بهدف إفشاله .... تلويح روسي بالفيتو ضد مشروع فرنسي بشأن حلب
لوّحت روسيا أمس الجمعة باستخدام حق النقض (الفيتو) لإجهاض مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في حلب وفرض حظر للطيران في المدينة، بعد ساعات من مطالبة وزير الخارجية الأميركي جون كيري "بتحقيق ملائم بشأن جرائم حرب" يرتكبها انظام الأسد وحليفته روسيا في حلب.
وقال سفير روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين للصحفيين إن مشروع القرار الفرنسي قد تم وضعه على عجل، وأوضح تشوركين عقب جلسة مجلس الأمن الجمعة أن "هذا المشروع لا يهدف لتحقيق تقدم والخروج من الواقع الراهن ومساعدة المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا، ولكن الهدف منه هو التسبب في فيتو روسي"، مشيرا إلى أنه حاول تفسير أنه لم يسبق أن طلب عضو في المجلس من عضو آخر دائم العضوية الحد من نشاطاته، حسبما ذكرت الجزيرة نت.
وأكد المندوب الروسي أنه لن يقول ماذا سيفعل، ولكنه لا يرى كيف يمكنه أن يسمح بتمرير هذا المشروع.
وفي وقت سابق نقلت وكالة الإعلام الروسية عن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن مشروع القرار الفرنسي في الأمم المتحدة بشأن سوريا يحوي عددا من النقاط غير المقبولة، وأنه يسيس قضية المساعدات الإنسانية.
وكان الأعضاء الخمسة الدائمو العضوية في مجلس الأمن -الذين يتمتعون بحق النقض (الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين)- اجتمعوا الجمعة لمناقشة هذا الاقتراح، ويدعو نص الاقتراح الفرنسي لوقف إطلاق النار إلى إيصال المساعدة الإنسانية للسكان المحاصرين في الأحياء التي يسيطر عليها الثوار في حلب، وإلى وقف تحليق الطائرات العسكرية فوق المدينة.
كما يهدد مشروع القرار الفرنسي باتخاذ "مبادرات أخرى" إذا لم يُحترم، لكنه لا يتحدث عن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة وفرض عقوبات، وقال مراسل الجزيرة رائد فقيه من نيويورك إن مواقف الدول الغربية في مجلس الأمن، قد ركزت إجمالا على نقاش المبادرة الفرنسية التي وزعتها فرنسا على أعضاء مجلس الأمن قبل أسبوع.
وبيّن المراسل أن الدول الغربية الرئيسية في مجلس الأمن لم تنخرط في نقاش الأفكار أو مبادرة دي ميستورا حول انسحاب مقاتلي جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) من المدينة مقابل وقف الغارات الجوية، مشيرا إلى أن السفير الروسي في مجلس الأمن هو الوحيد الذي تطرق لهذه المسألة.
وذكر فقيه أن تشوركين طالب دي ميستورا بتعديل أفكاره وإضافة بعض المقترحات إليها، كدخول قوة "شرفية" من قوات الأسد إلى مدينة حلب لتتولى إدارة المدينة بالمشاركة مع بعض فصائل الثوار، ونقل مراسل الجزيرة عن بعض المصادر قولها إن المبعوث الأممي إلى سوريا رد بأنه لن يتراجع عن مقترحاته، لافتا إلى وجود نوع من الحدة بين دي ميستورا وتشوركين.
وقبل الجلسة دعت فرنسا وبريطانيا إلى وقف قصف مدينة حلب المحاصرة من قبل الطيران الروسي والأسدي، وقال السفير الفرنسي فرانسوا ديلاتر للصحفيين قبل دخوله قاعة المجلس لبدء الجلسة المغلقة إن "الأولوية هي لوقف حمام الدم في حلب".
من جهته قال السفير البريطاني ماثيو راكروفت إن "الأمر الأهم هنا هو أن حملة الضربات الجوية المشينة على شرق حلب يجب أن تتوقف"، وبموازاة ذلك طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري "بتحقيق ملائم بشأن جرائم حرب" يرتكبها الأسد وحليفته روسيا في مدينة حلب.
وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي جان مارك أيرولت في العاصمة واشنطن إن نظام الأسد قصف مجددا الليلة الماضية مستشفى في حلب، مما أسفر عن استشهاد شخصا وإصابة مئة آخرين، وأضاف أن على روسيا والأسد أن يقدما للعالم أكثر من تفسير لأسباب عدم وقفهما ضرب مستشفيات والبنى التحتية الطبية إلى جانب الأطفال والنساء.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي إن على الجميع بذل الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والهجمات الجوية على حلب، والبدء في إيصال المساعدات الإنسانية إليها، وأضاف أن حلب بمرور الوقت ستمحى وتدمر تماما بحلول نهاية هذه السنة.