خسارة "أردوغان" الأغلبية .. سببها " لعنة الأسد" ...!؟
خسارة "أردوغان" الأغلبية .. سببها " لعنة الأسد" ...!؟
● مقالات رأي ٧ يونيو ٢٠١٥

خسارة "أردوغان" الأغلبية .. سببها " لعنة الأسد" ...!؟

مع ظهور نتائج الإنتخابات في تركيا و فشل حزب العدالة و التنمية من الوصل إلى نسبة الأغلبية البسيطة أو المطلقة ، تتحول الأنظار إلى دمشق و الأسد القابع في قصره ، فهو سبب تلك الخسارة و هو من دفع بهذا الإتجاه ، له ينسب الفضل في تحقيق جزء من المعارضة التركية الموالية له مكاسبها .

نعم و لم لا فالأسد ، ينتصر و يسحق الأعداء عن بُعد ، يتسبب بإنهيارات السياسة العالمية ، و له تداخلات مع النجوم و الكواكب ، إضافة لإمتدادات في باطن الأرض ، فهو أسد يحكم أقوى سلطة و يضبط الأمور ، و يحرك العالم على أصابعه كـ لعبة .

بغض النظر عن كل شيء ، فـ"أردوغان" الذي خسر الأغلبية التي كان ينشدها ، لم يأذي بلاده بشيء ، و نقلها إلى الدول العشرين الأقوى اقتصادياً ، و رفع مستوى المعيشة و غيّر التركيبة الإنتاجية و حول تركيا لبلاد جذابة للاستثمار و أنشئ أقوى صناعة سياحية في العالم ، أردوغان و طبعاً أقصد حزب "العدالة و التنمية" جاهر بإنسانيته و لم يراعي لعنة السياسة ، جاهر بمواجهة الظلم و الإستبداد و لم ينحن أمام المصالح ، فتركيا قدمت اليوم نموذج متقدم آلاف السنين من الديمقراطية التي تعتبر الوجبة الحلم لمن "فتك " الجوع به لها .

ورغم ذلك تبقى تركيا عصية عن الوصول إلى الأسد و نظامه الأخلاقي و الديمقراطي ، تبقى الإنتخابات التركية متخلفة ، فلا أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية تتصدر المشهد ، و لاصور للرمز الحالي و الصنم السابق ، و لادبكات و لا حتى رقصات ، ولا الأفواه تتشقق من شدة الصراخ للقائد المفدى و لوالده الخالد ، و ليس هناك أي أفكار عن معنى التكنولوجيا في إصدار النتيجة ، التي تصور أنها تتأخر لما بعد الإنتخابات بينما في نظام الأسد معروفة قبل سنوات و لسنوات للأمام .

في تركيا عجز غريب في الإدارة ، و غياب تام لسلطة الدولة و الأمن و الأمان ، في تركيا الحكومة عاجزة عن السير بمركباتها في أكثر 75% من مساحة الأرض و في 25% المتبقية تكون بحاجة إلى حراسات و حراسات و حراسات للحراسات ، و رغم ذلك قد "تتبول" على نفسها من شدة الخوف .

أما في سوريا ، فالأسد قابع في قصره ، و يستطيع أن يتحكم بالعالم و بالديمقراطية ، و يوقد حركات التحرير و التقدم ، و يعطي كتب و مجلدات عن "التحديث و التطوير" ، و يقدم خبرة طويلة من "التصحيح" ، في سوريا الأسد ، شعب لا يمكن إحصاء سعادته ، و لا يمكن إحصاء حجم مكاسبه من النظام الفذ .

 فيا حسرتي على تركيا التي لا تملك شيء و تتبجح بأنها تسيطر على كل شيء ، و يبدو أن الأمر يصب في مصلحة أرودغان و حزبه و شعبه أن الأسد لم يعلن عليه الحرب ، فنم يا أردوغان شاكراً للرب بأن "لعنة الأسد" إكتفت بهذا القدر ...

و لله في خلق الأسد و مواليه شؤون ...

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ