مانحون باسم الشعب السوري .. وليس له !!؟
مانحون باسم الشعب السوري .. وليس له !!؟
● مقالات رأي ١ أبريل ٢٠١٥

مانحون باسم الشعب السوري .. وليس له !!؟

ليس الأمر مفاجئاً عندما نقول إن مؤتمر المانحين 3 التي عقد في الكويت وجمع عدد من المليارات باسم إغاثة الشعب السوري، لن يكون مردوده للشعب السوري الذي يستحق كل قرش تم جمعه.

الشعب الذي ينتشر في عدة بلدان وفي عدد لا حصر له من المخيمات في الداخل، إضافة إلى المناطق المحررة وتلك المحاصرة، ذلك الشعب الذي تم إذاقته كل صنوف الحرمان والموت، لكن لن يحظى إلا بالجزء اليسير مما جُمع، ومما تم استغلاله باسمه.

فالثورة لم تستطع أن تنتج معارضة سياسية قادرة على الظهور بمظهر يمكن للدول والمنظمات الدولية أن تنظر إليه كممثل حقيقي وفاعل وحازم للشعب السوري، فكل ما تم الحصول عليه اعتراف سياسي، دون أي وجود قانوني له على الأرض، السفارات التي تم فتحها عبارة عن دكاكين سياسية أو إرضائية أو كنوع من زيادة التحدي لهذه الدولة أو تلك.

المبالغ التي جمعت في المؤتمر الذي استضافته الكويت سيتم تحويلها إلى الأمم المتحدة لكي تقوم بتوزيعه على منظماتها وهيئاتها بغية كما يقال "إغاثة الشعب" السوري، فهنا يبدأ التركيز الفعلي على الهيئة أو الجهة المتعمدة لدى الأمم المتحدة، وهي نظام الأسد فهو الوحيد المعترف به والممثل المتواجد في الأمم المتحدة، أي أن شيء سيتم من خلاله و بموافقته شئنا أم أبينا، و ستخضع عملية التوزيع لمزاجيته سيما في المناطق الداخلية المحررة و تلك المحاصرة، فلن يدخل ما قيمته دولار واحد، دون أن يقابله عشرات الدولارات لموالي الأسد.

القضية ليست قضية أمم متحدة أم دول عربية وإسلامية وأوربية وكل دول العالم، كما أنها ليست قضية معارضة ميؤوس منها، بل هي قضية الجميع مجتمعين، ولا نستثني منهم أحداً، وإن نركز على المعارضة التي لازالت وستبقى عاجزة فاشلة ومحبطة لحد الغثيان، كونها لم تستطع حتى اللحظة من إيجاد حتى جهة لتوزيع المواد الإغاثية ذات مصداقية واحترام دولي، ولازالت تجربة "وحدة تنسيق الدعم" شاخصة أمامنا، فلا هي تبعت للحكومة المؤقتة ولا انفردت بالعمل بشكل حظيت به باحترام حتى العاملين بها.

و يبقى أن نشير أن ما تم جمعه من مبالغ في مؤتمر الكويت لا يعتبر رقم ثابت، فالوعود شيء و المنح الفعلي شيء آخر، و حتى المبلغ النهائي المجموع سيكون هناك أعباء تثقله من مصاريف و رواتب موظفين و إجراءات و ما إلى ذلك، ولزيادة الإحباط هناك مبالغ كبيرة ستعود على الدول المستضيفة للاجئين السوريين كالأردن و لبنان، تحت مسمى " خطط الاستجابة لمواجهة اللجوء السوري" ستخصص لبنى تحتية و مساعدة المجتمعات المستضيفة و المتأثرة من تواجد اللاجئين، اقتصادياً و تعليمياً و اجتماعياً و ثقافياً و....و.... .

و لا يسعنا إلا القول: مانحين باسم الشعب السوري .. وليس له !!؟

 

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ