وقفة أمام الحقيقة ورؤى للإفادة منها
وقفة أمام الحقيقة ورؤى للإفادة منها
● مقالات رأي ٨ يونيو ٢٠١٥

وقفة أمام الحقيقة ورؤى للإفادة منها

يفرض الثوار سيطرتهم على مزيد من الأراضي السورية ولا سيما في الشمال السوري في محافظة ادلب , فقد اعتاد المراقب أن يرى ميليشيا الأسد ومن معها و هي تفر كقطعان الغنم تاركة مواقعها باتجاه الساحل أمام زئير جيش الفتح , أنباء وصلت إلى مسامع الأسد صاعقة مدوية ما من شأنه إلغاء كل خياراته المتاحة وألاعيبه السياسية في إعادة فرض سيطرته على البقاع التي يخليها ,
وقد تعود على إظهار الوجه الجميل للمجتمع الدولي من وزراء للمصالحة الوطنية إلى دعوات لمحاربة الإرهاب محاولا توسيع مصطلح الإرهاب لكل من يمس من هيبته الشخصية باعتباره هو الدولة والدولة هو ( في نظره ) , وقد تصل في بعض الأحيان أن يتهم شخصاً ما بالإرهاب لأنه نظر من شرفة منزله فوقعت عيناه على مظاهرة مست من هيبته , أو اضطر لتقديم كأس شاي إلى مسلحين نصبوا حاجزا أمام بيته , فهذا العمل بنظره هو إعانة للإرهاب وبالتالي فهو إرهاب
ويخطئ البعض بالاعتقاد أن بشار الأسد لا يقيم وزناً للمجتمع الدولي بل على العكس, فهو عندما يصرف ثمن ذخيرة على حربه المسعورة ضد الشعب ليرة واحدة فإنه يصرف ضعفيها على تجميل صورته أمام العالم الرسمي من تسويقه لنفسه أنه بطل الحرب على الإرهاب , أو رعايته للعلمانية , أو حمايته للأقليات , أو العناية بحقوق المرأة , وهي مفاهيم مقدمة في العقل الجمعي الغربي ,
ويستغل ثغرات وهنات موجودة في القانون الإنساني الدولي لينفس بها عن حقده وحقد من والاه متكئاً على حلفاء يساعدونه في تسويق أكاذيبه ومنها طائرات الموت التي يرسلها لتعصف بأرواح الأبرياء مدعيا بأنه يقصف الإرهابيين فاتحا الباب أمام تأويلات فضفاضة أنه لم يتجاوز المعايير التي تخرجه عن الدفاع المشروع عن دولته ضد متمردين أرادوا أخذ السلطة عنوة لا عن طريق الانتخاب وهو الرئيس الذي قدم بالانتخابات .
ولكن دعنا نكن واقعيين أصبح العالم بأسره عالماً علم اليقين ادعاءاته وأكاذيبه ويعود ذلك إلى جهود الفرق السورية العاملة , التي عرضت نفسها للخطر و دخلت غمار الموت لتخرج للعالم بصورة أو فيديو أو دليل يثبت كذب ادعاءات الأسد وقد لا تخرج لتبقى شهيدة الحقيقة , وما يؤخر تحرك المجتمع الدولي عن إنقاذ سورية هي حقيقة العالم الرسمية والتي كانت وما زالت ترفع شعارات حقوق الإنسان لتتخذها مطية للتدخل في دول أخرى وتتخذ من حقوق المرأة والأقليات ذريعة للتغلغل في الدول وتوجيه سيرورة الحياة فيها لمصالح الدول المتدخلة ,
اذاً نستطيع القول أن الثورة السورية قد كشفت حقيقة العالم واضحة للعيان بعد أن اضطرته للتخلي عن قشرة الأخلاق التي كان ينادي بها ويسوق نفسه أنه قائم عليها ويسعى لنشرها في أرجاء المعمورة .
لكن وبعد صدمتنا بهذه الحقيقة المرة ماذا نحن فاعلون ؟
أمامنا خياران لا أرى لهما ثالثا :
1- أن نتمرد على المجتمع الدولي و ننغلق على أنفسنا ونقضم من نفسنا حتى نتلاشى فلا أحد يستطيع العيش في قوقعة منعزلا عن العالم وإن كان فلمدة محدودة في قياس عمر الأمم والشعوب لا سيما أن المجتمع الدولي أقفل جميع أبواب الاقتصاد والتكنولوجيا والعلوم والإعلام و الأمور الحربية إقفالا موصدا وجعل المفاتيح في أياديه حصراً
2- أن نستفيد من أعدائنا ونقلدهم في هذه الجزئية بمعنى أن نقابل العالم يشيء مما يريد , ونحن نبني ونؤسس لما نريد , ألا ترون كيف يحرص الإيرانيون على عدم قطع شعرة معاوية بينهم وبين الغرب وهم يبنون قنبلتهم النووية , و دعاوى بشار المتكررة إلى الصلح والتفاهم والحوار وأنه رجل الدولة المسؤول عن كل المواطنين بعيدا عن الطائفية وقد استطاع أن يغري الكثير بأنه المسالم المجدد ابن الجامعات الأوروبية الطبيب حتى من السوريين ومنهم سنة أيضا وفي الحقيقة هو ماهو و أصبح الجميع يعرف ما هو ,

الكاتب صلاح الدين

المصدر: شبكة شام الكاتب: صلاح الدين
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ