
توافق روسي أمريكي وراء ظهور "قوات سوريا ديمقراطية"
أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية، يوم أمس السبت، عن بدء عملية عسكرية ضد تنظيم "الدولة" بريف الحسكة، بدعم من طيران التحالف الدولي.
الناطق باسم القوات، اعتبرها قوات وطنية تدافع عن "الشعوب السورية"! وطالب من المدنيين مؤازرة قواته على هذه الأساس.
وأضاف، أن العملية العسكرية لقوات "سوريا ديمقراطية" بريف الحسكة الخاضع لسيطرة تنظيم "الدولة"، هي الخطوة الأولى لتحرير سوريا.
الانسان السوري البسيط يعلم أن هذه القوات مشكّلة من فصائل مسلحة، لا تنمي للثورة السورية، وأن كان فيها فصيل أو اثنين يرفعون علم الثورة، فالفصائل التي شاركت في السيطرة على منطقة تل أبيض شمال الرقة، من تنظيم الدولة، فقدت بريقها الثوري بمجرد أنها فشلت في حماية المدنيين، من سياسية العقاب الجماعي التي انتهجتها الوحدات الكردية، ضد سكان المنطقة، والتي اثبتتها منظمة العفو الدولية بتقرير صدر مؤخراً في تشرين الأول/ أكتوبر.
القسم الآخر من هذه الفصائل المكونة لقوات سوريا ديمقراطية، هي ميلشيات صغيرة تابعة للنظام الأسد، مثل ميلشيا الصناديد والسوتورو، وهي ميلشيات طالما روجت لها صفحات النظام على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن احتفالها بالوحدات الكردية نفسها، والتي تتشارك مع قوات النظام السيطرة على مدينتي الحسكة والقامشلي.
بالتأكيد لا يمكن النظر لهذه التجمع العسكري، على أنه وليد الصدفة، أو أنه جاء بتوافق بين قادة هذه الفصائل، لمحاربة تنظيم "الدولة" والانتصار للثورة السورية، التي خذولها مع انطلاقة عملهم من الحسكة، إذ نشر ناشطون صور لعناصر من هذه القوات يجوبون شوارع القامشلي قرب تمثال "حافظ الأسد" ، إضافة لإرسال رسائل قصيرة من قبل شركات الاتصالات الخليوي (أم تي أن- سيرتيل)، لرسائل تثني فيها على انطلاقة معركة "تحرير ريف الحسكة"، من قبل قوات سوريا ديمقراطية، ما يعني أن هناك توافق بين مخططات النظام ومخططاتها.
موسكو وواشنطن بدورهما أبديا توافقاً على الوحدات الكردية، فالأخيرة تدعم الوحدات الكردية والفصائل المتحالفة معها منذ بدء التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، بقصف مواقعها داخل سوريا قبل أكثر من عام، كما قالت واشنطن: إنها ألقت كميات من الأسلحة "للمعارضة المعتدلة" شمال سوريا، بينما زار صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تتبع له الوحدات الكردية موسكو، وقدم نفسه على أنه يمثل "المعارضة المعتدلة"، واقتنعت موسكو بذلك وقالت أنها التقت ممثلين عن "الجيش الحر"، ووعدت بدعهم بشرط محاربة تنظيم الدولة وليس الأسد.
وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة، أكدا في تصريحات سابقة في تشرين الأول/ أكتوبر، ضرورة تأسيس سورية ديمقراطية علمانية تعددية، بدروها تلقفت الوحدات الكردية هذه التصريح لتصنع تحالف عسكري من فصائل موالية للنظام وأخرى صغيرة من غرفة بركان الفرات.
فروسيا تثق بهذه التحالف العسكري، الموجه فقط لحرب تنظيم "الدولة"، خاصة مع انعدام وجود قوات نظام في شمال سوريا، حيث يسيطر الجيش الحر وتنظيم الدولة والوحدات الكردية على مجمل المنطقة، بينما ترى الولايات المتحدة أن قتال تنظيم "الدولة" أولية لها، وترفض تقديم أي دعم عسكري للمساعدة على إسقاط "بشار الأسد" لفصائل الثورة السورية والجيش الحر.