
النصرة تتقرب من الأقليات .. فالأكثرية كُثر
كنت أمني النفس أن يكون مكان أحد الأسرى "الشيعة" لدى جبهة النصرة ، والذين تم تبديلهم اليوم مع معتقلين لدى النظام ، هو أحد الأشخاص الذين يتم اعتقالهن في المناطق المحررة ، و الذين ينتمون إلى ذات الدين و إلى ذات الثورة ، وإلى ذات الشعب الذي انتفض و ثار .
أثق بأن المهاجمين ، سنهالون علي شتماً و قدحاً ، لأنني إقتربت من عرين "جبهة النصرة" ، و لكن هناك حق يجب أن يقال ، الجميع يسعى نحو الأقلية بكل فئاتها ، ورضاها هو المبتغى و عدم المساس بها غاية الطموح .
لم نكد ننسى لقاء الطيار الذي تباها بأنه قصف و دمر و أسقط براميل ، على مدن و قرى سوريا ، و على "السنة" تحديداً ، ووقع أسيراً لينعم بحياة الرغد و الراحة و يظهر عليه الرخاء ، إلى حد الكِبر و العنجهية .
اليوم أظهرت لقطات و لقاءات حال الأسرى الجدد لدى جبهة النصرة ، الذين عبروا صراحة و جهارة و علناً ، أنهم عُميلوا بشكل إنساني و راقٍ ، وحظيوا بحسن المعاملة طوال أعوام ثلاث ، و أكدوا أن الأذية لم تلحق بهم و لم يساء لهم .
لكن ماذا عن حال المعتقلين من السنة و سكان الأرض و أهل البلد ، و شعب الثورة ، دافع ضرائبها من ماله و عرضه و دمه ، فهل يحظى بهكذا معاملة .
يخطئ من يظن ان التأليه قد يلحق بأي كان لمجرد تحقيق النصر هنا أوهناك، مالم يكن العدل موجود و موفور للذين ضحوا ، أسرف الجميع بدمائهم .
ماذا لوكان أحد هؤلاء الأسرى ناشطاً أو رافضاً لتصرف أو مخالفاً لفكر هذا الفصيل أم ذلك ، ماذا لو كان خارج بيعتهم أو رافض لأفعالهم ، فحتماً العذاب المميت سيكون موجود ، وتنفيذ العقوبات ، وحتى القتل بمجرد فتوة شرعية سريعة ، تكفي لأن يكون تحت التراب ، فهنا الخلاف خلاف منهج و ليس خلاف عقيدة ، ومن يختلف معهم بالمنهج كُثر .
وحتماً ليس نقداً لحسن المعاملة التي تعتبر نقطة لصالح الإسلام و الثوار ، و لكن عندما يكون الإسلام رحيماً على الجميع باستثناء المسلمين نكون أمام ....