
صه لـ"المبادرات" .. فالحل زمجرة عسكرية فقط
أُشبعت خلال الأيام القليلة الماضية بالكم الهائل من المبادرات و الإجتماعات و الإتفاقات و التوافق على بنود و تعليق البقية إلى مراحل أخر .
أرهقتني مقالات التحليل و التسريبات و الكلام عن أن الحل إرتسم ، و بات في مرحلة التنفيذ ، و أن أي شيء يحدث في الكرة الأرضية هو بادرة تحسب على الحل في سوريا .
إيران تطرح بنود رباعية للحل .. روسيا تقترح حلف دولي للحل .. أمريكا تتفق على أسس ممهدة للحل .. الأمم المتحدة ستقر الحل .. مجلس الأمن يعمل على الحل.. السعودية تتمترس بالحل الذهبي .. الائتلاف يجوب بحثاً عن الحل ..
يقولون أن موسكو تخلت على الأسد ، وأن إيران ستسحب حزب الله من سوريا ، أيضاً السعودية ستُغير على القصر الرئاسي في قاسيون ، كما هنالك اقتحامات عنيفة للجيش التركي على الأراضي السورية لتخليصيها من الدنسين "داعش و الأسد" ، و تكف يد القوات الكردية الإنفصالية عن أقتطاع "روج أفا" من سوريا ، ويوجود نية أردنية طموحة لأن تكون درعا أول منطقة محررة و محمية و منظمة و البيئة الأفر لإستيعاب السوريين .
و في النهاية لايوجد شيء على الأرض .. هو حراك سياسي دولي معتاد في كل عام أو كل بضعة أشهر تبعاً للتطورات العالمية و الصفقات التي تبرم سياسية كانت أم إقتصادية أو عسكرية .. و دائما يكون الملف السوري حاضراً كطاولة يتم التوقيع عليها ثم تركن في جانب الغرفة ليتم استدعائها عند حدوث أمر يتطلب صفقة .
هناك قائمة قد أحتاج لصفحات لأعرض الخطوط العريضة للمبادرات و مجلدات لكامل بنودها و تفاصيلها ، و لكن كلها لاتساوي شرارة إنطلاق رصاصة من بندقية ، ولاحتى "فراغية" قذيفة مدفعية ، فالصوت الأوحد ، الأوضح ، الأجدر هو صوت السلاح ، و لن يطفئ صوته إلا نهاية أحد الطرفين ، و النهاية إما أن تكون بالإستسلام أو بالإبادة ، وأي كلام عن سياسة مجرد غثاء حملان ، أمام زمجرة السلاح ، في كفريا و الفوعة مثال على الإجبار للرضوخ والإستماع و تلبية المطالب ، و ليس في جنيف أو موسكو أو القاهرة أو الرياض ، فهناك الغثاء .. الذي تُصمته مجرد زمجرة .