ابتزاز وإذلال ... جدل واسع حول ملاحقة النظام للمتسولين بمناطق سيطرته
ابتزاز وإذلال ... جدل واسع حول ملاحقة النظام للمتسولين بمناطق سيطرته
● أخبار سورية ١١ أغسطس ٢٠٢٠

ابتزاز وإذلال ... جدل واسع حول ملاحقة النظام للمتسولين بمناطق سيطرته

يواصل نظام الأسد ملاحقة المتسولين ويتجاهل أسباب الظاهرة الدخيلة الناتجة عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعد من تبعات ممارسات النظام بحق السوريين خلال سنوات الحرب ضدَّ الشعب، ومع تجدد الإعلان عن ضبط متسولين تظهر مشاهد الابتزاز والإذلال فيما يكون مركزي النظام المستفيد الوحيد من تلك الحوادث مع رفد خزينته بالمصادرات المالية.

وفي التفاصيل أعلن المكتب الصحفي في محافظة حلب التابع للنظام عن القبض على رجل متسول، كان بحوزته نحو مليوني ليرة سورية ليتم إحالته إلى القضاء، ليصار إلى تسليم الأموال المصرف المركزي التابع للنظام، الأمر الذي يتكرر في الحوادث المماثلة.

وأثار الإعلان حفيظة عدد كبير من المتابعين حيث طالته انتقادات واسعة لا سيّما أن المبلغ المضبوط والذي ظهر بصورة اعتبرت أنها مذلة إلى جانب الرجل من مواليد 1965، لا يسد احتياجات عائلة في مناطق سيطرة النظام لأكثر من شهرين، فيما يتباهى مكتب ما يُسمى بـ "مكافحة التسول والتشرد"، بالقبض على هؤلاء الأشخاص متناسياً الأسباب وراء تفاقم الوضع المعيشي للمواطن.

هذا وتصاعدت المطالبات من قبل بعض الموالين للنظام حيث تطابقت عشرات التعليقات بالمطالبة بمصادرة أموال رجال الأعمال المقربين من نظام الأسد أو ما يعرف محلياً بـ "الحيتان"، ومحاسبة تجار الحروب والأزمات فهم من يقف وراء حالات التسول التي وصل إليها عدد كبير من قاطني مناطق سيطرة النظام.

وكانت نشرت داخلية النظام قبل أسبوع بيان تضمن الكشف عن حادثة ضبط أكياس بضمنها مبالغ مالية تقدر بمليون ونصف تعود لرجل متوفي حديثاً تبين أنه كان متسولاً بشوارع العاصمة دمشق، الأمر الذي أثار ردود فعل مشابهة لما ورد تعليقاً على القبض على متسول بمدينة حلب.

وسبق أن نشرت وسائل إعلام النظام حصيلة صادمة لعدد المتسولين الذين أوقفتهم الأجهزة الأمنية التابعة للنظام خلال العام الفائت، مشيرةً إلى أنّ العدد يفوق الـ "1000" حالة تم ضبطها، حسبما ذكرت وسائل إعلامية موالية للأسد.

وتأتي العاصمة السورية دمشق في المرتبة الأولى من حيث عدد المتسولين الذين باتوا في مراكز احتجاز تابعة لنظام الأسد، حيث بلغت حصيلة المحافظة "798" حالة، دون التطرق إلى الأسباب الحقيقة التي أسفرت عن تفاقم الظاهرة التي يقف نظام الأسد وراء تصاعدها ويعد المسؤول الأول عنها.

هذا ويبرر إعلام النظام ارتفاع حالات التسول في مدينة دمشق للكثافة السكانية الكبيرة، متناسية إهمال نظامها للحياة الاجتماعية، فضلاً عن كونه يقف خلف كامل أسباب حدوث تلك الحالات، والتي باتت العنوان الأبرز لمناطق سيطرة النظام بسبب تدني مستوى المعيشة.

ويأتي ذلك في ظلِّ عجز نظام الأسد عن تقديم الخدمات، وبدلاً من تقديم الحلول التي تحد من انتشار الظاهرة، تواجه عصابات الأسد تلك الحالات بالاحتجاز، حيث يترتب عليه لاحقاً الابتزاز المالي الذي يذهب لصالح ضباط الشرطة وعناصر الأمن في صفوف نظام الأسد.

ويذكر أن العديد من الظواهر السلبية التي تسببت بها حرب نظام الأسد الشاملة ضدَّ الشعب السوري والتي راح ضحيتها آلاف الأطفال واليافعين، في ظل تفاقم كبير لظاهرتي ظاهرتي "التسول" و "شم الشعلة" في مناطق سيطرة النظام لا سيما في محافظتي دمشق وحلب، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية بشكل غير مسبوق.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ