملاً دعا فيه أبناء الشعب السوري بمختلف أطيافهم ومشاربهم إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه دعوات الفتنة والاقتتال، مشددًا على أن "كل دم سوري محرم"، وأن "قطرة دم واحدة من أي فرد من أبناء هذا الوطن غالية، لا يجوز التفريط بها أو هدرها تحت أي ذريعة".

وجاءت رسالة المفتي في بيان مصوّر صدر مساء الثلاثاء، تعليقًا على الأحداث الدامية التي شهدتها مدينتا أشرفية صحنايا وجرمانا بريف دمشق، والتي خلفت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والأمن على حد سواء. وقال الرفاعي إن "الفتن إذا اشتعلت لا تُعرف لها نهاية، وكل من فيها خاسر، وليس فيها غالب أو منتصر"، محذرًا من "أصوات الشيطان" التي تروّج للثأر والانتقام تحت غطاء طائفي أو مناطقي.

ودعا المفتي إلى التمسك بنعمة الوطن، وعدم التفريط بما تبقى من استقراره، وقال: "لقد أنعم الله علينا بهذا الوطن، نأكل من خيراته ونستظل بأمنه، فلا تضيّعوا هذه النعمة بإشعال نار الفتنة. من يشعلها لا يريد خيراً لأحد، بل يسعى إلى تدمير البلد على رؤوس الجميع".

وأكد أن سوريا عاشت على مدى عقود في كنف التآلف والمحبة بين مكوناتها، وأنه "لا يجوز أن نسمح لشياطين الإنس والجن باختراق هذا النسيج". وختم الرفاعي بيانه بالدعوة إلى "إطفاء الفتنة، والاحتكام للعقل والضمير والعودة إلى الله"، مضيفًا: "دعوا الثأر جانبًا، واصبروا حتى تأخذ العدالة مجراها، فالثأر لا يُقيم عدلاً، بل يزيد الظلم ظُلمًا".

اتهامات بضلوع جهات متطرفة في التصعيد الأمني
وكان حمّل الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد فصيل "تجمع أحرار جبل العرب"، مسؤولية التصعيد الأخير في جرمانا وصحنايا إلى ما وصفها بـ"جهات متطرفة تسلّلت مؤخراً إلى مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية". وحذّر عبد الباقي، في بيان رسمي، من أن هذه العناصر تسعى لإشعال الفتنة في الجنوب السوري، في وقت تبذل فيه الحكومة جهودًا لاحتواء التصعيد وتفادي انفجار الوضع.

وأكد عبد الباقي أن هناك تواصلاً مستمرًا مع القيادات الرسمية التي أبدت حرصًا على التهدئة، لكنه شدد في المقابل على أن "كرامة الأهالي خط أحمر"، وأن "التجمع لن يتوانى عن حماية المدنيين في وجه أي اعتداء من أي جهة كانت".

وأشار إلى أن السويداء كانت ملاذًا آمنًا لأكثر من خمسة ملايين سوري خلال فترة حكم نظام الأسد المخلوع، ولم تُسجَّل فيها أي حالات اعتداء على الدين أو المعتقد، مؤكدًا أن التجمع شارك في جهود المصالحة بعد سقوط النظام، وأسهم في الإفراج عن أكثر من ألف معتقل في السويداء وجرمانا وجبل الشيخ.

وشدد عبد الباقي على ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي، والعمل مع مختلف الفصائل، وفي مقدمتها "حركة رجال الكرامة" و"مضافة الكرامة"، من أجل توحيد الصف والانخراط في مؤسسات الدولة لبناء سوريا الجديدة.

ليلة دامية تهز جرمانا وصحنايا
وكانت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا قد شهدتا فجر الثلاثاء واحدة من أعنف الاشتباكات المسلحة، التي اندلعت بعد هجوم شنّته مجموعة مسلّحة مجهولة على حواجز أمنية وعناصر من قوات الأمن العام. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 13 شخصًا، بينهم اثنان من عناصر الأمن.

وامتدت المواجهات لاحقًا إلى مناطق واسعة في ريف دمشق الجنوبي، تحديدًا إلى صحنايا وأشرفية صحنايا، حيث شنّت نفس المجموعة المسلحة هجمات متفرقة على نقاط أمنية، ما أدى إلى مقتل 16 عنصرًا أمنيًا إضافيًا.

وفي ظل هذه التطورات، دعا ممثل المجتمع المحلي في أشرفية صحنايا، تامر رفاعة، في حديث لتلفزيون سوريا، إلى تدخل سريع من الحكومة لوقف الاشتباكات وحماية المدنيين، مؤكدًا أن هوية المهاجمين لا تزال غير معروفة حتى الآن، ما يزيد من حالة الغموض والقلق في أوساط السكان.


غارات إسرائيلية على أشرفية صحنايا أدت لإصابة مدنيين عقب إعلان السيطرة الأمنية عليها
شنّت طائرات حربية إسرائيلية غارتين جويتين، على منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين، بينهم مواطنون من الطائفة الدرزية، بحسب ما أفاد به مراسل الإخبارية السورية من موقع الحدث.

وتزامنت الضربات مع تحليق مكثف للطيران فوق الأحياء الجنوبية، ما أثار الذعر في صفوف السكان وأدى إلى انقطاع مؤقت في شبكات الاتصال والكهرباء في بعض المناطق.

وجاءت الغارات بعد وقت قصير من إعلان وزارة الداخلية السورية السيطرة الكاملة على منطقة أشرفية صحنايا، وذلك عقب عملية أمنية موسعة ضد مجموعات مسلحة وصفتها بـ”الخارجة عن القانون”، كانت قد تمركزت خلال اليومين الماضيين في أحياء المدينة ونفذت هجمات دامية استهدفت نقاط أمنية وسكاناً مدنيين.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ