
إدلب الخضراء تتحرر.. و تساند حلب و اللاذقية
لم يكن يتوقع اشد المتفائلين بالثورة السورية أن يكون هناك استمرار جيش الفتح في نسج اسطورته ، و متابعة المسير لنقل إدلب إلى الحرية بشكل كامل ، و بنفس الوقت لم يكن أكثر المتشائمين الموالين للأسد ، يضع في حسابنه خطوة كهذه ، فالفتح بمكوناته كافة قد أعلن النفير نجدة لريف حلب من "داعش" ، و يؤرقه الجنون غير المسبوق من القصف الأسدي الذي بلغ أمس الأول 285 غارة جوية بكل الأنواع .
لكن كالعادة أبى الفتح إلا أن يتابع حالة الكسر للقواعد و التوقعات و يضرب بيد حديدية تزداد صلابة بعد كل مواجهة ، يفتك بعدوه بلا مهادنة ، و كل ما يحتاجه هو ترتيب بسيط بين كل جولة يخوضها .
فمنذ ظهر الأمس أُعلن عن البدء بإنهاء وجود الأسد في إدلب ، و في نفس الوقت في شمال حلب الإعلان عن إنهاء صد هجمة داعش و الإنتقال إلى مرحلة التقدم لاسترجاع مافات ، و الإجهاز على التهديد ، لم يكتف بهذه الجبهتين ، بل هناك جبهة بدأت بالفعل و بقوة في الساحل في التلال ريف اللاذقية ، حيث يوجهون الضربات و يستعيدون زمام المبادرة.
"الفتح" أعلن التؤمة مع كل يحمل "الفتح" في حلب المساندة و المساعدة للإنهاء الخطر الصائل "داعش" و الوقوف من جديد لضرب الجائل "الأسد و من يسانده" ، فهو يقول إدلب لن تكتفي بالقول لـ حلب : عقبال عندك ... بل سنكون معك و نساندك ...
صفعة ادلب اليوم و ريف حلب و ريف اللاذقية أَذهبت ما سعى إليه مساندوا الأسد من خلال الإعلان عن مده بآلاف المقاتلين لتأمين الحماية له ، و تسليم القيادة في المناطق التي تلي إدلب "سهل الغاب" لإيرانيين و أذنابهم ، و الأهم وجهت رسالة للعالم أجمع أن مهما اجتمع على الثورة من أعداء سواء أكانوا مباشرين أو غير مباشرين ، فالثوار قادرين من خلال إيمانهم و إرادتهم ، مواجهتهم مجتمعين و مفردين و منتشرين ، دون أي دعم من أحد أو مساندة ، و أي حديث عن مساعدة أي طرف للثوار على الأرض في حروبهم و معاركهم ، هو طعن بقدراتهم و قوتهم و إرادتهم .