
إلى جبهة النصرة : ليت الشعب .."طياراً" ...!؟
ظهر بالأمس الطيار الاسير لدى جبهة النصرة "علي عبود" على قناة الجزيرة وافر الصحة ، بهي الطلة ، يمضي أيام الأسر في راحة و استجمام ، فلا هم له سوى مرور الوقت و العودة إلى حضن الوطن من جديد لمتابعة القصف وفق "إن لم نقتلهم سيقتلونا" ، عقيدةٌ مؤجلة حالياً فالوقت وقت أسر ، و لم يحن بعد وقت الحرب.
شكل و اسلوب و كلام الطيار و تحدثه بكل أريحية ، دليل جيد على حسن المعاملة و الضيافة التي اعترف بها ، استعرض بثقة إنجازاته و ماحققه لصالح قضية "نظامه" ، و لم يخلو الأمر من بعض الإفك و الكذب و التغابي ، فهو عادي بالنسبة لأمثاله .
لم يعني لي كثيراً ظهور احمد منصور بهيئة محقق أو مُستجوب ، و ما اذا كان ضغط عليه ليقول معلومات أو لم يضغط ،ولم يعني لي المعلومات التي ادلى بها فهي عبارة عم جملة من الكذب والتضليل والسعي للتبرئة المبطنة ، ولكن الحقيقة الذي أثر فيّ هو المعاملة التي تلاحق الجميع من فئة الأقليات ولو كانوا من أعتى القتلة ، لانحظى بها كسوريين .
كيف تعامل جبهة النصرة هذا المجرم بهذا الاسلوب الحضاري و تظهر على أن الإنسانية و الخلق و كل السمات الفضلى يتمتعون بها ، ولانجد هذا الأمر مع بقية السوريين الخاضعين لسلطتها في المناطق المحررة ، فماذا لو كان الطيار ناشطاً أخطأ و ذكر سلبية للنصرة ، ماذا لو كان الطيار أحد الذين رُفع بهم تقرير على أنه من جماعة معادية و لو تقرير كاذب أو مفبرك ، ماذا لو كان ذلك الطيار أحد الذين يعدمون هنا و هناك بتهمة التشبيح بغياب المحاكمة ، ماذا لو كان هذا الطيار داعراً و مسهلاً للدعارة ، ماذا و ماذا و ماذا ..... فليحمد الطيار عبود انه ليس مواطناً سورياً من تلك الفئة التي تسمى "السنة" لكان الآن في نار جهنم .
اجتهدت النصرة لكسب ود العالم أجمع ، و اجتهدت لتظهر بمظهر المتحضر ، اجتهدت بارسال التطمينات المطلوبة للطائفة "العلوية" بأنها تعاملت مع أشد المجرمين بهذه الرحمانية ، و لكن هل أرسلت النصرة طمئنة للسوريين أجميعين بأن من يأتي إلى أرضها له حرية العمل و الحركة ، هل سيجد من يختلف معها مكان للإقامة و التواجد ، هل من يرفض تنفيذ التعليمات سيكون مصيره كمصير الطيار مثلاً ..!؟
انتقلت عدوى كسب الجميع إلا الشعب ، إلى النصرة ، فالجميع لديه رسائل خارجية ، ولا أحد يملك رسالة للداخل ، لذا فإن الجميع سيسقط و سيبقى الشعب ، فلا حصانة لمخطئ مهما بلغت قوته أو استفحل ظلمه .
عذراً قد يهاجمني الجميع و لكن سأهاجم بدوري ، كل من يؤيد بشكل أعمى و بتعامى عن الأخطاء و التجاوزات ، فالفصائلية العمياء هي استبداد جديد ، و القدسية للبشر غير موجودة ، و العصمة لم تلحق بشري ، و ليتني طياراً لأنجوا من كلام "التكفير – العمالة- المأجور".