
الخطة الإيرانية لحصار الثوار في القلمون... حالش من أمامكم و داعش من ورائكم
تقتضي الخطة الإيرانية والتي سبق و نوه عنها حسن نصر الله أمين عام حالش في خطاب الهزيمة الأخير الذي يعتبر مقدمة للانسحاب من سورية تقتضي الخطة تشكيل فكي كماشة لمحاصرة الثوار في القلمون : حالش من أمامكم وداعش من ورائكم .
داعش شقيقة حالش فكلاهما تنطيمان مسلحان تكفيريان إرهابيان متأسلمان.
ثوار القلمون على ثلاث جبهات جبهة في مواجهة حالش وأخرى في مواجهة داعش وثالثة في مواجهة النظام الذي يعتمد بشكل أساسي بمشاركته على سلاح الطيران.
ثانياً إن استدعاء طهران ودمشق لداعش للقلمون الآن دليل على فقدان القوة البشرية والعسكرية للنظام وكذلك دليل ضعف حالش عسكريا وبشريا ولوجستيا بعد حرب استنزاف مازالت مستمرة للعام الخامس على التوالي.
إن حالة الضعف والتآكل الداخلي لحزب الله في قاعدته الشعبية نتيجة الخسائر البشرية الفادحة والتي تدفعه منذ عدة أشهر لتجنيد الأطفال واليافعين من أبناء البقاع اللبناني لنشرهم على التلال والمناطق الحدودية من أعمار تتراوح بين 13 و 18 سنة دليل إفلاس الحزب.
هذه الحالة وبدء المعارك الضارية في القلمون دفعت ماهر الأسد للاتصال ب نبيه بري وإعطاءه أمر إرسال مؤازة للقلمون من ميليشيا حركة أمل الطائفية و استجاب بري للتعليمات دون تردد.
ثالثاً : إن اتساع الرقعة الجغرافية للقلمون وجرودها وهي مناطق جبلية وعرة تمتد على طول الحدود مع لبنان من جهة القلمون على طول 100 كم مما يجعل النظام وحالش وداعش وأمل في ورطة لأن أكثر المقاتلين الثوار في جبهة القلمون هم من أبناء المنطقة ويعرفون طبيعتها الجغرافية و تضاريسها تماماً.
رابعاً: تهدف إيران من استدعاء داعش للمشاركة إلى توريط الجيش اللبناني في المعارك وجره مرة جديدة لمسرحية دامية في عرسال اللبنانية فحزب الله لا يستطيع لأسباب طائفية الدخول بشكل مباشر ومعلن في مجازر في عرسال بحق الأهالي واللاجئين لكنه قادر على توريط الجيش اللبناني عبر استدراج أو استدعاء عناصر مسلحة مشبوهة من الأراضي السورية و زج مجموعات من عناصره في عرسال بملابس الجيش اللبناني وبتعاون وتواطئ ضباط من الجيش اللبناني مع حزب الله كما حدث في أحداث عرسال كما تهدف الخطة الإيرانية إلى توريط الجيش اللبناني في معارك مفتوحة مع داعش ليس على المناطق الحدودية فحسب بل جره لمعارك القلمون على الأراضي السورية.
خامساً: تقتضي الخطة السيطرة على النقاط والتلال الاستراتيجية المطلة على القلمون لحرمان الثوار السوريين من قطع طريق دمشق حمص الساحل ولأن تأمين هذا الطريق الذي يعتبر شريان حياة للنظام وحالش ضرورة من أجل حماية ظهر كوادره الأمنية والعسكرية و الإيرانيين مع إجلاءهم من سورية بعد إعطاء إشارة الانسحاب مع انهيار وشيك للنظام.
سادساً : معارك ثوار القلمون التي تدور في الجرود الجنوبية للقلمون وفي منطقة العجرم ضد داعش هي لحرمان حالش وإيران من الاستثمار السياسي والعسكري و الإعلامي من وصول داعش للحدود اللبنانية من تلك المناطق وحماية الأهالي اللبنانيين وبشكل خاص أهل عرسال واللاجئين السوريين مما تحضر حالش ضد عرسال.
سابعاً: ادعاء حزب الله بالسيطرة على تلة موسى غير صحيح فتلة موسى ترتفع 2700 متر تقريبا وهي تلة كبيرة ووعرة وفيها تحصينات كثيرة تركها النظام عند انسحابه في تشرين الماضي وما حصل هو تقدم عناصر حالش في أجزاء محدودة من تلة موسى أمام انسحاب تكتيكي متعمد من بعض النقاط من الثوار لكنه انسحاب يخفي مفاجآت .
ثامناً: يعتمد حزب الله والحرس الثوري الإيراني على بلدة الطفيل اللبنانية كموقع لبناني استراتيجي متقدم في الأراضي السورية فبلدة الطفيل تقع في لسان جغرافي لبناني يدخل في الأراضي السورية وقام حزب الله بتهجير جميع أهالي الطفيل اللبنانيون السنة وحولها لمنطقة عسكرية وللعلم فإن الدخول للطفيل يقتضي الدخول عبر سورية رغم أنها لبنانية !
أخيراً فإن قيام حزب الله بتنظيم زيارة لمجموعة من الصحفيين لم تكن لمناطق في جرود القلمون السورية كما ادعى حزب الله في بروباغندا للصحفيين وهي بهذف رفع معنويات مقاتليه وقاعدته الشعبية بل كانت زيارة الصحفيين في مناطق محددة سلفاً في جرود نحلة وبريتيل اللبنانيتين والقريبتين من الحدود مع سورية.
فهد المصري / منسق مجموعة الإنقاذ الوطني
رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية حول سورية