اسم من ذهب وفعل من ورق"2"
اسم من ذهب وفعل من ورق"2"
● مقالات رأي ٢٠ يونيو ٢٠١٥

اسم من ذهب وفعل من ورق"2"

كنا قد تحدثنا في قسمنا الأول عن الثوابت التي أعلنها مجلس قيادة الثورة العشوائية وغير المنتظمة في التراتبية والأولوية وذلك لأن هذا الوليد الخَدج لم يخرج من الحاضنة بعد ولادته فما زال يعاني من اليرقان والاصفرار وما زال مضطرب النمو و هو بحاجة لدم وقلب جديد ينعشه ويخرجه من حالته الراهنة وهذا الدم متوافر بكثرة لكن أهله لا يبحثون عنه بل هم يفتشون عن القديم المهترئ ذو الصمامات المغلقة والتي هي بالأصل تحتاج لإنعاش .

ففي القاعدة العامة لأي مؤتمر يتم تنظيمه يكون هناك خطوط عريضة تُبحث وجدول أعمال جدي يُعمل به  وورش عمل تنطلق قبل تنظيمه حتى يتم إقرارها والأخذ بها وإحصاءات ودراسات تَناقش لكن مجلس قيادة الثورة نسي كل شيء فهو يريد أن يحضر الناس على عجل فمؤتمر الرياض على الأبواب و لا بد من تسمية المدعوين لهناك أو لينبه القائمين عليه أننا هنا لا تنسونا بالله عليكم فنحن أهل الثورة وجاهزون للتوقيع على ما تريدون لكن يجب أن نحضر فقد نحصل على العطايا .

و في خلال عقد المؤتمر تم وضع استبيان من سبعة عشر بنداً وهي تكرار للثوابت التي وضعوها  وتم أخذ رأي الحاضرين من خلال ورقة وزعت تحمل هذه البنود ولكن المفاجأة التي ستذهل السوريين الشرفاء الأحرار بين إجابات الحاضرين و التي أستغرب فعلاً أنهم مدعوون لمجلس قيادة الثورة  وحتى من أنهم ثوريون بالمطلق .

جاء البند رقم ثلاثة عشر في الاستبيان كالتالي :

لا حل سياسي في سوريا ما لم تتوقف كل أشكال القتل والترويع والقصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة .

صّوت لهذا البند 198 صوت بنعم و 5 بلا و7 امتنع عن التصويت ، هؤلاء الأشخاص الذين صوتوا بلا أو امتنعوا عن التصويت أسألكم بالله  أنتم مع الثورة أم مع الأسد وعصابته ، أسأل ضمائركم إن كنتم تحملونها تطلبون حل سياسياً وبراميل الأسد ما زالت تحصد الأرواح جيئة وذهابا ، توافقون على الحل السياسي وهو يزرع الدمار ويقطف الطفولة ، ما أنتم سوى 

جاء البند رقم خمسة عشر في الاستبيان كالتالي :

التفاوض مع النظام المجرم يكون على تسليم السلطة .

صّوت لهذا البند 173 بنعم و 16 بلا و11 امتنعوا عن التصويت . أعود أقول للممتنعين و للرافضين ماذا تريدون بالضبط هل تؤيدون العمل العسكري البحت وسحق الأسد وعصابته بالقوة إذا كنتم تريدون ذلك فعليكم بالموافقة على وحدة العمل العسكري و توحيد الفصائل  فلماذا صّوت البعض بالامتناع عن بند التوحيد رقم واحد وأن التوحد هو الضامن لأي حل سياسي  . أعتقد أنكم حضرتم لتفشلوا مؤتمراً بالأصل هو هزيل البنية ضعيف الهوية .

جاء بالبند السادس عشر كالتالي :

محاكمة النظام المجرم بكافة أركانه على جرائمه بحق الشعب السوري أمام محكمة سورية خاصة واسترداد ما نهبوه من ثروات .

صّوت بالموافقة 200 وبلا 2 وامتنع 8 عن التصويت ، حقيقة مستغرب موقفكم ورأيكم هذا إن كنتم ثوريون حقاً فماذا تريدون ؟

  هل ترغبون بالعفو عنهم أم ماذا ؟ أم تخافون أن تشملكم المحاكمة ، ما هو مطلب الشعب السوري الحر الثائر على الطغيان أليس سيادة العدل والحكم بالميزان وعودة الحق لأصحابه أم لكم رأي أخر ؟ .

حقيقة أثبت هذا المجلس أنه عبارة عن هلام غير قادر على الثبات إن لم يبادر أعضاؤه و منظموه على الإستعانة بالخبرات واستقطاب أهل الثقة و الوطنية الحقة وليست المكتسبة فلن تكون له قائمة ولن يكون جسداً يحمل روح الثورة .

فثورة كالثورة السورية  عظيمة بكل ما تحمل الكلمة من معانِ حري أن يكون لها جسدُ له أركانه ويتمتع بالحيوية والاستقلالية والديناميكية يعبر عن مكنوناتها الجبارة وتضحيات أبنائها الكثيرة .

الكاتب: حسام نجار
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ