
ليس بـ"المفرقعات" تُنقذ "الزبداني" .. و إنما بـ"الفعل الجدّي"
تنهال هذه الأيام في الإعلام البيانات و عمليات القصف هنا و هناك ، نصرة للزبداني ، و ضرباً لمناطق تماثل بقيمتها ما للزبداني من قيمة استراتيجية و معنوية ، و لكن هل نجح شيء ما في إيقاف العمليات هناك ، و هل حصل الثوار في الزبداني على لحظة استراحة لإعادة ترتيب الصفوف ، أم أن الأمر قد حسم و الجميع بات يسرع لتبرئة نفسه عن خذل "الزبداني" ، كما يحدث في كل المناطق الاستراتيجية تتعرض للهجوم .
لن أعود إلى القصير و لا القلمون ولا لمدن و مناطق هنا و هناك ، و لكن مافائدة البيان وحتى رمي آلاف القذائف على المناطق الشيعية في ادلب و حلب ، هل من نتيجة حُصدت و نحن لانعلم ، و ماالفائدة من تسريبات بأن هناك من يتحدث مع الثوار لإيقاف القصف على المناطق الشيعية ، ليتم وقف القصف على الزبداني ، هل هي لذر الرماد في العيون و تبريد القلب ، و إراحة الضمير بأن تم فعل شيء جيد للمحاصرين هناك في الزبداني .
على مدى سني الثورة لم تأتي عمليات القصف البعيد بأي نتيجة ، و الهجوم على منطقة أو منطقتين أيضاً ، و خير دليل هو الإبقاء على الفوعة و كفريا ، لم يف بالهدف بحماية إدلب و ريفها من جنون قصف الأسد و مليشياته ، بل على العكس الجنون إزداد .
عمليات القصف من بعيد بنفس الإسلوب جعلت النظام و حزب الله و إيران يتيقنون أنها عبارة عن موجة و تمر كالعادة ، و لا داعي للمفاوضة على أي شيء .
الزبداني اليوم تقف وحيدة ، و تتم مواساتها ببيانات و قذائف و شعارات ترفع من هذا و ذلك دون أن يقترب أحد و يقدم العون الفعلي ، أو يبدأ عملية الإنتقام و الرد على الزبداني ، بالقصف و التقدم و الإقتحام ، وعلى الأقل منطقة بمنطقة ، ألم بألم ، موت بموت ، لست من هنا من مشجعي القتل ، و لكن للتأكيد أن الجزاء حاضر و أن الثوار جديين .
الفوعة و كفريا و الزهراء و نبل قرى شيعية تصيب إيران و حزب الله بمقتل ، سهل الغاب و قرى الساحل تصيب النظام بعجز ، دمشق و محيطها يوهن النظام ، و الطاقة و المياه توقف كل شيء ، مالم يتحرك الجميع سويةً أو فراداً و لكن بجدية لن يكون هناك زبداني ، و سيكون "ظهر دمشق" قد بات آمناً ، و سيتم الإنتقال إلى النقاط الأخرى التي تقاعست من وادي بردى إلى الغوطة فالجنوب .