ماذا نفهم من تصريحات أردوغان وما هو مصير العملية العسكرية التركية؟
أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجديدة جدلا واسعا بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال أن بوتين ينتهج مقاربة عادلة مع تركيا بشان محاربة الإرهاب، ما فهمه البعض تراجع أنقرة عن عملياتها العسكرية ضد ميلشيات قسد.
جاء ذلك في تصريحات صحفية قالها أردوغان على متن الطائرة خلال عودته من سوتشي الروسية عقب لقائه نظيره فلاديمير بوتين، أمس الجمعة.
ولفت الرئيس التركي إلى أنه بحث مع نظيره الروسي الخطوات التي يمكن الإقدام عليها ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا، التي تهدد وحدة أراضي هذا البلد، وتشن هجمات على السوريين، وعلى القوات التركية والمواطنين الأتراك، وأنه تم الاتفاق على التعاون بهذا الخصوص.
وأجاب أردوغان على سؤال أحد الصحفيين عن العملية العسكرية التركية ضد ميلشيات قسد الإرهابية، وتحفظ روسيا عليها قال أن "بوتين يواصل انتهاج مقاربة عادلة تجاه تركيا بهذا الخصوص".
وأوضح أردوغان أن روسيا تقف مع تركيا دائما في مكافحة الإرهاب.
ولكن مع أثار حفيظة عدد من النشطاء السوريين هو تصريح أردوغان الذي قال فيه أن بوتين لمح أنه "في حال سلكت تركيا طريق التعاون مع النظام السوري لحل هذه المسائل (التنظيمات الإرهابية) فإن ذلك سيكون أكثر صوابا، طالما كان ممكنا".
وأكد أردوغان أن جهاز الاستخبارات التركي على تواصل مع المخابرات السورية حول هذا المسائل ويقصد بها مكافحة الإرهاب، وتابع "لكن المهم هو الوصول إلى نتيجة".
وأضاف :: "ونحن نقول (لروسيا) إن كانت التنظيمات الإرهابية لا تزال تصول وتجول هناك رغم قيام جهاز استخباراتنا بهذا العمل مع المخابرات السورية فيتعين عليكم دعمنا بهذا الخصوص. ولدينا تفاهم بهذا الشأن أيضا".
تصريحات أردوغان بخصوص تعاون مخابرات بلاده مع المخابرات السورية التابعة للنظام ليس جديد، بل أكده أكثر من مسؤول تركي كان آخرهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي قال أن أجهزة الاستخبارات التركي أجرت لقاءات على مستوى استخباراتي بين البلدين".
ويرى البعض أن العملية العسكرية التركية قد تم طيها تماماً، بعد قمة سوتشي، وذلك بات واضحا من تصريحات الجانبين الدبلوماسية بهذا الشأن، حيث لم تصدر تصريحات تنم عن اتفاق يسمح لتركيا بشن عمليتها العسكرية ضد ميليشيات قسد.
لم يظهر أردوغان رغبة واضحة في إعادة العلاقات مع النظام السوري او حتى البدء بذلك، على الرغم من محاولة طهران ورغبة موسكو بذلك، حيث صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في وقت سابق أن أنقرة مستعدة للتعاون مع بشار الأسد دون الإعتراف به.
وفي الحقيقة إن اعادت تركيا علاقتها مع النظام السوري فإن ذلك سيكون له التأثير الكبير على شكل الخارطة السورية السياسية والعسكرية على حد سواء، ما يضع الأجسام الثورية بكل اشكالها أمام مسؤولياتها تجاه الثورة السورية، ولكن حسب مؤشرات عديدة وتصريحات سابقة للمسؤولين الأتراك، فإن عودة العلاقات بين أنقرة ودمشق لن تكون في القريب العاجل على أقل تقدير، وربما يكون لنتائج الإنتخابات التركية القادمة الكلمة الفصل في ذلك.