
لماذا إيران والأجندات المفروضة على الثورة تحاول إجهاض الثورة السورية
ربما يوافقني الكثيرون أن توضع المنطقة العربية أمام قبول أحد الخيارين إما قبول المشروع الصهيوني في المنطقة وإما المشروع الصفوي الفارسي الذي يريد ابتلاع المنطقة برمتها لتنفيذ مشروع شرق اوسط جديد.
فمنذ سنوات طويلة والدول العربية تهاجم ملالي ايران وقم وهم يجلسونهم في أحضانهم ويتحكمون في اقتصادهم ويعدون مشروعهم الصفوي الكبير فماذا أعدت الدول العربية مجابهة لذاك المشروع للوقوف في وجهها وفي مقابلة أطماعها في بناء حلمها الكبير منذ أسقط عمر بن الخطاب دولتهم الفارسية.
فمنذ وصول نظام الاسد الجبان الى سدة الحكم في سورية كان ذراعه الاولى ممدودة وهي تحمي حدود اسرائيل ومن ناحية أخرى يدعم نفسه باليد الأخرى التي مدت الى ملالي طهران التي أصبحت تهدد أمن المنطقة العربية دون مجابهة من الجميع بإيجاد مشروع عربي يقف في وجه الامتداد الصفوي وأطماعهم في سيطرة كاملة.
فالساحة السورية أصبحت مسرحاً لقوى وأجندات عديدة تتلاعب في ثورتها التي كانت هي مطلب الشعب وذلك لتخوفهم مما ينتج عنها لاحقاً فيكون تهديداً لتلك المخططات الطويلة الامد بالنسبة للدولة اليهودية وهنا لابد من المرور حول رفض الجميع في اقامة دولة اسلامية مقابلة بالدولة اليهودية فلما هذا التناقض وسياسة الكيل بمكيالين.
إن من حق الشعوب تقرير مصيرها وليس من حق الاخرين لتنفيذ سياسات معينة في المنطقة فقد عانت لمدة مئة سنة المنطقة من نتائج تقسيمها بمعاهدة سايكس بيكو الاستعمارية والتي تغير شكلها الان وتأتي بحلة جديدة لتقسم المنطقة وفق قوميات ومذهبيات تضعف الجميع مرة أخرى أمام هيمنة يهودية وشيعية وهم لديهم مشروعهم الذي يعملون عليه.
وللاسف لم يكن لدى الدول العربية مشاريع مقابلة في هذا الاتجاه والان وبعد أن وصلت سورية والمنطقة الى ماوصلت اليه فأيهما الاولى في المجابهة والوقوف أمام خطره المحدق هو المشروع الصفوي الفارسي ويجب الربط بين المشروع الوطني في سورية وبين المشروع العربي المجابه للمشروع الفارسي الشيعي.
وأي مشروع يسعى لتقسيم المنطقة العربية والاقتطاع منها وبغير هذا لن نصل الى حلول تتوافق من أجل سلامة باقي البلدان العربية فالسوريين هم من يقفون حتماً الآن في وجه المخطط الشيعي ولذا كان الموقف الامريكي بحماية الأسد ومنع سقوطه فعلياً وسمحت لايران بتحويل سورية الى مستعمرة لها.
بقي أن أقول نهاية إن عدم الوقوف العربي بجدية كاملة سوف يسقط الأنظمة العربية بكاملها ويجعل إنهيارها على يد شعوبها التي لن تصمت عن هذا التخاذل وسوف تكون مقولة صدام حسين هي الاصدق لمعرفته بما كان يخطط له سابقاً ..أنا أعدمتني أمريكا وأنتم سوف تعدمكم شعوبكم ...فسارعوا قبل أن يفوتكم القطار