"حمـ ـاس" تُدين الضربات الأمريكية وتطالب واشنطن بمراجعة "سياساتها العدوانية"
أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان لها، الضربات الجوية الأمريكية على مواقع "الحرس الثوري وفيلق القدس" في سوريا والعراق، واعتبرته تصعيدا خطيراً وتعدّياً على سيادة البلدين العربيين، وتهديدا لأمنهما واستقرار المنطقة.
وقالت "حماس": "ندين بأشد العبارات العدوان الأمريكي على كل من العراق وسوريا، ونعتبره تصعيدا خطيرا، وتعديا على سيادة البلدين العربيين، وتهديدا لأمنهما واستقرار المنطقة، خدمة لأجندة الاحتلال التوسّعية والتغطية على جرائمه المروّعة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
وأضاف البيان: "تتحمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المسؤولية عن تبعات هذا العدوان الغاشم على كل من العراق وسوريا، والذي يصب الزيت على النار"، مؤكدة على أن "المنطقة لن تشهد استقرارا أو سلاما إلا بوقف العدوان الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد شعبنا في قطاع غزة، وإنهاء الاحتلال الصهيوني النازي لأراضينا الفلسطينية والعربية المحتلة".
وشدد "حماس" على ضرورة أن تراجعة واشنطن "سياساتها العدوانية، واحترامها لسيادة الدول ومصالح الشعوب العربية التي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يتعرض له شعبنا من جرائم إبادة تتم على مرأى ومسمع من العالم أجمع".
وكانت أصدرت وزارة الخارجية في حكومة نظام الأسد، اليوم السبت 3 شباط/ فبراير، بياناً علّقت خلاله على القصف الجوي الذي طال مواقع وأهداف إيرانية في سوريا، وذكرت أن القصف الأمريكي "يضاف إلى سجل انتهاكاتها بحق سيادة سوريا".
وحسب خارجية الأسد، فإنّ القصف الذي استهدف مواقع وأهداف للميليشيات الإيرانية "يصبّ في تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط على نحو خطير للغاية"، وربطت الوزارة بين الضربات الجوية وبين داعش واعتبرت أنها تهدف لإحياء نشاطه في المنطقة.
وقالت الوزارة في بيان لها، إنها "ترفض رفضاً قاطعاً كل الذرائع والأكاذيب التي روجت لها الإدارة الأمريكية لتبرير هذا الاعتداء"، وعبرت عن قلقها البالغ إزاء حالة الشلل التي يعاني منها مجلس الأمن الدولي، واستنكرت "الانتهاك الجديد للسيادة السورية".
وأعلنت وزارة الدفاع في حكومة نظام الأسد، عن قصف جوي تعرضت له عدد من المواقع والبلدات في المنطقة الشرقية من سوريا وبالقرب من الحدود السورية ــ العراقية، وأقرت بوجود خسائر بشرية ومادية.
وجاء البيان مماثلاً لرواية النظام السوري عبر وزارة الخارجية من حيث ربط الهجمات الأمريكية بحجة دعم تنظيم داعش، لإعادة إحيائه ذراعاً ميدانياً لها، و"ليس له مبرر سوى محاولة إضعاف قدرة جيش النظام وحلفائه في مجال محاربة الإرهاب"، حسب تعبيرها.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي شن ضربات على 7 منشآت تضمنت أكثر من 85 هدفا في العراق و سوريا، وقال البيت الأبيض إن الأهداف اختيرت لتجنب ضحايا مدنيين و بناء على أدلة دامغة تثبت علاقتها بهجوم الأردن والرد الأميركي بدأ الليلة ولن ينتهي الليلة.
هذا وقدر "البيت الأبيض" أن الضربات الجوية استغرقت نحو 30 دقيقة، في حين قالت ميليشيات الحرس الثوري الإيراني إنه لا يوجد أي إيراني بين القتلى في الهجمات في سوريا و العراق، وتوعّدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" الميليشيات الإيرانية في سورية والعراق بمزيد من الضربات، وذلك بعد الغارات التي نفذتها الليلة الماضية.
ويعتبر الموقف من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، موضع جدل واسع في أوساط أبناء الحراك الثوري من نشطاء وفعاليات ثورية وكتاب ومفكرين وباحثين، جراء العلاقة الوثيقة بين الحركة وقتلة الشعب السوري ممن يطلق عليه اسم "محور المقاومة" الممثل بـ "حزب الله وإيران ونظام الأسد"، إذ يعتبر هذا الموقف تأييد لمن قتل الشعب السوري طيلة عقد وأكثر، رغم أن موقف أبناء الثورة السورية داعم بالمطلق للشعب الفلسطيني ومقاومته في وجه قوى الاحتلال.