
هل الثورة ثورتهم .. و ماتبقى أرقام !!!؟؟
شكل ظهور رئيس الائتلاف الوطني خالد خوجة مع رئيس تيار الدولة لؤي حسين ، في مؤتمر صحفي مشترك ، صدمة للجميع ، وحمل في طياته آلاف اشارات الإستفهام حول هذا الجمع و كيفيته و إلى أين يرمي.
ظهر خوجة مع انطلاق المؤتمر مرتبكاً و يتلكئ في قراءة البيان ، الذي تمخض عن اجتماعه مع معارض الداخل لؤي الحسين ، بيان اعتدناه ، و بذات الإسلوب ، قابله حسين بقبول وتوافق مع إبداء السرور به ، و كذلك التشديد على ان نظام الأسد غير قابل للحل السياسي بل يجب التخلص مما وصفه بـ"الطغمة في دمشق".
ولاشك أن اجتماع المعارضة السياسية دليل على بداية تعافي الجسد السياسي الرث للثورة السورية ، و أن الأمور تتجه نحو الأفضل ، ولكن لازلنا في بداية الطريق ، و لا داعي إلى أن يتم توزيع صكوك التوافق و عدم التوافق ، او شهادات القبول و الرفض اتجاه الثوار العاملين على الأرض ، فهو شيء غير مطلوب بتاتاً و إن كان خلال هذه الفترة .
فليس من حق حسين أو خوجة أو أياً كان ممن يعملون في السلك السياسي أن يهاجم او يحدد الطريق لمن هو على الأرض و يواجه الأسد و حلفائه على مدى السنوات الأربع الماضية ، محيداً دون معيل و إنما محارباً من الجميع و رغم ذلك يدأب على العمل و المواجهة.
سعي السياسين للم الشمل ، و تقديم رؤية بأن سوريا المستقبل ستبقى موحدة و متقبلة الآخر ، ومتعايشة فيما بينها من مكونات ، هو شيء من الناحية السياسية و الإعلامية و خطوة تفيد في تسهيل عملية التفاوض و إنتقال للسلطة ، و لكن هذه الحركة التي يشوبها أخطاء تصل لحد الكفر ، يجعل من الايجابيات مهما كثرت صفر ، و من الممكن أن تجعل الجناح السياسي ملفوظ بشكل يوازي رفض الأسد.
إختيار لؤي حسين و غيره ممن ستحفل بهم الأيام القادمة ليتشاركوا مع الائتلاف كونه التشكيل الأكبر و الأوسع بين المعارضات السياسية التي تدعي تمثيل الثورة السورية ، فيجب على الائتلاف ان كان يبحث عن صك تمثيل واقعي و حقيقي ، ان يضع كل معارض في القالب الذي يناسبه ، و يتجانس مع عدد من يمثلهم و يتكلم نيابة عنهم ، فـ لؤي الحسين الذي لايمثل إلا العشرات أو المئات إن تجاوزنا كل الإحصائيات العقلية ، هو من أشد المعارضين للعمل الثوري المسلح الذي دفعنا إليه نظام الأسد و المليشيات المساندة له ، و هو يعارض افكار إنهاء نظام الأسد الطائفي بشكل كامل و يطالب بوجود جزء منه في مستقبل سوريا ، و حتى علم الثورة لا يجد حسين فيه ما يجذبه ، بل شيء يرفضه و طالب بإبعاده عن منصة المؤتمر ، و الغريب أن الإستجابة كانت سريعة ، فـ لؤي حسين ، يرأس تشكيل سياسي كبير صحيح أنه تم حله حالياً لكن يبقى الرئيس رئيس ، لو بدون كرسي .
لؤي حسين الذي لا ينفك عن المطالبة بالتطمينات للطائفة العلوية ، و لم يوجه لهم أي إدانة أو مجرد توجيه رسالة لهم للوقوف إلى جانب الشعب.
اليوم لؤي حسين و غداً حسن عبد العظيم ، و ليكن قدري جميل حاضراً في قادمات الأيام ، لم لا فالثورة هي ثورتهم ، هم من ضحى و فُني في القصف و الذبح و دفن حياً في المعتقلات !!؟