
بين الحرب "المقدسة" و الجهاد "الإرهابي" .. تولد ألف داعش ويتجه الآلاف بإتجاهها
يضفي الكاهن على الطائرات الروسية مسحة "القداسة" ، ويحول الإسم من العدوان على الشعب السوري إلى حرب مقدسة بمشاركة أكبر القدادسة القتلة "بوتين" ، حربٌ موجهة ضد مجموعة من "الإرهابيي"ن الذين يخوضون جهاداً بآوامر ربانية ، و لكنهم "إرهابيين" في نظر الأرباب الأرضية .
يبدو أن لا مناص أمام الثوار في سوريا سوى الانصياع والإقرار بأنهم جميعا عبارة عن "متطرفين"، لا مجال أمامهم إلا أن يكونوا هدفاً مشروعاً لكل من هب و دب ، و "الممسحة" التي تستخدم لتنظيف قذارة أؤلائك الفاتكين بالأجساد و الحياة.
و تثبيت الفرق بين الحرب "المقدسة" و "الجهاد الإرهابي" ، يحول الأمور إلى منحى في غالية في الخطورة ، ولن يعد هناك داعش واحدة سيحاربها العالم ، بل سيكون هناك عشرات المنظمات التي تشابهها و التي ستكون داعش أمامها حمل وديع ، وشيء جداً مقبول و محبب .
وهاهو الخيار يعود من جديد بعد أن مررنا به منذ فترة وهو أن نكون مخيرين بين"الخلافة" أو "الأسد" ، خيار بين الحقد و القتل الأعمى و الظلامية بينهما ، و في الغالب نجد أنفسنا بشكل لا شعوري نلجأ إلى الخيار الأبعد و الأقل قتلاً ألا وهو "داعش"
و نفس الأمر يتكرر حينما نوضع في ظروف لنختار بين "الخلافة" و المليشيات الشيعية المتنوعة ، فتجدنا كذلك نختار خير الشريرن أو اهونهما أو على الاقل أبعدهما شراً في الوقت الراهن .
ومن جديد الزخم الروسي الجديد يجعل من عملية الإختيار تتحول إلى يقين ان الجميع يدفعك صوب "داعش" ، و القبول بأن تكون أحد رعيتها ، حفاظاً على حياتك بشكل مؤقت .
فالتطرف لا يواجه إلا بالتطرف ، و التعصب يحتاج لتعصب أشد ، و التشدد لابد من تشدد يواجه ، فالأسد هو وجه للتطرف و إيران للتشدد و روسيا عنوان القتل ، أما "داعش" فهي الوجه الكامل للأطراف الثلاثة ، و لا يمكن أن نواجههم جميعاً إلا باللجوء إليها .
ليس دعوة لـ"الخلافة" و إنما استهزاء من العالم الذي يخطط و ينفذ مخططاته بدقة على حساب وجودنا و حياتنا و يدفعنا لمزيد من التشرد و الضياع ، و كل ما مطلوب منا ، إما أن نتحول لبيدق بيده أو نكون أعداء له .