
"روج أفا" كردستان سوريا .. الكشف عنها بعد تحصينها من "الحسد"
"روج أفا" Rojava هي ترجمة حرفية لكلمة غرب كردستان، حيث يطلق على الجزء الكردستاني الواقع في سوريا، "روج أفا" بقية هذا الكلمة حبيسة الكتمان و تم التعامل معها من خلال مصطلحات عدة و تشكيلات عدة كـ حماية الشعب الكردية "YPG" التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي "PYD" ، و تداول مصطلح "روج أفا" كان يعني التعجل المضر و الغير حميد و بالتالي تهديد المشروع ككل أو على الأقل محاصرته و تصعيب الأمر أكثر فأكثر.
و لكن كان المشروع يسير بهدوء و اغماض الأعين عنه و تغميضها ، من قبل المجتمع الدولي ، الذي ساهم عبر التحالف ضد داعش بمد يد العون للفصائل الكردية بغية تحقيق انتصارات و تقدم على الأرض بعد افتعال حرب عين عرب "كوباني" ، التي كانت شرارة البداية.
التقدم الذي تم مساندته بقوة من التحالف الدولي رافقه عملية مدروسة للوصول إلى "روج أفا" تدريجياً ، من خلال حملات التهجير لكل مكون غير كردي (عرب – تركمان – آشورين ....) ، اليد كانت داعش بدخولها في مناطق المراد الوصول إليها ، و الرعاية أمريكية ، و التنفيذ قوات كردية مطعمة ببعض العناصر "الجيش الحر" ، لتكتمل الفصول للوصول إلى "روج أفا".
و عملت القوات الكردية إلى جانب التهجير على تبديل أسماء المدن و القرى و منحها الصبغة الكردية ، و جعل الأسماء الجديدة هي الصحيحة و ما دونها عبارة عن حقبة "استعمارية عربية" قد تم إنهائها .
"روج أفا" مصطلح ظهر للعلن و بقوة و بات متواجد في كل التفاصيل ، و كشف النقاب عنه ، مع سقوط منطقة تل أبيض بيد القوات الكردية ، سقوطٌ كان مدروس بلا قصف تحالف و لا تدمير ، و إنما إنسحاب و إستلام و تهجير ، و تغير الإسم إلى "كري سبي" ، و بات التكلم أو الحديث غير الممجد عن "روج أفا" هو بمثابة طعن بالقضية الكردية و دليل على عدم النضوج الإنساني بأحقية هذه القومية بأن يكون لها دولة خاصة بها .
اليوم ظهور الخريطة المبدئية لـ"روج أفا" يعتبر إعلان رسمياً عن وصول الفكرة إلى مرحلة متقدمة في التنفيذ ، و أن لا يوجد شيء سيمنع ذلك .
و لكن في المقابل يوجد من يربك المشهد و يقد مضجعه ، خارجي و المتمثل بتركيا التي تقود حملة حالية من خلال اجتماعات داخليه أمنية و عسكرية ، و خارجية بمشاركة الناتو بمخاوفها ، و بالنسبة للمشاكل الداخلية التي ستواجهها "روج أفا" في سوريا هو الرفض العام من هذه الخطوة التي تهدف إلى أمور لطالما كانت خط أحمر ، و أعلنت غالبية الفصائل رفض هذا المشروع و محاربته ، و الذي سيهدد مناطق عديدة من الناحية الجغرافية و لا سيما في ريف حلب و قد تكون "جرابلس" النقطة القادمة ، ووصول إمدادات أمريكية للقوات الكردية لتحقيق هذا الخطوة ، و داعش تعمل حالياً في ريف حلب على التمهيد لدخول القوات الكردية و إنهاك أي معارض بضرب الفصائل الثورية و استزافها بحرب عبثية .
المدن الرئيسة التي تقع في "روج آفا" ، من الشرق إلى الغرب، هي: معبدة، رميلان، جوادية، قحطانية، قامشلي ، عامودا، الدرباسية، رأس العين، تل أبيض، عين العرب، وعفرين .
و يبقى هذا جزء من السلسلة التي تحتاج لحديث قادم ...