غارات تركية مركزة ضد ميليشيا "قسد" والأخيرة تهدد بـ "الانتقام" وتلوح بورقة "داعـ ـش"
كثفت الطائرات الحربية والمسيرات التركية، من استهداف مواقع ميليشيات "قسد"، في مناطق بشمال وشرق سوريا، وأعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم السبت عن تحييد 14 إرهابيا من الميليشيات الانفصالية، التي صعدت من لهجتها الإعلامية عبر معرفاتها الرسمية.
وقالت الدفاع التركية إنها قصفت مواقع الإرهابيين في مناطق عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" طوال الليلة الماضية، كما نشرت الدفاع التركية مشاهد من عملية استهداف مواقع الإرهابيين وأكدت أنها ستواصل تدمير أوكارهم.
ونقلت وكالة أنباء "هاوار"، عن القيادي في ميليشيات "قسد"، حيدر صالح، قوله إن قسد تؤكد على الانتقام على خلفية الهجمات التركية، واعتبر أن تركيا شنت هذه الهجمات بهدف تصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج، واعتبر أن "قسد"، "تردّ على هذه الهجمات في الوقت والمكان المناسبين"، وفق تعبيره.
وقدرت "قسد"، حسب بيان رسمي أن الطيران الحربي التركي قصف مناطق شمال وشرق سوريا، 7 مرات، والمسير 14 مرة، وذكرت أن القواعد التركية قصفت مواقع تابعة لها ضمن مناطق شمال وشرق سوريا 74 مرة بالأسلحة الثقيلة، وغيرها من الاستهدافات المركزة ضد ميليشيات "قسد".
ونعت "قسد"، عبر بيان رسمي 6 عناصر من ما يسمى بـ"جهاز قوى الأمن الداخلي"، "الاسايش"، بقصف تركي على قرية تل حبش التابعة لناحية عامودا في الخامس من تشرين الأول الجاري، وسط معلومات عن سقوط المزيد من القتلى والجرحى بصفوف "قسد"، مع توسع رقعة الاستهدافات التركية.
فيما نقل إعلام "قسد"، الرسمي عن مسؤولون عن مراكز التأهيل والمخيمات التي تؤوي أسر داعش من "خطر كبير" يداهم هذه المراكز وإنها قد تنفجر جراء الهجمات التركية المستمرة، ما اعتبر تلويح متكرر بورقة "داعش".
واتهم الرئيس المشترك لمكتب شؤون العدل والإصلاح، لدى "قسد"، خالد رمو، تركيا بالسعي إلى إنقاذ عائلات داعش في مخيّمي "روج والهول" و"لم شمل تلك العوائل مع أمرائهم الموجودين داخل ما وصفها بـ"المناطق المحتلة" سواء في تل أبيض أو رأس العين، علما أن المنطقة المذكورة لا تضم تواجد لداعش وهي تحت سيطرة الجيش الوطني السوري.
وادعى "رمو"، بأن تركيا تقوم بإعادة بناء دولة تنظيم داعش بالمنطقة من جديد وإنعاشهم وتهديدهم للمجتمع الدولي"، وفق زعمه، واعتبر أن جميع الاحتمالات واردة، ومن الممكن أن يحصل انفجار داخل هذه المراكز في حال استمر الوضع بهذا الشكل"، وذكر أن "مراكز التأهيل تأثرت بالوضع الحالي".
وأعلن "المركز الإعلامي"، التابع لـ"قسد"، تنفذ عمليات ردّ واسعة ضد قواعد القوات التركية، مدعيا قتل وأصيب العديد من جنود الجيشين التركي والوطني السوري، وفي سياق متصل قالت ما يسمى بـ"قوات تحرير عفرين"، مقتل جندي تركي وإصابة اثنين آخرين قرب منطقة إعزاز شمالي حلب.
وذكرت استخبارات "قسد"، في بيان أن الهجمات التركية عبر الطائرات الحربية و الطائرات المسيرة وسلاح المدفعية والهاون مستمرة، واعتبرت "الإدارة الذاتية"، المظلة السياسية لميليشيات "قسد"، أن الهجوم التركي فاقم الوضع الإنساني والمعيشي وتدفع للهجرة والتدمير.
وقالت صحيفة "يني شفق" التركية، إن سلاح الجو التركي نفذ أكبر عملية جوية في شمال سوريا، استهدفت مواقع لحزب العمال الكردستاني، وقوات سوريا الديمقراطية، لافتة إلى أن 30 طائرة مقاتلة شاركت في هذه الغارات الضخمة.
وبينت الصحيفة أن العملية الجوية انطلقت مساء الخميس، ونفذت على عمق 40-50 كيلومترا، وتم تنفيذ الهجمات على قواعد "قسد" وآبار النفط التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني ومستودعات الوقود ومواد التشحيم في مناطق تل رفعت والجزيرة وديريك.
من جانبه نفى مركز مكافحة التضليل التابع لدائرة الاتصال بالرئاسة التركية، صحة الأنباء التي أفادت بأن الطائرات المسيرة التركية قصفت مستشفى بمنطقة المالكية في شمال شرق سوريا.
وأكد الجيش التركي يتخذ "الاحتياطات كافة لمنع تعرض المدنيين الأبرياء والعناصر الصديقة والأصول التاريخية والثقافية والبيئية للأذى"، خلال العمليات الجوية ضد عناصر ميليشيات "حزب العمال الكردستاني" وما يسمى بـ"وحدات حماية الشعب" في سوريا.
ونوه إلى أنه يجري إذكاء حملة تشويه عبر الادعاء بأن المعسكرات الإرهابية التي تم ضربها هي مستشفيات ومناطق مدنية" ودعا مركز مكافحة التضليل إلى "عدم إيلاء أي اعتبار لتضليل هذه التنظيمات التي تصنفها تركيا كمنظمات إرهابية"، في إشارة إلى "العمال الكردستاني".
ويذكر أن "الإدارة الذاتية"، الذراع المدني لـ"قسد"، استنفرت وسائل إعلامها لتغطية الضربات الجوية التركية، ليضاف إلى حالة التخبط التي تعيشها "قسد"، في ظل تصاعد وتيرة الاستهداف التي تطال تحركات ومواقع "قسد"، وجاء هذا التصعيد بعد تبين أن منفذي الهجوم الانتحاري الذي استهدف مبنى المديرية العامة للأمن التابعة في أنقرة، وتبناه "حزب العمال الكردستاني pkk"، جاءا من سوريا.