(سامز والمنتدى السوري والخوذ البيضاء) تعلن تشكيل "تحالف عملياتي" لتحسين الظروف المعيشية شمال غربي سوريا
أعلنت كلاً من (الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز)، المنتدى السوري، الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء")، عن تشكيل تحالف عملياتي بهدف تنسيق الجهود وتضافرها للمساهمة في تحسين الظروف المعيشية للأهالي في شمال غربي سوريا من خلال تقديم أفضل خدمة تكاملية ضمن الاختصاصات المتعددة التي تعمل بها المؤسسات المذكورة.
وقال التحالف في بيان، إن الزلزال المدمر بتاريخ 6 شباط الماضي الذي ضرب مناطق واسعة في تركيا وسوريا فاقم الكارثة الإنسانية وتبعات الحرب التي عانى منها الشعب السوري على مدار اثني عشر عاماً من دمار في البنى التحتية وتهالك في القطاع الصحي والتعليمي وغياب مؤشرات الاستقرار والأمان وظروف المعيشة بالحد الأدنى، ليأتي الزلزال بظروف كارثية أيضاً تحد من قدرات الاستجابة الإنسانية وإجراءات التعافي، الأمر الذي إعلان تشكيل التحالف.
ويقوم التحالف على تنفيذ برنامج إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة، والمساهمة في إعادة تأهيل المرافق الحيوية لتقديم الخدمات الأساسية للمدنيين على مستوى الصحة والتعليم والخدمات المعيشية الأساسية، وفق خطة مبدئية ستعلن لاحقاً.
وأوضح أن تقارير تقييم الاحتياجات الانسانية لمناطق شمال غربي سوريا قبل و بعد الزلزال تشير بشكل كبير إلى فقر البنى التحتية في مناطق واسعة من المنطقة خاصة تلك المكتظة بالمُهجرين داخلياً، و ندرة المشاريع الاقتصادية والتنموية التي تساعد المدنيين على الاستمرار ضمن ظروف الحياة الكريمة بالحد الأدنى.
وبين أن كارثة الزلزال المُدمر في بلد دمرته الحرب على المدنيين تُلح وبشكل عاجل إلى اتخاذ خطوات كبيرة في إعادة ترميم الوضع الانساني بشكل جوهري، مؤكدين وضع خطة تعافي إنسانية تساهم في تأهيل البنى التحتية والمرافق الحيوية والمراكز التعليمية والطبية في أكثر المناطق المتضررة جراء الزلزال المدمر وضمن إمكانياتنا الحالية، والتي من شأنها المساهمة في عودة الحياة الطبيعية للسكان في المناطق المنكوبة.
وأضاف: "نظراً لكون المؤسسات السورية المذكورة أعلاه هي من المؤسسات الوطنية التي لها بصمة كبيرة في تضميد جراح الشعب السوري، خلال أكثر من عشر سنوات من العمل الإنساني والتنموي، بشكل مستمر عبر الاستجابة لنداءات الاستغاثة العاجلة والفورية في ظروف إنسانية متعددة لم يكن آخرها الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا حيث كانت كوادرها الإدارية والميدانية في الصفوف الأولى للاستجابة لأهلنا المتضررين، ستقوم هذه المؤسسات بكل ما أوتيت من موارد بدعم عمليات التعافي وإعادة التأهيل ضمن مناطق عملها".
من جهة أخرى، لن يكون هذا البرنامج هو التدخل الوحيد الذي سينفذه التحالف، بل سيعقبه تدخلات مستقبلية في كامل شمال غربي سوريا، حيث ستعمل المنظمات الثلاث على تسخير كافة إمكاناتها وطاقاتها للانتقال بالمنطقة إلى مستوى أكثر تقدماً يضمن تحسين حياة أهلنا وتعزيز صمودهم، والتمهيد لخطوات ذات آثار بعيدة المدى على مستوى شمال غربي سوريا.
وشجعت المنظمات، كافة الشركاء السوريون للمضي في خطى مشابهة، سواء من خلال الانضمام لهذا التحالف، أو من خلال تشكيل تحالفات جديدة تضمن مستوى أعلى من الكفاءة والفعالية في التخطيط والاستجابة لاحتياجات الأهالي في المناطق المتضررة والمنكوبة.
وأكد على ضرورة استمرار جميع المانحين والمجتمع الدولي بتقديم الدعم الإغاثي العاجل وطويل الأمد لمنطقة شمال غربي سوريا للمساهمة في ترميم البنى التحتية المتضررة والمشاريع الاقتصادية المحلية وترميم المراكز الصحية الأولية والثانوية والمدارس، و نبدي استعدادنا للتعاون في جميع مشاريع التعافي على المدى القريب والمتوسط التي طرحت في مؤتمر بروكسل الأخير لدعم صمود السكان في المناطق المتضررة ما بعد الزلزال.
وأشار إلى أننا اليوم أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة، تفرض على جميع منظمات المجتمع المدني السورية التعاون والتنسيق لتوفير حقوق السكان المتضررين بالحصول الآمن على حقوقهم في معيشة كريمة وسكن أمن وضمان تلقيهم للخدمات الصحية والطبية الأساسية، وهذا ما نسعى له في المنتدى السوري والخوذ البيضاء والجمعية الطبية السورية الأمريكية.