
الاتحاد الأوروبي يفعّل خدمة الأقمار الصناعية لدعم جهود إخماد حرائق ريف اللاذقية
فعّل الاتحاد الأوروبي خدمة "كوبرنيكوس" المتخصصة برصد الأرض عبر الأقمار الصناعية، للمساهمة في دعم عمليات الاستجابة للحرائق المستمرة منذ تسعة أيام في غابات ريف اللاذقية الشمالي، والتي أسفرت عن نزوح آلاف المدنيين وتسببت بأضرار جسيمة للمجتمعات المحلية.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، إن "الحرائق التي اجتاحت مناطق شمال غرب سوريا أدت إلى تشريد آلاف الأشخاص، وألحقت أضرارًا بالغة بالبنية البيئية والمجتمعية"، مؤكدة أن دولًا أوروبية عدة تتابع التطورات عن كثب ضمن إطار آلية الحماية المدنية، وتبحث سبل تقديم المساعدة الفعلية للسوريين المتضررين من الكارثة.
وأوضحت البعثة أن تفعيل خدمة "كوبرنيكوس" يأتي ضمن استجابة طارئة، وتهدف إلى تزويد فرق الإطفاء بخرائط أقمار صناعية حديثة ومفصلة، يمكن استخدامها لتوجيه العمليات الميدانية بدقة عالية، تصل إلى مستوى القرى والمواقع المتضررة، ما يساعد في تقييم حجم الدمار واتخاذ قرارات سريعة ومبنية على بيانات دقيقة.
مواجهة نيران الغابات بثلاثة محاور رئيسية
ميدانيًا، تواصل فرق الدفاع المدني السوري وفرق الإطفاء المحلية والأجنبية جهودها على ثلاثة محاور أساسية: محور برج زاهية، ومحور غابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب مدينة كسب، والتي تُعد من أصعب النقاط بسبب التضاريس الوعرة، وكثافة الغطاء النباتي، ووجود ألغام ومخلفات حرب سابقة.
وأشار الدفاع المدني في بيان عبر قناته الرسمية على تلغرام، إلى أن الرياح النشطة ساهمت مجددًا في تمدد الحرائق بعد ظهر الجمعة، لا سيما في محور نبع المر، بالرغم من الجهود التي بُذلت صباحًا لاحتواء النيران في عدة نقاط.
وتنتشر الفرق الميدانية على عشرات المواقع الممتدة من قسطل معاف باتجاه كسب، وتعمل على إنشاء خطوط نار عازلة باستخدام معدات هندسية ثقيلة، بالإضافة إلى عمليات التبريد والمراقبة لمنع تجدد اشتعال المناطق المُخمدَة.
جهود مشتركة ومشاركة عربية فاعلة
وتشارك أكثر من 150 فرقة استجابة في عمليات الإخماد، من بينها فرق تابعة للدفاع المدني، وأفواج إطفاء المحافظات، إضافة إلى فرق تطوعية ومؤسسات حكومية، مدعومة بنحو 300 آلية إطفاء ومركبات لوجستية، فضلًا عن آليات هندسية لفتح الطرقات وتقسيم الغابات إلى قطاعات يسهل التعامل معها.
وعلى المستوى الإقليمي، تشارك فرق إطفاء برية من تركيا والأردن، إلى جانب 16 طائرة من سوريا وتركيا والأردن ولبنان تنفذ طلعات جوية متواصلة لإخماد النيران من الجو، في إطار تنسيق إقليمي مشترك لمواجهة الكارثة.
وتستمر الجهود الميدانية رغم صعوبة الظروف، فيما يتواصل الدعم الدولي عبر الأدوات التقنية واللوجستية، بما في ذلك الأقمار الصناعية وتبادل البيانات، في محاولة لحصر نطاق الحرائق، وتقليل الأضرار، ومنع اتساع رقعتها نحو مناطق جديدة.