صورة طيران أجنحة الشام
صورة طيران أجنحة الشام
● أخبار سورية ٢٧ يناير ٢٠٢٤

"أجنحة الشام" المشمولة بالعقوبات الغربية تُشارك بمعرض دولي في العاصمة الإسبانية مدريد 

أثار مشاركة الشركة السورية للطيران "أجنحة الشام" المشمولة بالعقوبات الغربية، في معرض (فيتور 2024 السياحي الدولي)، الذي انطلق في العاصمة الإسبانية مدريد الأربعاء الماضي، وتنتهي أعماله يوم غدٍ الأحد، انتقاداً من حقوقيين وفعاليات مدنية، كون ذلك جاء بعد أيام قليلة من إدراجها على لائحة عقوبات الاتحاد الأوروبي، بسبب نقلها المرتزقة والمخدرات لدعم نظام الأسد في سوريا.

ونقل موقع "العربي الجديد" عن المحامي "عبد الناصر حوشان"، عضو نقابة المحامين الأحرار في سورية، قوله إن "العقوبات الأوروبية محددة بمنع دخول البلاد الأوروبية ومنع الفيزا وتجميد الأموال، وتطاول أشخاصاً محدّدين بالإضافة إلى شركات وكيانات، وبالتالي العقوبات تكون شخصيّة مما يّمكّن أصحاب هذه الشركات من ممارسة نشاطاتهم إما بأسماء مستعارة أو عن طريق شركات وسيطة غير مدرجة على قوائم العقوبات".

ولفت حوشان، إلى أن "منظومة العقوبات الأوروبية والأميركية لا تندرج تحت العقوبات الجنائيّة وإنما هي عقوبات أقرب إلى الإجراءات التأديبيّة التي يمكن لشركات المحاماة الأوروبيّة المتعاملة مع الأشخاص والشركات المعاقبة تمكينها من الإفلات من بعض القيود"، وأضاف أن "مشاركة شركة أجنحة الشام في معرض في أسبانيا يأتي في هذا السياق".

وكان أدرج الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين 22 كانون الثاني، ستة أفراد وخمسة كيانات في سوريا، ضمن قائمة عقوباته المفروضة على نظام الأسد، لافتاً إلى أن سوريا لا تزال تشكل أولوية قصوى بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الذي لا يزال يشعر بقلق عميق إزاء الوضع في سوريا.

ووفق بيان "الاتحاد الأوربي"، فإن القائمة الجديدة تشمل "يسار حسين إبراهيم" الذي يشغل منصب مستشار اقتصادي لدى بشار الأسد، إضافة إلى "ثلاثة من رجال الأعمال البارزين الذين يدعمون النظام ويستفيدون منه"، هم بلال النعال وفهد درويش ومحمد الدج، واثنين مرتبطين بعائلة الأسد، هما فراس الأخرس، شقيق أسماء الأسد، وابن خالتها مهند الدباغ.

وطالت العقوبات أيضاً، "مجموعة الدج، ومؤسسة الطير الحر للسياحة والسفر، وشركات أجنحة الشام وإيلوما للاستثمارات الخاصة والعقيلة"، في وقت أكد الاتحاد الأوروبي، أن "بعض هذه الكيانات متورط في نقل المرتزقة السوريين أو تجارة الأسلحة أو تهريب المخدرات أو غسل الأموال، مما يدعم أنشطة النظام السوري".

وسبق أن كشفت صحيفة "بادشه" الألمانية، عن تورط شركة طيران "أجنحة الشام" المقربة من نظام الأسد والخاضعة للعقوبات الأمريكية، بعمليات تهريب البشر عبر قوارب الموت إلى أوروبا، لافتة إلى أنها نقلت 300 مهاجر من باكستان إلى ليبيا، قبل أن يغرقوا في "مركب الموت" مؤخراً قبالة سواحل اليونان.

وبينت الصحيفة، أن كل باكستاني دفع 10 آلاف دولار لشبكات التهريب لقاء وصوله إلى أوروبا، مشيرة إلى أن 1500 دولار من الأجور ذهبت إلى عائلة الأسد الحاكمة، أي 450 ألف دولار لقاء نقل هؤلاء الضحايا عبر "أجنحة الشام".

ولفتت الصحيفة إلى أن "أجنحة الشام" بدأت رحلاتها بين دمشق وكراتشي قبل أكثر من عام، وباتت تسير رحلتين أسبوعياً من العاصمة الباكستانية إلى بنغازي مروراً بدمشق، وكانت نفت "أجنحة الشام"، الاتهامات التي تحدثت عن مشاركتها في نقل مهاجرين إلى ليبيا، حيث يتم تهريبهم منها إلى أوروبا.

في السياق، قال النائب المالطي في البرلمان الأوروبي سايروس إنجرر، إن أعضاء البرلمان أطلقوا مبادرة لحظر ومعاقبة "أجنحة الشام" التي ثبت تورطها بشكل مباشر مع شبكات تهريب البشر الإجرامية.

وكانت نفت شركة طيران "أجنحة الشام"، الاتهامات التي تحدثت عن مشاركتها في نقل مهاجرين من بنغلاديش إلى الاتحاد الأوروبي عبر ليبيا، واعتبرت أن هذه الاتهامات تأتي في إطار مواصلة فرض العقوبات عليها.

وقالت في بيان لها إن "أجنحة الشام للطيران أساسا لا تشغل رحلات بين بنغلادش ودمشق"، مؤكدة أن "الجنسيات البنغلادشية يمنع دخولها إلى سوريا أيضاً"، واعتبرت أن "المزاعم تؤكد حرص بعض دول أوروبا على إبقاء العقوبات على الشركة وهي شركة وطنية خاصة".

وذكر البيان أن "أجنحة الشام للطيران تسير رحلات من دمشق إلى بنغازي أسوة بأي رحلات أخرى تشغلها الشركة، مثل موسكو ويرفان والشارقة وأبو ظبي ومسقط والكويت وبغداد وبيروت، وجميع من يتم نقلهم هم مسافرين سوريين يحملون إقامات في ليبيا أو فيزا نظامية.

وأضافت، علماً أن هناك جالية سورية كبيرة في ليبيا معظمهم يعمل بالتجارة والصناعة وأعمال البناء وغيرها"، وحسب البيان فإن "الشركة سبق وقدمت وثائق رسمية لمنظمة الأمم المتحدة عن تشغيل رحلات تجارية وشحن مساعدات طبية وغذائية وشحن لصالح المنظمة إلى بنغازي فكيف بالشركة تقوم بمخالفة قوانين وهي تعمل لصالح منظمات دولية".

ومطلع شهر نيسان/ أبريل الحالي، كشفت صحيفة "مالطا توداي" المالطية الناطقة بالإنجليزية، عن معلومات استخباراتية تؤكد أن شبكات تهريب تستخدم رحلات طيران مستأجرة تديرها شركة "أجنحة الشام" السورية بين دمشق وبنغازي، لتهريب الأشخاص من بنغلاديش وسوريا إلى ليبيا، ليتم إرسالهم في قوارب إلى أوروبا عبر البحر.

وقالت الصحيفة، إن هذه الجماعات تتقاضى "1500 يورو لكل مهاجر مقابل النقل بين دمشق وبنغازي، باستخدام الرحلات الجوية التي تديرها أجنحة الشام"، فضلاً عن "رسوم إدارية" بقيمة 500 يورو، وهي على الأرجح الأموال التي تجنيها "المنظمات الإجرامية" من كل شخص.

وسبق أن كشفت صحيفة "بيلد" الألمانية في تقرير لها، عن أن شركة طيران "أجنحة الشام" المقربة من نظام الأسد والخاضعة للعقوبات الأمريكية، قدمت "خدمة عظيمة" لرئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، من خلال نقل آلاف المواطنين من عدة دول شرق أوسطية إلى بيلاروسيا.

وتتولى شركة "أجنحة الشام" نقل غالبية المقاتلين إلى ليبيا، إلى جانب شركات طائرات عسكرية روسية، وتهبط الرحلات في مطار "بنينا" ببنغازي، وكذلك في قاعدة "الجفرة"، ومطار "بني وليد"، وقاعدة "الخادم" شرق بنغازي.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أدرج شركة الطيران السورية "أجنحة الشام" في "القائمة السوداء" بين كانون الأول 2021 وتموز 2022 لدورها في طريق الهجرة عبر بيلاروسيا إلى حدود بولندا وليتوانيا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ