
صمت "مدروس" عن سيول دم دوما
سيول حمراء ملأت شوارع دوما , أصوات صراخ تسمع في صداها قهر الرجال و تجاهل دولي واسع المدى , تفرج عربي عن بعد مع قشعريرة لهول منظر الأشلاء يصاحبه صمت مقمع عن مجزرة دوما التي راح ضحيتها اكثر من 120 شخصاً و مئات الجرحى ,
مجزرة بسوق شعبي لا تجد فيه سوى شحاذ او بائع الخضار أو عتال يكدح طوال النهار لكي يعود بلقمة تسند خاصرته و أهله في آخر النهار.
تآمر دولي فاضح و بشكل واضح ضد الشعب السوري الذي باتت جثث أبنائه تحمل أرقاما لا أسماء , فقد جاءت زيارة موفد الأمم المتحدة للشؤون الانسانية "ستيفن أوبراين" للنظام السوري و اجتماعه مع وزير خارجية النظام وليد المعلم بالتزامن مع القصف الهمجي لمدينة دوما و كأن شيء لم يحدث
و من المضحك المبكي أن أوبرين قد استهجن التجاهل التام لحياة المدنيين في هذا الصراع دون تعين الجهة التي قامت بالقصف , و بكل وقاحة و كأن ما رآه مجرد مفرقعات نارية في ليلة عيد رأس السنة , و هذا ان يذكرنا بشيء فانه يذكرنا بمذبحة السلاح الكيماوي منذ عامين والذي كان بتزامن وجود المراقبين الدوليين أيضا .
من المستغرب أن الاجتماع الذي كان بين موفد الأمم و المعلم نتج عنه أن الأسد المسيطر على 25% فقط من الاراضي السوري تعمد الامم لاعطائه مساعدات بينما بالمقابل قد رفعت يدها عن 75% من المساعدات في دول الجوار و المخيمات فهل هذه وسيلة ضغط على اللاجئين للعودة الى حضن الأسد و اجرامه ؟
المجتمع الدولي يتكاتف لابقاء الاسد ، من تأجيل المنطقة العازلة ، الى السكوت عن القتل الممنهج للمدنيين الى مماطلة في اجتماعات مفتوحة و أخرى مغلقة بين عواصم العالم اجمع , و كل منهم يبحث عن مصلحته في غضون الوقت بدل الضائع بالنسبة لهم بينما هو وقت مميت للشعب السوري المحاصر .
و بالمقابل قام الاعلان الايراني بتجاهل القصف على دوما كي لا تفتح مجالا للنقاش أو طرح الأسئلة حول هذا القصف ,فحينها سيكون اضاعة لوقتها الثمين في التجهيز لولاية أخرى للأسد بمباركة ايرانية .
تكتم عبر وسائل الاعلام الغربية عن قصف دوما و محاولة التنصل من معرفة الفاعل ما هو الا حلول دون اثارة الرأي العام , ففي حال أثير الرأي العام عن مجزرة الغوطة فسيكون أمامه رفض شعبي قطعي لبقاء الأسد , بينما في حال همشت المجزرة فما هي الا أيام و ينساها العالم أجمع و يكون استمرار الأسد حتما لا محال بحجة محاربة الارهاب المزمع الذي يهدد العالم
كله .
و يبقى أمل الشعب السوري بشكل عام و أمل شعب الغوطة بشكل خاص هو التخلص من مجرم قتل و ذبح تحت سقف صمت دولي , علً ساعة الحساب تكون قريبة لتنتشلهم من ظلم مباح بمباركة دولية .