
سوريا و العودة لنقطة البداية .. الكل يغني على ليلاه
عادة الأمور فيما يتعلق بسوريا ، إلى نقطة البداية ،و الدوران و المراوحة من جديد ، و تستمر "المتاجرة" بها و لعبة شد الحبل بين الأطراف الدولية ، وكل طرف يغرد على ليلاه المريضة في كل رقع الأرض إلا في سوريا .
حفل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورته الـ70 ، بخطابات متناقضة لقادة الدول الفاعلة و اللاعبة الرئيسية في الملف السوري ، ولم يخرج عن هذه الخطابات أو اللقاءات الجانبية التي سبقتها أوتلك التي أعقبتها ، أي جديد على صعيد رؤية موحدة لـ"الحل" ، فكل طرف مازال متمسكاً برؤيته ، مصالحه الشخصية ، لكنهم اتفقوا على جملة مشتركة "الشعب السوري هو من له الحق في تقرير مصيره" ، ولكن هل كان الشعب أو ممثلاً عنه حاضراً ، ليُسمع صوته .
الرئيس الأمريكي كالعادة كرر عبارات الطاغية و القاتل ، أكد أن لامكان للأسد في مستقبل سوريا ، دون أن يحدد أي وسيلة لتطبيق هذا الهدف ، فيما عاند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجميع ، مقترحاً أن الأسد هو الحل و جيشه هو المفتاح الرئيسي و الأساسي .
وصحيح أن الرئيسين غردا بعيداً عن بعض على منصة الأمم المتحدة ، لكنهما إجتماعا و تبادلا نخب الإتفاق على التعاون الكامل فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب الظاهر و العلني "داعش" ومنعها من التمدد ، فيما أجلا مشكلة الأسد للفترة التي لايبقى فيها أمل في بقاءه أو يكون هناك مستقبل لسوريا بعد ذهابه .
بعيداً عن الحرب الكلامية العلنية بين أمريكا و روسيا ، و العلاقات الحميمية بين الأروقة ، سبح الرئيس الفرنسي بإتجاه معزوفة المنطقة الآمنة ، التي للآن لا إتفاق على طبيعتها و كيفية الإنطلاق بها ، ولا حتى ماتتضمن وممن ستكون آمنة .
في ظل هذه الضوضاء و التشتت ، يبقى الشعب السوري الذي يعامل كلوحة على جدار غرف الإجتماعات ، يلتقون أمامها ، يخرجون و يتركونها على حالها ، دون حتى أن يمسحوا الغبار المتولد عن سجائرهم و نفسهم .