تقرير يرصد الانتهاكات المسجلة في محافظة السويداء خلال شهر تموز 2024
وثقت شبكة "السويداء 24" المحلية، حصيلة الانتهاكات في المحافظ خلال شهر تموز/يوليو المنصرم، مسجلة مقتل 8 أشخاص وإصابة 10 آخرين بجروح، جراء حوادث عنف متفرقة، وسجلت تعرض ثلاثة مدنيين للانتهاكات، من خطف واعتقال تعسفي، وسط ظروف متفرقة.
وسجلت الشبكة مقتل 7 مدنيين في حصيلة العنف الشهرية، بينهم امرأة، وكانت الجهات الأمنية مسؤولة عن مقتل مدني واحد خلال اعتقاله، والفصائل المسلحة قتلت مدنياً واحداً أيضاً خلال اشتباكات في ريف السويداء الشرقي. كما وثقت الشبكة حادثة اغتيال لأحد شخصيات المعارضة البارزة في السويداء.
وشهد الشهر الفائت مقتل ثلاثة مدنيين في ثلاث جرائم منفصلة كانت دوافعها جنائية، وتم تسليم المتهمين فيها للأجهزة الأمنية، إضافة إلى تسجيل حالة انتحار واحدة. فيما سجل فريق الرصد مقتل شخص واحد متهم بتزعم عصابة خطف وسلب في ريف السويداء.
وكانت أول الحوادث التي وثقتها السويداء 24، يوم 1/7/2024، عندما عُثر على الشاب طارق يوسف القلعاني مفارقاً للحياة في منزله في بلدة شقا، بالريف الشمالي الشرقي لمحافظة السويداء، إثر إصابته بطلق ناري في الرأس. وحسب إفادة الطب الشرعي والروايات المحلية، فإن القلعاني أقدم على الانتحار.
كذلك في يوم الاثنين 1/7/2024، أصيب بجروح ثلاثة مواطنين: يزن جزان، وتحسين بشير، ومعين زريفة، جراء انفجار قنبلة يدوية في بلدة قنوات بريف السويداء، ألقاها عليهم شخص كان يحاول سرقة دراجة نارية في البلدة. وقد تم إسعافهم إلى مشفى السويداء الوطني، وكانت حالاتهم مستقرة.
وفي يوم الخميس 4/7/2024 أصيب شخصان بجروح متفاوتة، إثر انفجار قنبلة يدوية خلال شجار بين مجموعة أشخاص بالقرب من دوار الباسل في مدينة السويداء. ونقل المصابان إلى المشفى الوطني وخضعا للعلاج حتى استقرت حالتيهما الصحية.
ويوم السبت 6/7/2024، تلقت عائلة المعتقل مهند هندي صياغة رداً شفوياً من الوسيط المكلف بالتواصل مع الأجهزة الأمنية في قضيته، أنه توفي خلال اعتقاله داخل المعتقل. في حين رفضت عائلة المعتقل إعلان وفاته، وتتمسك بمصيره، أو تقديم ما يثبت وفاته، حيث لم تقدم لهم السلطات أي ورقة تثبت الوفاة ولم تشاهد عائلته جثمانه.
وومهند صياغة من مواليد عام 1992، ينحدر من بلدة الرحى في ريف السويداء، كان يعمل في مجالي الحدادة والبناء، وهو بعيد كل البعد عن النشاط السياسي. كان مهند ذاهباً إلى دمشق في تاريخ 28 أيلول 2022، في حافلة لنقل الركاب. وعلى مدخل العاصمة عند حاجز قصر المؤتمرات، اعتقلته جهة أمنية، ويرجح أنها قامت باقتياده إلى فرع التحقيق التابع للمخابرات الجوية في مطار المزة العسكري، ومنذ ذلك التاريخ ما يزال مصيره مجهولاً، حتى يوم تبليغ عائلته شفوياً بوفاته.
ويوم الاثنين 8/7/2024، لقي الشاب علاء الجبر عزام حتفه في بلدة عريقة بريف السويداء الغربي، جراء اشتباكات اندلعت بينه وبين حركة رجال الكرامة التي داهمت منزله بعد اتهامه بسرقة سيارة، وتزعُم مجموعة مسلحة تتهم بعمليات الخطف والسلب. عزام حاول مع أفراد مجموعته المقاومة إلى أن قتل بالاشتباكات مع عناصر الحركة، فيما أصيب عنصر من الحركة بجروح. وقد رفضت عائلة عزام إقامة موقف عزاء له، لا سيما بعدما تأكدت من تورطه في الاتهامات المنسوبة له، وعُثر على السيارة المسروقة لدى مجموعته.
كذلك في يوم الاثنين 8/7/2024، طالت جريمة قتل سيدة في الثامنة والستين من عمرها في قرية العفينة جنوب السويداء وهي السيدة رحاب الدعبل، حيث وجدها جيرانها مضرجة بالدماء داخل منزلها، ومفارقة الحياة، إثر تعرضها لضربة قوية على الرأس، وقد اتُهم ابنها بقتلها، وقامت عائلته بتسليمه للجهات الأمنية.
وفي يوم الثلاثاء 9/7/2024، لقي المواطن باسل الزهراوي الغياث حتفه في بادية السويداء، خلال اشتباكات اندلعت بين مسلحين من قرى ريف السويداء الشرقي من جهة، ومسلحين من عشائر البدو من جهة أخرى، بعد خلافات تتعلق بعملية سرقة. تخلل الاشتباكات حوادث عنف حيث أضرم مسلحو القرى النار في عدد من خيام العشائر وطردوا سكانها، كما أصيب شخصان بجروح متفاوتة خلال الاشتباكات التي استُخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة. واتهمت عائلة القتيل فصائل محلية بالمسؤولية عن قتله خلال الاشتباكات التي شهدتها المنطقة.
وفي يوم الاثنين 15/7/2024، فتحت قوات الأمن في مبنى قيادة الشرطة النار باتجاه مظاهرة سلمية كانت تندد بانتخابات مجلس الشعب، مما أدى إلى إصابة المواطن جهاد زهر الدين الذي كان عابراً من أمام المظاهرة بالصدفة، حيث اخترقت جسده ثلاث رصاصات ونُقل على الفور إلى المشفى الوطني، وخضع لعمليات جراحية، حيث تسببت إصابته بشلل في الأطراف السفلية له.
كذلك في يوم الاثنين 15/7/2024 لقي المواطن مجيد أبو حسون حتفه، في بلدة شقا شمال شرقي السويداء، إثر شجار نشب بينه وبين أحد جيرانه تطور لاشتباك بالأيدي، وتعرض خلاله أبو حسون لضربة شديدة على الرأس يرجح أنها بحجر، مما أدى إلى وفاته. وتبين لاحقاً أن القاتل سلم نفسه للأجهزة الأمنية.
وفي يوم الثلاثاء 16/7/2024، قُتل المواطن حمزة دارب نصر في بلدة نجران بالريف الغربي للسويداء، إثر تعرضه لإطلاق نار في منزل غريمه، نتيجة خلافات بينهما، حيث أطلق القاتل النار على رأس حمزة من بندقية صيد، مما أدى إلى وفاته على الفور. ولاحقاً قامت عائلة القاتل بتسليمه إلى الأجهزة الأمنية في السويداء.
صباح الأربعاء 17/7/2024، تعرض المواطن مرهج الجرماني لعملية اغتيال داخل منزله في مدينة السويداء، حيث استهدفه شخص مجهول بمسدس مزود بكاتم للصوت خلال نومه، مما أدى إلى مقتله على الفور. والجرماني كان معارضاً بارزاً للنظام السوري ومن أبرز الوجوه المشاركة في الحراك الشعبي المطالب بالتغيير السياسي، كما أنه يقود فصيلاً مسلحاً يعرف باسم لواء الجبل. وما تزال الجهة المسؤولة عن اغتياله مجهولة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.
وكانت آخر حوادث العنف التي وثقتها السويداء 24، يوم الاثنين 29/7/2024، أصيب المواطن ماهر أبو علي عزام بعدة شظايا في الأطراف، في ظروف غامضة بمدينة السويداء، حيث أُسعف إلى المشفى الوطني وكانت حالته شبه مستقرة، وقال إن إصابته ناجمة عن خلاف مع أشخاص مجهولين.
وسجّلت السويداء 24 ظروف الانتهاكات بحق المدنيين الثلاثة، وبينهم طفل واحد. كانت الجهات الأمنية مسؤولة عن اعتقال شخصين خلال الشهر الماضي، دون إطلاق سراحهما حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.
فيما كانت عصابات منظمة مسؤولة عن اختطاف الطفل، الذي تم إطلاق سراحه بعد يومين من اختطافه، نتيجة ضغوط أهلية على الجهة الخاطفة التي كانت تحاول الحصول على فدية مالية.
كانت أولى الانتهاكات التي وثقتها السويداء 24 يوم الثلاثاء 9/7/2024، عندما اعتقلت السلطات اللبنانية المواطن مرهف رضا الحناني من أهالي السويداء، بسبب إقامته غير الشرعية في لبنان، ثم قامت بتسليمه للأجهزة الأمنية السورية، التي اعتقلته بتهمة التخلف عن الخدمة العسكرية. وما يزال مصير الحناني مجهولاً حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، حيث رفضت السلطات الأمنية إطلاق سراحه رغم ضغوط فصائل محلية احتجزت ضباطاً وعناصر من الأجهزة الأمنية للإفراج عنه.
وفي يوم الأربعاء 10/7/2024، اعتقلت الأجهزة الأمنية الشاب سلمان حسين الشاعر من أهالي قرية بوسان في ريف السويداء الشرقي، أثناء محاولته السفر إلى لبنان بطريقة غير شرعية. والشاعر مطلوب للأجهزة الأمنية بتهمة التخلف عن الخدمة الإلزامية، ورغم محاولات عائلته للإفراج عنه من خلال احتجاز ضباط وعناصر من الأجهزة الأمنية، إلّا أن الأخيرة لم تطلق سراحه وقامت بتحويله إلى الخدمة العسكرية أواخر شهر تموز.
وكانت آخر الانتهاكات التي وثقتها السويداء 24، يوم الاثنين 22/7/2024، حيث اختطفت عصابة مسلحة الطفل قصي جمعة الرمثان من أهالي قرية الشعاب في ريف السويداء الشرقي، خلال تواجده مع شخص آخر وعملهما في رعاية المواشي في محيط قرية طليلين بالريف الشرقي للسويداء. وبعد يومين من اختطافه، تمكنت عائلته من تحريره حيث تبين أنه كان محتجزاً في قرية مسيكة بريف درعا الشرقي. وكانت الجهة الخاطفة متعاونة مع الراعي الذي كان مع الطفل، وغرضها من الخطف مادياً، لكن انكشاف أمر الراعي والعصابة، والضغوط الأهلية، ساهمت في إطلاق سراحه دون تحقيق غرض الخاطفين.