صورة
صورة
● أخبار سورية ٢١ يناير ٢٠٢٥

أبرز مواقف الدول العربية من سوريا الجديدة: انفتاح وحذر بعد سقوط نظام الأسد

لم تكن الدول العربية بعيدة عن التطورات التي شهدتها سوريا بعد سقوط النظام السوري وهروب بشار الأسد إلى روسيا، حيث جاء انهيار النظام في وقت كانت فيه بعض الدول العربية قد انخرطت في مسار تطبيع العلاقات مع دمشق. ومع تسلم الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع السلطة مؤقتًا، بدا الوضع الجديد في سوريا مثار قلق لبعض هذه الدول.

مواقف دول عربية: الترحيب والتحفظ
في اليوم الأول من سقوط النظام، سارعت السعودية وقطر إلى التعبير عن ترحيبها بالوضع الجديد. فقد أكدت وزارة الخارجية السعودية في بيانها على ارتياح المملكة للخطوات التي تم اتخاذها لتأمين سلامة الشعب السوري، وأعربت عن دعمها لحقن الدماء والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية.


بدورها، أكدت وزارة الخارجية القطرية متابعة الأوضاع في سوريا، وأعادت التأكيد على موقفها الداعم لإنهاء الأزمة السورية وفق قرارات مجلس الأمن الدولي، داعية إلى تحقيق مصالح الشعب السوري.

الاجتماع العربي في العقبة
بعد أيام من سقوط الأسد، تم اتخاذ موقف موحد من الدول العربية في اجتماع العقبة الذي جمع وزراء خارجية الدول العربية، حيث دعا البيان الختامي إلى دعم الشعب السوري واحترام خياراته.


وتطرقت النقاشات إلى البدء بعملية انتقال سياسي شاملة، وفقًا للقرار الدولي 2254، مع توسيع دور الأمم المتحدة للإشراف على هذه العملية. ورغم أن هذا الموقف قوبل بتفسير من بعض المراقبين على أنه دعوة لفرض وصاية دولية على سوريا، إلا أن بعض الدول العربية أظهرت انفتاحًا دبلوماسيًا على الإدارة الجديدة في سوريا.

اتصالات دبلوماسية رفيعة المستوى
سارعت قطر إلى إجراء أولى اتصالاتها الدبلوماسية مع الإدارة السورية الجديدة، حيث استقبلت دمشق وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية في 23 ديسمبر/كانون الأول، وافتتحت السفارة القطرية في دمشق لأول مرة بعد إغلاقها منذ 2011. وفي يناير/كانون الثاني، استضافت الدوحة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أول جولة إقليمية له.

أما السعودية، فقد بدأت اتصالاتها مع القيادة السورية الجديدة عبر وفد برئاسة مستشار في الديوان الملكي في 23 ديسمبر/كانون الأول، وتلتها زيارة وفد حكومي سوري برئاسة الشيباني إلى الرياض في يناير/كانون الثاني. كذلك، أرسلت البحرين والكويت ووفود دبلوماسية أخرى رسائل دعم متبادلة إلى دمشق.

الدول التي اختارت الحذر
في المقابل، أبدت بعض الدول العربية الأخرى مثل مصر والعراق والإمارات ولبنان حذرًا في تعاملها مع الوضع الجديد في سوريا. ففي حين استمرت مصر والعراق في الحفاظ على مسافة من الإدارة الجديدة، أظهرت الإمارات ولبنان نوعًا من الانفتاح في التعاطي مع الوضع السوري. الإمارات، على سبيل المثال، أجرت اتصالًا هاتفيًا مع وزير الخارجية السوري في 23 ديسمبر/كانون الأول، وتلته زيارة لوزير الخارجية السوري إلى أبوظبي.

اتصالات متأخرة من بعض الدول
في نهاية ديسمبر/كانون الأول وبداية يناير/كانون الثاني، أجرى وزراء خارجية عمان واليمن والسودان والمغرب اتصالات هاتفية مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وأكدوا دعمهم لسيادة سوريا وأمنها واستقرارها.

مواقف دول أخرى
أما الجزائر وتونس وموريتانيا، فلم تُسجل أي أخبار عن إجراء اتصالات مع الإدارة السورية الجديدة، في حين أن مواقف باقي الدول تتراوح بين التحفظ والانفتاح، مع تسارع الانخراط الدبلوماسي في ظل الوضع الجديد.

خلاصة
تتباين مواقف الدول العربية من سوريا الجديدة بين الترحيب الحذر والانفتاح الحذر، مع استمرار المخاوف بشأن مستقبل الوضع الداخلي في سوريا ومدى تأثيره على استقرار المنطقة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ