تقرير لـ "هيومن رايتس ووتش" يؤكد استخدام النظام الذخائر العنقوديّة بهجمات عشوائية في إدلب
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها، إنّ قوات نظام الأسد استخدمت ذخائر عنقوديّة محظورة على نطاقٍ واسع في هجومٍ قامت به على بلدة ترمانين شمالي إدلب، في 6 تشرين الأول الماضي، وأسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 12 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال.
وأوضحت المنظمة، أن الحملة العسكريّة لقوات النظام وروسيا على شمال غرب سورية والتي بدأت في 5 تشرين الأول، تسببت بمقتل أكثر من 70 شخصاً، منهم ثلاثة عمال إغاثة و14 امرأة و27 طفلاً، وإصابة 338 آخرين، إضافة إلى نزوح 120 ألف شخص، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيّة (أوتشا).
وقال نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش آدم كوغل: إن “استخدام قوّات النظام الذخائر العنقوديّة أثناء قصفها المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة يُثبت العشوائيّة المأساويّة لهذه الأسلحة وآثارها المدمّرة والمزمنة”، لافتاً إلى أنه في خضمّ هذا القصف المستمرّ من قبل قوات النظام وروسيا يقع أطفال إدلب مجدداً ضحيّة أعمال عسكريّة قاسية وغير قانونية.
وقالت الأمم المتحدة إنّ الهجمات، التي استخدمت أحيانا أسلحة حارقة، ألحقت أضرارا أيضا بالخدمات والبُنى التحتيّة الضروريّة، مثل المنشآت الصحيّة والمستشفيات و17 مدرسة. في 30 أكتوبر/تشرين الأول، أفاد "الدفاع المدني السوري"، أنّ الغارات الجوية والقصف المدفعي استمرّا في تدمير المناطق السكنيّة، والمدارس، والمنشآت الصحية في كل أنحاء المنطقة. في 24 أكتوبر/تشرين الأول، استهدفت غارة جوية مخيما للنازحين قرب قرية الحمامة في الريف الغربي لمحافظة إدلب، فقتلت خمسة أفراد من عائلة واحدة، بينهم امرأة حامل، وطفلين صغيرين، وجدّتهما البالغة من العمر 70 عاما.
وكان قال باولو بنييرو، رئيس "لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا" أمام "الجمعيّة العامة" في 24 أكتوبر/تشرين الأوّل: "نحن نشهد أكبر تصعيد للأعمال العدائيّة في سوريا منذ أربع سنوات. لكن مرّة أخرى، يبدو أنّ هناك تجاهلا تاما لحياة المدنيين في الأعمال الانتقامية التي تحصل في كثير من الأحيان".
وبينت المنظمة أن هذا التصعيد الأخير من قبل قوات النظام يأتي كانتقام على هجوم قاتل بطائرة مسيّرة استهدف "الأكاديمية الحربية" في حمص يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، زعمت وزارة الدفاع السورية في بيان لها أنّ "تنظيمات إرهابية مسلّحة"، دون تحديدها، هي المسؤولة، وتعهّدت بأنها "ستردّ بكلّ قوّة وحزم"، وحذرت من خطّطوا للهجوم ونفذوه من أنهم "سيدفعون ثمنه غاليا".
وقالت "هيومن رايتس ووتش"، إن استخدام قوات النظام الذخائر العنقوديّة أثناء قصفها المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة يُثبت العشوائيّة المأساويّة لهذه الأسلحة وآثارها المدمّرة والمزمنة. في خضمّ هذا القصف المستمرّ من قبل القوات السوريّة والروسيّة، يقع أطفال إدلب مجددا ضحيّة أعمال عسكريّة قاسية وغير قانونية.
وثقت هيومن رايتس ووتش منذ 2011 أيضا مئات الهجمات العشوائيّة التي شنتها القوات العسكريّة السورية-الروسية على المدنيين والبنى التحتية المدنيّة الحيويّة، بما في ذلك في إدلب وغرب حلب.
وأشارت إلى أن شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة، يعيش فيه 4.5 مليون شخص، نزح نصفهم مرّة واحدة على الأقل منذ بداية النزاع. المدنيون في هذه المناطق محاصرون فعليا، ويفتقرون إلى الموارد اللازمة للانتقال، ولا يستطيعون العبور إلى تركيا، ويواجهون خطر الاضطهاد إذا حاولوا الانتقال إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة، وأغلبهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية حاجياتهم الأساسيّة.