شكراً “جبهة النصرة” أو “فتح الشام” أو “تحرير الشام”
حسناً فعلت “جبهة النصرة” أو“فتح الشام” أو “تحرير الشام” ، بالتوصل أخيراً إلى اتفاق يودي بـ”الغلاة” إلى أصلهم ، و تأمين العبور الآمن و السليم لهم ، بعد أن يتخلوا عن سلاحهم الثقيل من دبابات و ناقلات جند و مضادات الطيران و ما إلى ذلك ، مقابل فاتورة متوسطة القيمة لا تتجاوز الـ ٤٠٠ قتيل .
لاشك أن من مميزات اقتتال “الأسرة الواحدة” ، رغم أنه عنيف جداً و دموي ، هو وجود المُصلحين و القضاة و الشرعيين ، و عروض من المناظرات و المباهلات ، مع غياب المرجّح ، فالشرعي أو القاضي هنا ، لا يبحث في أمور جوهرية أم عقائدية ، و إنما ببعض الشكليات و الأسماء ، و أحقيتها بممارسة القتل بالعلن أو بالسر ، فلا خلاف في أصل القتل و مبرراته ، و إنما القضية ترتكز على "هل نعلن هذا و نتبنى أم نمارس دور الصامتين" .
يبرر محبو “جبهة النصرة” أو “فتح الشام” أو “تحرير الشام” ، الاتفاق التاريخي مع “لواء الأقصى” ، بأنه أنقذ الساحة “الشامية” من فتنة عظيمة ستودي بحياة الآلاف ، و قد نجحت “جبهة النصرة” أو “فتح الشام” أو “تحرير الشام” ، من جديد في إعادة الحياة لـ”الجهاد الشامي” ، وقطع دابر معطليه من المؤتمرين و المفاوضين الذي وجب اجتثاثهم ، و القتلة و المكفرين الذين وجب تحييدهم ، وإسكاتهم .
لا فرق بين الاجتثاث “الفج” و التعامي “الوقح” في حالتي لواء الأقصى و فصائل الجيش الحر الـ ١٦ الذين تم انهاؤهم ، إلا في قضية العقيدة و الأخوة ، وهذا ما يميز عناقيد القاعدة عن غيرها من الفصائل المنضوية تحت “الجيش الحر” ، ففي القاعدة يفزعون لبعضهم البعض و يطبقون منطوق الحديث الشريف “انصر أخاك ظالماً أو مظلوما” ، في حين أن فصائل الجيش الحر تبرع في “اصمت عن قتل شريك لو كنت أن التالي بعده” .