
هل نطلب المسامحة من حماه "الصغرى" أم "الكبرى !؟
"يا حماه سامحينا .. والله حقك علينا " هو النداء الذي وجهته الثورة السورية في عام 2011، لحماه بعد مرور ٣٤ عاماً على المجزرة التي تستحق وصف "المجزرة الصامتة" ، على وقع مجازر متنقلة و متواصلة شملت كل المناطق و باتت سوريا عبارة عن حماه.
و لكن هل المطلوب .. أن نطلب من حماه تسامحنا أم أن الأمر تجاوز المسامحة مع حماه الكبيرة التي تجري مع كل تحرك لعقرب الساعة ؟؟
حماه تعيشها ذكرى مجزرتها الـ ٣٤ بدون صوت مسموع ، فالهول الذي يغطي سوريا يجعل العودة لماضي يتكرار بشكل أفظع ضرب من الهروب ، فحماه ليست ذكرى إنما حالة مستمرة ، صمتٌ حين ارتكبت ، و صمتٌ بعد ارتكابها ، وصمتٌ مستمر لما بعد بعد عقود من تنفيذها.
هل تبحث حماه عن مسامحة .. و عن أي مسامحة .. فأصحاب الدم إما قتلوا أو اعتقلوا أو هجروا ... أو من بقي راضخا تحت نير ظلمٌ ظل مواكب المجزرة و استمر حتى اللحظة.
هل نبحث عن قصص أو حكايات أم نكتفي بمجرد وقفت اعتصام هنا أو هناك ، أم ننظم حملة إلكترونية ، أم نعمل على إنتاج أنشودة أو أغنية عنها ، أو يكون الإحياء بعمل تقرير مصور ...إلخ ... لكن هل تسامحنا هي أم نبحث عن مسامحة أنفسنا .
ابتدأً من 2 شباط 1982 و لمدة 27 يوماً ، تحولت حماه لـ "مسلخ بشري" حقيقي ، لا شيء يحول دون القتل بكل الأشكال قصفاً ، إعداماً ميدانياً ، ذبحاً بالسكاكين ، و بوسائل التعذيب التي شهدت نشأتها و بدأت براءة الاختراع الخاصة بها من هناك .. من حماه .
و من العبثية التكلم عن أرقام محددة أو بعينها ، فالجريمة نفذت تحت جناح الظلام و الظالمين ، و صمتٌ ذو وصف جرمي موصوف من الجميع ، و تقول أكثر التقارير دقة أن :
عدد الضحايا الذين سقطوا ما بين 10-40 ألفاً من بينهم نساء وأطفال ومسنين.
15 ألف مفقود لم يتم العثور على أثارهم منذ ذلك الحين.
هجرة 100 ألف نسمة عن المدينة بعد أن تم تدمير ثلث أحيائها تدميراً كاملاً.
تدمير واسع.عدة أحياء وخاصة قلب المدينة الأثري .
إزالة 88 مسجداً وثلاث كنائس ومناطق أثرية وتاريخية نتيجة القصف المدفعي.
و أخيراً ..
لن نقول المزيد فمهما قلنا سنعود للبداية .. "يا حماه سامحينا .. والله حقك علينا