
الاتفاق النفطي يحدث خلافات داخلية بين "قسد و العمال الكردستاني" فهل تكون لعبة سياسية ...؟
تسبب الاتفاق النفطي، وفق مصادر كردية، بخلافات داخلية بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وحزب "العمال الكردستاني"، بعد إعلان قيادي بارز من الأخير رفضه الاتفاق النفطي الذي وقعته "قسد" مع شركة أمريكية حول النفط في شمال شرق سوريا، في وقت يتوقع مراقبون أن يكون الخلاف لأهداف سياسية.
وأعلن الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني، القيادي في "العمال الكردستاني"، جميل بايق، موقفه الرافض من الاتفاق النفطي، مؤكدا خلال حديثه لوسائل إعلام كردية، أنه لم يكن على علم بتوقيعه.
وأضاف أن "ثروات سوريا كلها سواء كانت باطنية أم خارجية من حق السوريين كلهم، لا يحق لأي طرف التصرف بها كملك خاص له"، وفي موقف متطابق مع موقف النظام السوري قال بايق: "الاتفاقية غير قانونية، ومن حق الحكومة السورية رفضها".
وفي السياق، اعتبر الصحفي الكردي شيرزان علو، أن هذا التصريح، مؤشر واضح على مدى الخلافات التي تضرب العلاقة المتجذرة بين "قسد"، ومرجعيتها في قنديل، مؤكداً أن الخلافات بدأت تتضح وتتعمق، وذلك منذ قرار زعيم "قسد"، مظلوم عبدي طرد صبري أوك، مسؤول الأمن والمخابرات في "العمال الكردستاني"، من سوريا، إلى قنديل شمال العراق.
وقال الصحفي في حديثه لموقع "عربي21" إن "الخلافات بينهما تنذر بانشقاقات، ومن الواضح أن هناك تحركات من جانب النظام وإيران لتعطيل الاتفاقات التي تعقدها "قسد" مع "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة".
ومتفقا مع قراءة علو، أشار نائب رئيس "رابطة الأكراد السوريين المستقلين"، رديف مصطفى إلى العلاقة القوية التي تربط بايق المتحدر من الطائفة العلوية، بالنظام السوري، وإيران، وقال "الواضح أن العمليات التركية الأخيرة في شمال العراق، جعلت "العمال الكردستاني" تحت النفوذ الإيراني بشكل مباشر".
وأضاف: "من هنا نستطيع فهم هذا الصراع –إن كان حقيقيا- أنه محاولة إيرانية لتعطيل العلاقة بين "قسد" والولايات المتحدة".
ولا يعني ذلك، بحسب مصطفى، أن الخلاف بين "قسد" و"العمال الكردستاني" واقع بالفعل، وقال: قد يكون مقصودا تصدير هذه الخلافات إلى العلن، للتسويق لعبدي، على أنه خرج عن عباءة "العمال الكردستاني"، نزولا عند الرغبة الأمريكية.
وتابع: "حسب معلوماتنا، فإن "العمال الكردستاني" بأدواته "قسد والاتحاد الديمقراطي"، لم يسجل انشقاقا منذ تاريخ تأسيسه في تسعينيات القرن الماضي، ما يعني أن من المحتمل أن يكون الحديث عن خلاف لعبة سياسية لا أكثر".
وقال مصطفى: "لا يستطيع عبدي الخروج عن طاعة "العمال الكردستاني"، وخصوصا أنه من كوادر الحزب"، من جانبه قال الكاتب السياسي الكردي هوشنك أوسي، إن "العمال الكردستاني" يخطط لانقلاب على تيار "عبدي"، بالتنسيق مع نظام الأسد، من دون أن يوضح أكثر على صفحته بـ"فيسبوك".
وكان مظلوم عبدي، قد وقع قبل أيام، اتفاقا مع شركة أمريكية (دلتا كريسنت إنيرجي) بشأن تطوير واستثمار حقول النفط الواقعة تحت سيطرة "قسد"، واعتبر مراقبون أن الاتفاق الأول من نوعه يعطي أبعادا سياسية إلى جانب الاقتصادية، حيث يعد اعترافا أوليا بفيدرالية سوريا.
وكانت وصفت وزارة خارجية النظام السوري، الاتفاق بأنه صفقة "باطلة تهدف لسرقة النفط السوري"، وكذلك أكدت وزارة الخارجية التركية، أن ثروات سوريا هي حق للشعب السوري، معربة عن أسفها لدعم الولايات المتحدة لاتفاق النفط المبرم بين الشركة الأمريكية و"قسد".
وسبق أن كشفت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، تفاصيل عن صفقة سرية خولت شركة أمريكية مغمورة بتطوير وتحديث حقول النفط في شمال شرقي سوريا، وسط انتقادات شديدة على مستوى الداخل السوري وحتى دول الجوار.
ونقلت الشبكة الأمريكية في تقرير نشر السبت عن مصادر مطلعة على الاتفاق قولها إن الصفقة السرية الأولى من نوعها التي تم توقيعها الشهر الماضي تمنح شركة Delta Crescent Energy صلاحيات واسعة لتطوير وتحديث أكثر من نصف الحقول الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" ("قسد")، ما يتماشى مع الهدف الذي يسعى ترامب إلى تحقيقه منذ فترة طويلة، وهو تأمين السيطرة الأمريكية على احتياطيات النفط في المنطقة.
ونقلت "سي إن إن" عن أحد مؤسسي الشركة وسفير الولايات المتحدة الأسبق لدى الدنمارك، جيمس كين، قوله إن الصفقة تسمح للشركة بالمشاركة في جميع جوانب تطوير الطاقة والنقل والتسويق والتكرير والاستكشاف، من أجل "تطوير وإعادة تطوير البنية التحتية في المنطقة ومساعدة الناس في المنطقة على إدخال منتجاتهم إلى السوق الدولية".
اعترف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأسبوع الماضي لأول مرة بوجود هذه الصفة، ردا على سؤال من السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، واستدعى هذا العقد معارضة شديدة من قبل حكومة دمشق التي شددت على أنه باطل ولا يعتمد على أي أساس قانوني.
وكان وجّه رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الدكتور نصر الحريري، رسالة إلى نائب الرئيس الأمريكي رئيس مجلس الشيوخ مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، بخصوص توقيع الاتفاقيات النفطية مع ميليشيات الـ “PYD” الإرهابية على اعتبارها تشكل خطراً على وحدة سورية وسيادتها.
وقال الحريري في رسالته “بصفتنا الممثل الشرعي للشعب السوري، فإننا نستنكر هذه الخطوة التي تعكس بوضوح الرغبة في الاستيلاء على الموارد الطبيعية للشعب السوري”، وأكد على أنه لا يحق لميليشيات الـ “PYD” توزيع الموارد الطبيعية في سورية، مشدداً على أن هذه الموارد تعود للشعب السوري
وكان حذر خبيران تركيان من مغبة توقيع شركة أمريكية "Delta Crescent Energy LLC" اتفاقًا حول الثروات النفطية في سوريا، مع (قسد)، لاستخراج النفط ومعالجته والاتجار به في شمال شرق سوريا، واصفين إياه بـ"دعم الإرهاب وانتهاك القانون الدولي".