الهجري يدعو إلى شراكة وطنية ويرفض تكرار ممارسات الاستبداد في سوريا الجديدة
الهجري يدعو إلى شراكة وطنية ويرفض تكرار ممارسات الاستبداد في سوريا الجديدة
● أخبار سورية ١٨ فبراير ٢٠٢٥

الهجري يدعو إلى شراكة وطنية ويرفض تكرار ممارسات الاستبداد في سوريا الجديدة

عبر الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، عن رؤيته لمستقبل سوريا بعد سقوط نظام الأسد، مشددًا على ضرورة تجاوز أخطاء الماضي، ورفض أي نهج جديد قد يعيد ممارسات الإقصاء والاستبداد تحت مسميات مختلفة.

كما أكد على أهمية بناء دولة حديثة قائمة على القانون والعدالة، بعيدًا عن المصالح الفئوية أو العرقية، داعيًا إلى شراكة وطنية حقيقية تشمل جميع المكونات السورية.

رفض الإقصاء والتهميش

في بيانه الصادر يوم 15 شباط 2025، والذي تلاه يوم أمس فقط 17 شباط 2025، شدد الهجري على أن المرحلة الحالية تتطلب تكاتف جميع السوريين، مؤكدًا أن أي عملية انتقالية يجب أن تكون جامعة دون إقصاء أي مكون، مشيرًا إلى أن الحوار والعمل السياسي يجب أن يكون بعيدًا عن أي تبعية داخلية أو خارجية.

كما شدد على أهمية التوصل إلى حكومة انتقالية تمثل جميع أطياف الشعب السوري، بمشاركة دولية تضمن سير العملية السياسية بشكل عادل ومتوازن.

ورفض الهجري إعادة إنتاج سياسة “الولاء مقابل الغذاء”، مؤكدًا أن الولاء لا يكون إلا لله وللوطن، وأن الشعب السوري لن يقبل بالخروج من نظام أمني استبدادي ليجد نفسه في قبضة سلطة جديدة تتبنى نهجًا مشابهًا بأساليب أخرى.

كما أكد على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، مشددًا على رفض أي مشاريع انفصالية أو ولاءات خارجية.

موقف السويداء من المرحلة المقبلة

أكد الشيخ الهجري أن أبناء محافظة السويداء جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري، وأنهم لن يسمحوا بأن يُنظر إليهم ككيان منفصل أو أن يُستغلوا لتحقيق أجندات خاصة.

ودعا أبناء العشائر السورية إلى تعزيز أواصر الأخوة والتعاون، مشددًا على أن جميع المكونات السورية تشكل وحدة واحدة لا تقبل التجزئة.

وأشار إلى أن العلاقة مع الحكومة السورية المؤقتة هي علاقة شراكة وتواصل، وليست تبعية، مشددًا على ضرورة أن تلتزم هذه الحكومة بمسؤولياتها في إدارة البلاد تحت مظلة القوانين المحلية والدولية، وألا تتجاهل حقوق أي طرف أو تستأثر بالسلطة والقرار.

التعامل مع الفصائل المسلحة وهيكلة الدولة

وجه الشيخ الهجري رسالة إلى الفصائل المسلحة، داعيًا إياها إلى ضبط السلاح ضمن إطاره الشرعي، وعدم التدخل في الحياة المدنية أو استغلال الخلافات الشخصية. كما أكد على أهمية عدم استخدام السلاح كوسيلة تهديد، مشيرًا إلى أن السيادة يجب أن تكون للقانون والأخلاق والأعراف الوطنية، وليس لمن يحمل السلاح.

وأكد أن أبناء السويداء الذين حملوا السلاح دفاعًا عن مناطقهم سينضمون لاحقًا إلى الجيش النظامي تحت سلطة الدولة، في حال استقرار المؤسسات وإعادة بناء الهيكلية الأمنية.

موقف السويداء في ظل المرحلة الانتقالية

منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024، ظلت السويداء تترقب التطورات السياسية بحذر، حيث أبدى بعض أبنائها دعمًا لعملية التغيير، بينما عبر آخرون عن قلقهم من المستقبل، خاصة في ظل الغموض الذي يكتنف شكل الدولة الجديدة.

كما أن مخاوف بعض أبناء الطائفة الدرزية تتعلق بالضمانات المستقبلية لحفظ حقوق الأقليات، وسط حالة من القلق من إمكانية تهميشهم في النظام الجديد.

إلى جانب ذلك، يبرز الموقف غير الواضح للسويداء تجاه مؤتمر الحوار الوطني السوري، حيث لم تحدد المحافظة موقفًا نهائيًا منه بعد، في ظل استمرار المشاورات الداخلية حول آليات المشاركة والمطالب التي يجب ضمانها في أي تسوية سياسية قادمة.

ويأتي بيان الهجري في هذا السياق، ليؤكد على أهمية بناء جسور الثقة بين أبناء الوطن، وتجنب أخطاء الماضي التي أدت إلى الفساد والاستبداد والانقسامات، داعيًا إلى دولة مدنية تحترم حقوق الإنسان وتصون استقلالية مؤسساتها، لضمان مستقبل مستقر وعادل لجميع السوريين.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ