إجراءات أمريكية ضاغطة تمنع وصول المال لميليشيا "حزب الله" بلبنان
سلط تقرير فرنسي الضوء على الضوابط الأميركية المفروضة على المصرف المركزي في لبنان لمنع التحويلات المصرفية الإيرانية إلى ميليشيا "حزب الله"، والتي انخفضت إلى النصف بفعل العقوبات الأميركية الأخيرة.
ووردت معلومات مفصلة في تقرير للصحافي الاستقصائي الفرنسي جورج مالبرونو نشر في صحيفة لوفيغارو الخميس، عن محاولة "حزب الله" التحايل على العقوبات الأميركية عبر مكاتب الصيرفة واعتماد أموال نقدية من مناصريه ومؤسسات تجارية تدعمه.
ولفت التقرير إلى أن إيران عمدت، بعدما خنقتها العقوبات الأميركية، إلى خفض تحويلاتها إلى الميليشيا الشيعية اللبنانية إلى النصف، وأشار إلى تخفيض رواتب عناصر حزب الله، كما أكد أن ممولي الحزب ما عادوا يخرجون من لبنان.
وفي هذا السياق، نقل التقرير عن دبلوماسي مطلع قوله "حتى حزب الله، الأكثر استفادة من علاقاته مع إيران، لحقت به تدابير التقشّف، لم يعد يتمتع بميزات كما كان من قبل".
وأفاد بأنه قبل ستة أشهر، كانت التحويلات النقدية من طهران إلى مطار بيروت على متن الخطوط الجوية الإيرانية تقدر بما بين 70 و80 مليون دولار شهريًا، وفقًا لتقديرات الولايات المتحدة وفرنسا، لكن تلك المدفوعات انخفضت حالياً إلى نحو النصف أو 40 مليون دولار فقط، بحسب ما أكد مصدر فرنسي مطلع.
إلى ذلك، وفي معرض شرحه للخطوات الأميركية الحثيثة في تجفيف منابع حزب الله وإيران على السواء، أكد التقرير أن مراقبة التحويلات المصرفية من قبل أميركا باتت تطال كل شاردة وواردة، حتى إنها باتت تطال بشكل صارم تجار الماس اللبنانيين في أنتويرب Anvers، وخصوصا من المغتربين الشيعة الأفارقة، وكذلك مواقع لجمع التبرعات ومحطات الخدمة، التي تقع في معقله جنوب لبنان.
إلى ذلك، تطرق التقرير إلى القيود على المصارف اللبنانية، مؤكداً أن واشنطن شددت القيود المفروضة على البنوك اللبنانية لرفض أي أموال أو زبون له علاقة بـ "حزب الله".
وفي هذا السياق، أكد مصرفي كبير طلب عدم الكشف عن هويته أن الأمر "جدي جدًا، فقد أغلق أحد البنوك حسابات محام مسيحي ماروني لأنه تقاضى بدلات أتعابه من حزب الله بعدما دافع عن مقاتلي حزب الله أمام إحدى المحاكم. كذلك تمّ إقفال حساب مصرفي لطبيب أخصائي أمراض قلب ليس شيعياً أيضاً، لكنه يمارس العمل في مستشفى الرسول في الضاحية الجنوبية لبيروت، التابعة لحزب الله."
كما لفت التقرير إلى أنه في ظل هذا الوضع الضاغط من قبل أميركا على المصارف اللبنانية، وجد محافظ البنك المركزي اللبناني، رياض سلامة، نفسه في عين العاصفة، فقبل بضعة أعوام، اشتبهت مذكرة صادرة عن أجهزة الاستخبارات الفرنسية، والتي تمكنت لو فيجارو من الوصول إليها، في قيام مصرف البنك اللبناني الكندي "بالمشاركة في تمويل حزب الله".