الجميع يدفعنا لتقبيل خاتم "الخلافة" ..!؟
الجميع يدفعنا لتقبيل خاتم "الخلافة" ..!؟
● مقالات رأي ١٥ يونيو ٢٠١٥

الجميع يدفعنا لتقبيل خاتم "الخلافة" ..!؟

في كل مرة نحزم أمتعتنا بعيداًعن الخلافة و نقرر الجلوس في الطرف المعادي لها و محاربتها بكل ما أوتينا من قوة بشكل يتناسب مع بقية الأعداء ، يظهر شيء جديد أو وباء جديد إن صح التعبير لكي نعود من جديد و نضع "الخلافة" بفكرنا و نقرر أن نختارها بين الرمضاء و النار التي دائماً نوضع فيها .

اليوم مع تمدد القوات الكردية و استحواذها على مناطق شاسعة كانت تحت سلطان الخلافة ، و عمليات التهجير المنظم و الممنهج للعرب و التركمان ، و ابعادهم خارج أراضيهم إلى تركيا كخطوة أولية ، نجد أننا اليوم أمام خيار جديد و تحدٍ من نوع آخر ، ألا وهو بين "الخلافة" التي تقتل كل من يخالفها بالممارسات الدينية ، و بين القوات الكردية التي ترفض كل من يخالفها بالإنتماء القومي ، و كل من يحمل جينات لا تناسبهم .

وهاهو الخيار يعود من جديد بعد أن مررنا في السنة الماضية التي كان فيها  الوضع أن نكون بين"الخلافة" أو الأسد ، خيار بين الحقد و القتل الأعمى بينهما ، و في الغالب نجد أنفسنا بشكل لا شعوري نلجأ إلى الخيار الأبعد و الأقل قتلاً ألا وهو "الخلافة" .

و تفس الأمر يتكرر حينما نوضع في ظروف لنختار بين "الخلافة" و المليشيات الشيعية المتنوعة ، فتجدنا كذلك نختار خير الشريرن أو اهونهما أو على الاقل أبعدهما شراً في الوقت الراهن .

هذه العملية تجمعنا نوقن ان الجميع يدفعك صوب "الخلافة" و لتقبل خاتمها ، و القبول بأن تكون أحد رعيتها ، حفاظاً على حياتك بشكل مؤقت .

فالتطرف لا يواجه إلا بالتطرف ، و التعصب يحتاج لتعصب ، و التشدد لابد من تشدد يواجه ، فالأسد هو وجه للتطرف و إيران للتشدد و القوات الكردي و حلم الدولة المستقل يكون في سياق التعصب ، أما "الخلافة" فهو الوجه الكامل للأطراف الثلاثة ، و لا يمكن أن نواجههم جميعاً إلا باللجوء إليها .

ليس دعوة لـ"الخلافة" و إنما استهزاء من العالم الذي يخطط و ينفذ مخططاته بدقة على حساب وجودنا و حياتنا و يدفعنا لمزيد من التشرد و الضياع ، و كل ما مطلوب منا ، إما أن نتحول لبيدق بيده أو نكون أعداء له .

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ