
متناسياً فاشية نظامه.. "المقداد": إسرائيل ارتكبت كل الجرائم التي ارتكبتها الفاشية في الحرب العالمية الثانية
قال وزير خارجية نظام الأسد "فيصل المقداد"، إن إسرائيل ارتكبت كل الجرائم التي ارتكبتها الفاشية في الحرب العالمية الثانية، وأن الوقت لن يطول أمام من دعموا إسرائيل عبر تقديمهم "وعد بلفور"، في وقت لم يتطرق المقدام لجرائم نظامه وفاشيته بحق الشعب السوري طيلة عقد من الزمن.
وقال "المقداد" في تدوينة عبر موقع "إكس"، إن "الوقت لن يطول أمام من دعموا إسرائيل بوعد بلفور، أو التصويت في الأمم المتحدة للاعتراف بهذا الكيان، حتى يندموا على ما اقترفوه من جريمة بحق بلدانهم والإنسانية جمعاء".
وأضاف: "خلال الأسبوعين الأخيرين قتلت إسرائيل 3000 طفل، ودمّرت نحو نصف منازل قطاع غزة، وقطعت عن أهالي القطاع المياه والأدوية والكهرباء والاتصالات والإنترنت، للتعتيم على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها بحقهم أو التي سترتكبها لاحقا".
وقال أيضاً: "بدلا من حماية مصالح الدول الغربية الاستعمارية في هذه المنطقة، أصبحت إسرائيل عبئاً أخلاقيا وعسكريا وسياسيا وماليا واقتصاديا وإنسانيا على هذه الدول"، واعتبر أن ما هو مطلوب من الجهاز الإداري للأمم المتحدة "الذي لمّع صورة إسرائيل لزمن طويل"، أن يدافع الآن عن مصداقية الأمين العام للمنظمة الدولية، "ردا على الإهانة التي وجهها له متسول صهيوني بصفة سفير يمثل حكومة فاشية".
واختتم متسائلا: "ما هي الجرائم التي ارتكبتها الفاشية في الحرب العالمية الثانية ولم ترتكبها إسرائيل؟"، متجاهلاً "المقداد" كل القرارات التي أصدرتها المؤسسات الدولية التي تطالب نظام الأسد بوقف القتل والمجازر والتي تدينه بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والتي ضرب بها عرض الحائط.
وسبق أن نددت خارجية نظام الأسد، بـ"العدوان المتواصل على المدنيين الأبرياء"، معتبرة أن "الفاشية الإسرائيلية هي من تسعى لتوسيع رقعة الحرب لتحقيق أحلام إسرائيل الكبرى"، في وقت أغفلت تلك الخارجية في بيانها الحديث عن المجازر الدماء التي تراق بقصف الأسد وروسيا في بقعة أرض سورية في شمالها الغربي.
وجاء في بيان للخارجية السورية: "إن العدوان الجديد يظهر أن من يسعى لتوسيع رقعة الحرب التي ما زالت تستهدف المدنيين الأبرياء هي الفاشية الإسرائيلية التي لا هدف لها إلا فرض ما تسميه "إسرائيل الكبرى" والقضاء على أي جهد دولي لوضع حد للاحتلال الصهيوني للأراضي العربية المحتلة".
تتشابه المجازر ولو اختلف المجرمون، من إدلب شمال سوريا، إلى غزة القابعة في قلب كل حر في هذا العالم المتخاذل أمام دماء الأطفال والنساء والشيوخ التي تسفك على مرآى العالم أجمع، دون حراك، في وقت تفتضح تلك المجازر في كل المنطقتين زيف "محور الممانعة" الذي يقتل هنا في إدلب ويزعم تعاطفه مع الضحايا هناك في غزة.
يأتي حديث الأسد في وقت تتشابه صور الأطفال وجثث الضحايا وأشلائهم، بين إدلب التي تتعرض لحملة قصف ممنهجة من قبل نظامه وحلفائه روسيا وإيران، سجل مؤخراً ارتكاب العديد من المجازر بحق الأطفال والنساء، في المقابل غزة عروس فلسطين التي تزف يومياً مئات الشهداء من الأطفال بالقصف الإسرائيلي المتواصل.
ولعل الفارق في المشهدين الدمويين، أنه في غزة هناك عدو متأصل للشعب الفلسطيني والعرب بشكل عام منذ عشرات السنين ولايخفي عداوته ويجاهر بها، لكن في سوريا العدو للشعب السوري هو نظام يدعى نصرة المظلومين والمقاومة والممانعة ويزعم تبني القضية الفلسطينية وحقوق الشعوب، في وقت يقتل وينكل بشعبه وباللاجئين الفلسطينيين أيضاً.
هذه الجرائم على مرآى ومسمع العالم أجمع، الذي يتحمل مسؤولية الدماء التي تسيل في كل بقعة من العالم، بسبب تخاذله عن نصرة المظلومين، وتطبيق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان، وتطبيق العقوبات على من يمارسها، لكن القوى الدولية الكبرى هي نفسها من تدعم هذه الجرائم سواء في سوريا أو فلسطين.
وفي مفارقة عجيبة وعُهر إعلامي، يضعك الموقف الذي يتخذه نظام الأسد من جرام الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، في موقع الذهول والاستغراب، فكيف لمجرم حرب قتل ونكل بشعبه ولايزال يمارس كل أصناف الموت بحقهم، أن يتعاطف من أهالي غزة ضد إجرام شبيه بإجرامه، فـ "إسرائيل والأسد" وجهان لمجرم واحد، لم يشبع من دماء الأبرياء.
منذ سنوات ونظام الأسد، يحاول أن يُقنع مواليه، أنه في خندق واحد مع حلف "المقاومة والممانعة" المزعوم، ويضع نفسه في موضع المدافع عن القدس، وهو الذي باع الجولان السوري لإسرائيل، وترك القضية الفلسطينية خلف ظهره، ليدير مدافعه وراجماته لصدر الشعب السوري الأعزل، فيقتل ويُدمر ويُهجِّر ويَرتكب أبشع الجرائم بحقهم.
ولم يتردد الأسد يوماً في استهداف الشعب السوري، في مدنه وبلداته، بكل أصناف القذائف والمدافع وصواريخ الطائرات، ولم يتردد في استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، فيقتل مئات الآلاف، ولايزال، بشراكة حلفائه في المقاومة "إيران وحزب الله والميليشيات الفلسطينية التي تزعم انتماءها لقضية فلسطين في سوريا"، ثم ليخرج اليوم ويعلن إدانته لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.